تقرير / لا ميديا -
أكد مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) أن القوات البحرية للتحالف الذي شكلته أمريكا وبريطانيا لحماية السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة والمسمى " حارس الازدهار" يواجه تحديات وصفها المركز بـ"الخطيرة"، نتيجة الهجمات اليمنية التي لا تتوقف منذ إعلان صنعاء الحرب ضد الكيان الصهيوني دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني.
وأوضح المركز في تقرير تحليلي نشره على موقعه بشبكة الإنترنت، أن البحرية الأمريكية وشركاءها في تحالف "حارس الازدهار" تصدت لطائرات مسيرة وصواريخ باليستية يمنية في البحر الأحمر، ولكن ثمن ذلك التصدي كان باهظاً ومن الصعب الاستمرار في مواجهة هجمات القوات المسلحة اليمنية على السفن الصهيونية وتلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، والسفن الأمريكية والبريطانية التي أصبحت هدفاً مشروعاً للقوات اليمنية نتيجة عدوان واشنطن ولندن على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأفاد المركز بأن "الأحداث الحالية في البحر الأحمر تثير مشكلتين خطيرتين"، تواجههما بحرية الولايات المتحدة وحلفائها، تتمثل المشكلة الأولى في "عمق المخزون" من الصواريخ والذخيرة التابع لبحرية تحالف حماية سفن الكيان الصهيوني، بينما المشكلة الثانية "نسبة تبادل التكلفة" غير المتماثلة إلى حدٍ كبير بين صواريخ البحريتين الأمريكية والبريطانية الباهظة الثمن، والصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي يتم إنتاجها وتطويرها محلياً بتكلفة ليست كبيرة.
وأشار مركز الأمن البحري الدولي إلى أن "مخزون السفن الحربية" يحتوي على عدد محدود من الصواريخ وذخائر الأسلحة، والتي عند استنفادها، تتطلب إعادة تحميل السفينة بالذخيرة، ويستغرق هذا وقتاً طويلاً، بما في ذلك انتقال السفينة إلى منطقة إعادة التحميل الآمنة، والتي عادة ما تكون على مسافة بعيدة من ساحة المواجهات.
ولفت إلى أن "نسبة تبادل التكلفة" توضح الفارق الكبير بين تكاليف شراء صواريخ الدفاع الجوي التابعة للبحرية الأمريكية، وبين تكاليف الطائرات بدون طيار والصواريخ الهجومية اليمنية، التي قال المركز إنها غير مكلفة نسبيًا، حيث يقدر تقرير حديث صادر عن خدمات الأبحاث بالكونجرس الأمريكي، تكلفة صاروخ الدفاع الجوي في بحرية الولايات المتحدة ما بين "مئات الآلاف من الدولارات إلى ملايين الدولارات" لكل صاروخ اعتماداً على النوع، فيما تتناقض هذه التكاليف بشكل صارخ مع تقديرات الطائرات بدون طيار التي يطلقها الجيش اليمني بالعشرات، وتكلف "أقل من بضعة آلاف من الدولارات" بحسب مركز الأمن البحري الدولي.
ونقل المركز في تقريره، تحذيرا صادرا عن "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" الأمريكي، مفاده أن نسبة تبادل التكلفة ليست مقياسًا كافيًا للتكلفة الحقيقية والاعتبارات التشغيلية للصراعات. ويشير إلى التعقيدات التي لا تحظى بالتقدير في كثير من الأحيان لمتطلبات الصواريخ الدفاعية التي يجب أن توفر توجيهًا دقيقًا وقدرة استثنائية على المناورة، وقيمة السفن باهظة الثمن، والأسلحة الأوسع نطاقًا، حيث تتطلب الهجمات غالبًا استخدام ذخائر باهظة الثمن لحماية السفن البعيدة في غضون مهلة قصيرة.
وأكد مركز الأمن البحري الدولي أن القدرات الهجومية اليمنية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، تعتبر "سهلة نسبيًا وغير مكلفة لاكتسابها واستخدامها".
وأضاف: "قد يفشل جزء من التهديدات في إطلاق أهدافها المقصودة أو المناورة بها أو التأثير عليها، ولكن يمكن التعويض عن ذلك من خلال إطلاق العديد منها في وقت واحد أو مع مرور الوقت"، في إشارة إلى استخدام القوات المسلحة اليمنية في عدد من عملياتها العسكرية عدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، الأمر الذي تعجز بوارج تحالف "حارس الازدهار" في التصدي لها، وذلك باعتراف جنرالات البحريتين الأمريكية والبريطانية.
وبحسب التقرير فإن من وصفهم بـ"الخصوم" في إشارة إلى القوات المسلحة اليمنية، يُدركون "الميزة غير المتماثلة والمتمثلة في استنفاد ترسانات السفن الحربية، ورفع فاتورة التصدي بشكل باهظ، حيث يستخدمون عمدًا العديد من التهديدات منخفضة التكلفة لتقليل الدفاعات البحرية تدريجيًا".
ونقل التقرير عن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، تأكيده 
على أهمية الإسراع في تطوير أسلحة الطاقة الموجهة (DE) بما في ذلك أشعة الليزر وأجهزة الميكروويف عالية الطاقة، ودمجها في السفن الحربية الأمريكية والبريطانية لمواجهة الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، وخصوصاً الهجمات التي يتم تنفيذها بأسراب من الطائرات المسيرة، التي تستنفد مخزون السفن من الصواريخ والذخيرة باهظة الثمن.
ويرى مركز الأمن البحري الدولي أن أنظمة أسلحة الطاقة الموجهة DE لها حدودها الطبيعية، ولا يمكنها أن تحل محل الأسلحة الحركية "الصواريخ والذخيرة النارية" الموجودة على الفرقاطات، حيث ستوفر أسلحة الطاقة الموجهة دفاعًا أقرب إلى نقطة المدى، أو الدفاع عن النفس للسفينة الحربية، وبالتالي لن تستطيع البحرية الأمريكية استبدالها بالأسلحة الحركية، وإنما تكون مكملاً لها، لتتمكن من النجاح في صد الهجمات البحرية.