القيادة واللوجستيات في المجهود الحربي لـ"الحوثيين" منذ ما بعد 7 أكتوبر
- تم النشر بواسطة اليمن بالحبر الغربـي / لا ميديا

اليمن بالحبر الغربـي -
أنصار الله في اليمن ومن بعد مشاركتهم في حرب غزة قفزوا إلى الصفوف الأمامية لمحور المقاومة. إنهم الطرف الوحيد في هذا المحور الذي حول الصراع إلى عالمي بشكل حقيقي، من خلال حركة قطع الملاحة عن «إسرائيل»، وأظهرت الحركة جرأة باعتبارها أول طرف في محور المقاومة يطلق صواريخ بالستية على «إسرائيل». كما أظهرت مرونة في مواجهة الضربات الجوية الأمريكية البريطانية.
نظام القيادة والسيطرة للحوثيين منظم بشكل جيد إلى حد معقول، ويقوده بشكل عام مقاتلون حوثيون ذوو خبرة عددوا من الإمكانات العسكرية التي صارت لديهم من بعد 2015 حتى الآن، والتي تشمل سلاح الجو المسير، والقوات البحرية، والقوة الصاروخية، والخدمات اللوجستية، والأمن الوقائي، ووظائف جمع المعلومات الاستخبارية.
ومنذ 19 تشرين الأول/ أكتوبر، عندما شُن أول هجوم يمني، وحتى كانون الأول/ ديسمبر، قُصفت «إسرائيل» بـ46 صاروخاً باليستياً وكروز وطائرة مسيرة، وعملت الدفاعات الجوية الأمريكية والأوروبية والعربية و»الإسرائيلية» معاً لمواجهة تلك الهجمات.
ورغم أن معظمها تم التصدي لها إلا أنه كان من المثير للإعجاب أن الحوثيين يمكن أن يشنوا هذه الهجمات العديدة وإلى مسافات تتجاوز 1900 كيلومتر في وقت قصير نسبياً. إن تلك الهجمات فرضت على الجيوش الغربية إنفاقاً ضخماً على أنظمة اعتراضية أكثر تكلفة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا و»إسرائيل». ومنذ منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وصاعداً أصبح من الصعب التمييز بين ما إذا كانت جميع صواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها باتجاه الشمال كانت تستهدف «إسرائيل» نفسها أم تستهدف سفناً في البحر الأحمر.
إن معدل إطلاق الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات ضد «إسرائيل» أو ضد السفن المستهدفة منذ 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى 24 نيسان/ أبريل 2024، أعلى بكثير جداً معدل ما كان يتم إطلاقه على السعودية خلال فترة الحرب التي استمرت من 2015 حتى مطلع نيسان/ أبريل 2022.
وبحساب عدد الطائرات المسيرة التي تم إطلاقها على السعودية طوال فترة الحرب (2015 - 2022) وتوزيعها على عدد الشهور يصبح المتوسط 11 طائرة مسيرة في كل شهر كان يتم إطلاقها على السعودية، مقابل 40 طائرة مسيرة في كل شهر يتم إطلاقها حالياً على أهداف في «إسرائيل» أو ضد السفن المستهدفة.
أما بحساب الصواريخ البالستية والمجنحة التي أطلقتها القوات اليمنية على السعودية من 2015 حتى نيسان/ أبريل 2022 فإنه يصبح معدل إطلاقها شهرياً بواقع صاروخين فقط لكل شهر، بينما في الهجمات الحالية ضد «إسرائيل» أو السفن المستهدفة فإن معدل إطلاق الصواريخ في كل شهر هو 36.6 لكل شهر، وهو معدل مرتفع جداً.
د مايكل نايتس، الباحث الأبرز في معهد واشنطن - فصلية مركز مكافحة الإرهاب
المصدر اليمن بالحبر الغربـي / لا ميديا