تقرير/ عادل بشر / لا ميديا -
توازياً مع التصعيد الصهيوني في قطاع غزة والتحضير لعملية إجرامية في مدينة رفح، تستعد اليمن لتصعيد موازٍ وعمليات عسكرية بحرية وجوية واسعة وذات تأثير أشد وأنكى، إلى جانب عملياتها المتواترة في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، ضد السفن الصهيونية والمرتبطة بكيان الاحتلال، دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني.
فبعد أسبوع من إعلانه دخول العمليات اليمنية «مرحلة رابعة» تشمل استهداف السفن المرتبطة بالكيان والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأسبوعي، أمس الأول، أن صنعاء تتحضر لعمليات تصعيد عسكرية بحرية وجوية خامسة وسادسة، ولديها خيارات مهمة جداً وحسَّاسة ومؤثرة على الأعداء، وليس هناك أي خطوط حمراء يمكن أن تعيقها.
وشدد على أن «مظلومية الشعب الفلسطيني كبيرة جداً، ومعاناتهم عظيمة» وأن الشعب اليمني وقواته المسلحة في نصرتهم لإخوانهم الفلسطينيين ينطلقون «من منطلق ديني، وإيماني، وأخلاقي، وقيمي، وقرآني»، وليس هناك حسابات سياسية تؤثر على موقفهم، وليسوا ممن يخضع لمؤثرات الترغيب أو الترهيب.
في خطٍ موازٍ، واصلت القوات المسلحة اليمنية، تصعيدها العسكري في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
وأعلنت القوات المسلحة في بيان عسكري، أمس الأول الخميس، استهداف 3 سفن «إسرائيلية» ومرتبطة بالكيان الغاصب في المحيط الهندي وخليج عدن. مشيرة إلى أن القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير نفذوا عملية مشتركة على سفينتي «MSC DIEGO» و»MSC GINA» الإسرائيليتين في خليج عدن.
وأوضحت أن عملية الاستهداف تمت بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وكانت الإصابة دقيقة.
وأفادت أن القوة الصاروخية نفذت عمليتين نوعيتين استهدفتا سفينة MSC VITTORIA مرتين، الأولى في المحيط الهندي والأخرى في البحر العربي، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة.
وشددت القوات المسلحة اليمنية على أن هذه العمليات تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.. مؤكدة أنها تتابع تطورات الموقف في قطاع غزة ولن تتردد في تصعيد عملياتها العسكرية انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني.

ذراع اليمن تطال البحر المتوسط
في غضون ذلك أكدت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، أن صنعاء تمتلك قدرات عسكرية ذات مدى يصل إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
ونقل موقع «سيتريد ماريتايم» المتخصص بالشؤون البحرية، عن خبراء أمنيين في شركة أمبري أن أسلحة من وصفهم الموقع بـ»الحوثيين» لديها مدى للتهديد بهجوم شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح الموقع أن تقديرات خبراء «أمبري» تُشير إلى أن «الحوثيين لديهم مركبات جوية بدون طيار ذات مدى يساعد على استهداف الشحن التجاري في شرق البحر الأبيض المتوسط».
وفيما أشار خبراء «أمبري» إلى وجود فرصة لاعتراض الطائرات المسيرة، حال إطلاقها من اليمن «بسبب وجود السفن الحربية الأمريكية وقوات التحالف، والدفاعات الجوية الإسرائيلية والمصرية»، إلا أنهم في ذات الوقت أكدوا أن «الدفاعات الجوية في إسرائيل ودعم التحالف لإسرائيل تعتبر فعالة إلى حد كبير ولكن لا يمكن أن تضمن اعتراض جميع التهديدات».
وفي ما يتعلق بنصيحة الشحن، قالت شركة الأمن «أمبري» التابعة للجيش البريطاني: «ننصح السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بإشراك أجهزة الاستخبارات والأمن للمساعدة في تخطيط الرحلة، واختيار وتطبيق أفضل ممارسات الإدارة، والمراقبة الرقمية، وإدارة الأزمات». مؤكدة: «تم نصح السفن المتجهة إلى إسرائيل بحجب معلومات وجهة AIS على الفور».
وتحدث تقرير الموقع المختص بالملاحة البحرية أن القوات المسلحة اليمنية قامت بتوسيع نطاق هجماتها من جنوب البحر الأحمر ليشمل مساحة كبيرة من خليج عدن والمحيط الهندي، وأعلنت مؤخراً أنها ستزيد من نطاق ضرباتها لتشمل جميع السفن في شرق البحر الأبيض المتوسط التي تتصل بالموانئ المحتلة في فلسطين.

تصعيد تحت الأمواج
في السياق كشف مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) عن معضلة تواجهها البحرية الغربية في البحر الأحمر تتمثل في عدم قدرتها على اكتشاف الغواصات اليمنية غير المأهولة التي يتم إطلاقها تجاه السفن المستهدفة في البحر الأحمر في إطار عمليات القوات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد التحالف الأمريكي الصهيوني.
ونشر المركز في موقعه الإلكتروني، مقالاً تحليلياً للقائد في البحرية السريلانكية، أميلا براسانجا، وهي ضابطة أبحاث عسكرية في معهد دراسات الأمن القومي السريلانكي، بعنوان «التصعيد تحت الأمواج: التهديد الذي يلوح في الأفق للمركبات الحوثية غير المأهولة في البحر الأحمر».
وقالت براسانجا: «يمثل استخدام الحوثيين للمركبات الغاطسة غير المأهولة UUVs تصعيدًا كبيرًا في أزمة البحر الأحمر المستمرة»، مضيفة: «هذه المركبات الغاطسة، رغم أنها ليست متطورة مثل الغواصات العسكرية، إلا أنها تشكل تحديًا كبيرًا للعمليات البحرية المصممة في المقام الأول لمواجهة التهديدات السطحية والجوية، ويتطلب الأمر إعادة تقييم شاملة لاستراتيجيات وتكتيكات الدفاع البحري المستخدمة في البحر الأحمر».
وتابعت: «لقد أدخل الحوثيون في اليمن عنصراً جديداً ومثيراً للقلق في المشهد الأمني المتوتر بالفعل في البحر الأحمر». موضحة أن «تكنولوجيا السونار وأنظمة المراقبة تحت سطح البحر أمراً بالغ الأهمية لاكتشاف وتتبع المركبات الغاطسة غير المأهولة تحت الماء، لكن المشكلة هي أن أنظمة الكشف عن الأجسام تحت سطح البحر التي تحتوي عليها السفن الحربية تتعارض مع أنظمة الكشف والدفاع الجوي الخاص بكشف الأجسام المعادية في الجو وهو ما قد يؤدي إلى تبادل إشارات بين النظامين واعتبار كل نظام الإشارات التي يرصدها بأنها معادية الأمر الذي يؤدي لتوترات صعبة وهذا يشكل تحدياً كبيراً لقوات التحالف الدولي العاملة في البحر الأحمر».
ويتطلب الكشف عن أجسام معادية تحت سطح الماء أن يكون الهدف المعادي هدفاً تقليدياً يمكن كشفه بسهولة باستخدام أجهزة الكشف التي تعمل بها أنظمة السفن الحربية المختلفة، لكن مع طوربيدات وغواصات القوات اليمنية التي لا يكلف تجهيزها وصناعتها سوى تكلفة قليلة للغاية وتعمل بطريقة تقليدية مع تطعيمها ببعض التقنيات التي تجعلها قادرة على التوجه نحو أهدافها ما يجعلها تهديدات ذات إمكانيات بسيطة لكنها فعالة ولأنها تتميز بالبساطة في مكوناتها فإن أمر اكتشافها يصبح صعباً للغاية بالنسبة للسفن الحربية.
وتؤكد القائد في البحرية السريلانكية، أن الغواصات اليمنية المستخدمة في الهجمات ضد السفن المعادية قادرة على التمويه بطريقة يصعب على السفن الحربية كشفها.