أسطورة الطليان النجم العالمي أميديو كاربوني في حوار خاص لــ«لا الرياضي» :الكرة العربية تتطوروالمغرب الرقم القادم عالمياً
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا
حوار وترجمة: طارق الأسلمي / لا ميديا -
نجم من العيار الثقيل، لاعب له مسيرة كبيرة، تألق في الملاعب الإيطالية والإسبانية، وتميز في كل المحطات، وقدم الكثير مع الفرق التي لعب لها.
كتب اسمه بحروف من ذهب، ويُعتبر واحداً من أفضل المدافعين في جيله، لعب لكبار الأندية وتُوج بالكثير من الألقاب خلال مسيرته اللامعة، أبرزها الفوز مع فالنسيا بكأس ملك إسبانيا عام 1999، فضلا عن الإنجاز الأبرز المتمثل في الفوز ببطولة الدوري الإسباني مرتين، كانت الأولى عام 2002 بعد غياب استمر 31 عاما.
الحديث هنا عن النجم الإيطالي المخضرم أميديو كاربوني، الظهير الأيسر الرائع الذي حل ضيفاً على صحيفة «لا» في حوار فوق العادة تحدث فيه عن مشواره الحافل وتطرق إلى أمور عديدة.
أهلا بك أميديو، وشكراً على قبول الدعوة واختيارك لصحيفتنا للإدلاء بهذا الحوار؟
- مرحباً بكم، أنا أيضاً سعيد جداً بهذه المقابلة الصحفية، آمل أن تقضوا معنا أوقاتاً ممتعة.
صف لنا بداية مشوارك الكروي؟
- بدأت مسيرتي الكروية في صفوف نادي مدينتي «أريتسو»، ثم لعبت لأندية باري وأمبولي وتوسكان وبارما وسامبدوريا وميلان وروما.
مسيرتك مع سامبدوريا وروما شكلت نقلة نوعية في مشوارك الكروي، أليس كذلك؟
- هذا صحيح، مع سامبدوريا وخلال موسمين قدمت مستوى باهر وتوجنا بكأس إيطاليا موسم 1988/ 1989، ثم بالبطولة الأوروبية للأندية أبطال الكؤوس عام 1990. ومع روما قضيت سنوات رائعة، لقد توفر الإستقرار وكنت قائداً للفريق؛ لكننا لم نحقق الكثير من الألقاب.
بعد ذلك رحلت إلى إسبانيا واحترفت هناك. حدثنا عن تلك التجربة!
- بالتأكيد في عام 1997 انتقلت إلى نادي فالنسيا الإسباني، قادماً من روما. وقد كان عمري في ذلك الوقت 32 عاماً.
هل صحيح أن بدايتك مع الفريق الإسباني كانت سيئة؟
- بالفعل، كانت أسوأ بداية، وفي أول مباراة خضتها ضد برشلونة تم طردي بعد تدخل عنيف على لاعب برشلونة لويس فيجو، بعد ذلك تحسن الأداء وسرعان ما أصبحت أحد أبرز وأهم اللاعبين في الفريق، وحققنا الكثير من الألقاب، وكانت سنوات رائعة.
ولك أن تتخيل؛ لاعب إيطالي يبلغ من العمر 32 عاما، يتم طرده مرتين في المباريات الخمس الأولى! كان الأمر صعباً للغاية في البداية؛ لكنني كنت أعرف كيف أعود. كنت محظوظاً لأن لدي زملاء ومدربين رائعين.
أمضيت 9 سنوات مع فالنسيا، ما هي أبرز الألقاب التي تُوجت بها مع فريق الخفافيش؟
- فزنا بالدوري الإسباني مرتين وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الإسباني وحصلنا على وصيف دوري أبطال أوروبا مرتين.
ماذا عن آخر مباراة خضتها في مسيرتك الحافلة؟
- آخر مباراة كانت مع فالنسيا ضد أوساسونا في 16 أيار/ مايو 2006، وأنا في الـ41 من عمري.
هل تذكر أول مباراة شاركت فيها مع منتخب الآزوري؟
- نعم، كانت أولى مبارياتي مع منتخب بلادي أمام ألمانيا في لقاء ودي تمكنا فيه من الفوز بهدف دون مقابل، تقريبا في العام 1992.
رغم مسيرتك اللامعة إلا أنك لم تُمثل منتخب إيطاليا كثيراً، لماذا؟
- لا أدري لماذا؛ لكنني شاركت في 18 مباراة مع منتخب إيطاليا، وظهرت في بطولة أمم أوروبا 1996 بإنجلترا عندما استدعاني أريجو ساكي.
بعد أن اعتزلت كرة القدم عملت في عدة مجالات رياضية، حدثنا عنها؟
- بعد تقاعدي أمضيت عاماً كمدير للكرة في فالنسيا، ثم عملت معلقاً ومحللاً للعديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية الإسبانية والإيطالية.
كيف ترى وضعية نادييك السابقين روما وإنتر ميلان حالياً؟
- الإنتر تميز كثيراً هذا الموسم وحقق لقب الدوري، وعليه أن يحقق بطولة دوري أبطال اوروبا القادمة. روما يمر بفترة سيئة نوعاً ما، ويجب عليه تغيير العديد من اللاعبين، وإذا رحل لوكاكو عن الفريق فإنهم بحاجة إلى مهاجم عظيم.
مستوى الدوري الإيطالي تراجع كثيراً. هل تشاطرني الرأي؟
- نعم، الدوري الإيطالي يشهد تراجعاً حاداً في المستوى، بعد أن كان في صدارة أقوى الدوريات أصبح الآن الدوري الإنجليزي والإسباني هما الأقوى.
منتخب بلادك لم يتأهل في آخر نسختين من المونديال. بصفتك أحد اللاعبين السابقين، ما الذي يحتاجه المنتخب الإيطالي؟
- نحتاج للكثير من العمل وإعادة الاستثمار والاهتمام بالأكاديميات، وهناك الكثير من المواهب الرائعة التي ينتظرها مستقبل باهر.
من هو أفضل لاعب إيطالي في نظرك حالياً؟
- يوجد العديد من اللاعبين الإيطاليين المميزين؛ لكن أرى أن نجم إنتر ميلان نيكولو باريلا ولاعب روما بليجيريني هما الأفضل في الوقت الحالي.
ما الذي يُميز الكرة الإيطالية عن غيرها؟
- هناك العديد من التكتيكات التي تتميز وتشتهر بها الكرة الإيطالية، ومنها أسلوب الدفاع والكرة المتحفظة في كرة القدم، وذلك نابع من فلسفة وطرق قديمة تطورت واستمرت منذ زمن حتى يومنا هذا.
من تُرشح للفوز ببطولة أمم أوروبا؟
- من وجهة نظري أن منتخبات فرنسا وإسبانيا وإنجلترا ستكون مرشحة للفوز بالبطولة، ولا نستبعد أن يكون هناك فريق مفاجئ.
مؤخراً تعاقد ريال مدريد مع النجم الفرنسي كيليان مبابي...؟
- فريق ريال مدريد هو أفضل نادٍ في العالم، ومن الطبيعي أن يتعاقد مع أفضل لاعبي كرة القدم.
برشلونة يعاني، ما هي الأسباب برأيك؟
- برشلونة يُعاني منذ فترة، وتعرض لعدة هزائم من غريمه التقليدي ريال مدريد، وأهم الأسباب هي المشاكل الإدارية والمالية.
انطباعك عن الكرة العربية بشكل عام؟
- الفرق العربية أصبح لديها إمكانيات اقتصادية كبيرة، ومع قدوم العديد من اللاعبين الكبار إلى الدوريات تطورت الكرة العربية كثيراً. لقد شاهدت العديد من المباريات الرائعة، وكنت أحب مشاهدة لاعب الهلال السعودي السابق عمر عبدالرحمن «عموري».
وهل المنتخبات العربية وصلت للمستوى الذي يسمح لها بالمنافسة عالمياً؟
- هناك عدد من المنتخبات العربية تطورت، وقد شاهدنا منتخب المغرب في مونديال 2022 عندما تمكن من الفوز على منتخبات كبيرة. أعتقد أنهم بحاجة إلى 4 أو 5 سنوات حتى يُنافسوا عالمياً.
في نهاية اللقاء، هل من كلمة ختامية؟
- شكراً لكم على هذا اللقاء الجميل، والذي تحدثنا فيه عن الماضي والحاضر، وأتمنى لكم الأفضل في المستقبل.
أسطورة تهبط على أرض ميستايا
أريتسو، فيورنتينا، باري، أمبولي، بارما، سامبدوريا، روما، فالنسيا. هذه هي الأندية التي ارتدى قمصانها أميديو كاربوني، الظهير السابق الذي دخل بشكل لا يمحى قلوب مشجعي روما وفالنسيا بشكل خاص، لالتزامه وتفانيه حتى اليوم الأخير من مسيرته. ثماني عشرة مباراة مع المنتخب الوطني الأول في وقت كانت فيه المنافسة على قميص الآزوري شرسة، تشهد على القيمة التي لا جدال فيها للاعب عرف كيف يجمع بين الاتساق والولاء في الملعب.
لم يكن من المعتاد أن يرحل اللاعبون الطليان إلى الخارج؛ لكن لاعبين قلائل حينها خرجوا، أمثال زولا وفيالي، اللذين ذهبا للعب مع تشيلسي في الدوري الإنجليزي، ورحل أميديو كاربوني إلى إسبانيا. 9 مواسم من التألق والتتويج في الليغا والكأس الأوروبية. قال عنه الفالنسيون إنه «المخضرم الذي هبط علينا ليصبح أسطورة. إنه أميديو كاربوني، أحد أهم اللاعبين في العصر الذهبي لنادينا».
ابقِ قدميك على الأرض
يقول أميديو كاربوني عن محطة هامة في حياته: «غادرت أريتسو لأول مرة للذهاب واللعب في فيورنتينا بريمافيرا، حيث وجدت على الفور أريجو ساكي كمدرب. كانت العلاقة معه جيدة جدا، كما أخذني إلى المنتخب الوطني. ثم انتقلت إلى باري، على سبيل الإعارة، لأنني كنت ما أزال مملوكاً لأريتسو.عشت دائماً من يوم لآخر في تلك السنوات، فكرت في التدريب واللعب يوم الأحد التالي. أعتقد أن عملنا هو الجانب الذهني كأكثر أهمية من الجانب البدني، عليك دائما أن تبقي قدميك على الأرض».
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا