حوار وترجمة:طارق الأسلمي / لا ميديا -
وُلد في 12 كانون الأول/ ديسمبر 1970، في مدينة أسبيرين الهولندية. بدأ مشواره كلاعب مع نادي بريدا، قبل أن ينتقل إلى سبارتا روتردام، وأنهت مسيرته مبكراً إصابة خطيرة في الكاحل.
بدأ مشواره التدريبي في بلاده مساعداً للمدرب الأسطوري كومان في الدوري الهولندي الممتاز رفقة نادي ألكمار، ثم أصبح مدرباً للمنتخب الهولندي للشباب.
في العام 2012 قرر هندريك مغادرة هولندا ليُحقق نجاحاً كبيراً في القارة السمراء، حيث قاد خمسة منتخبات مختلفة وترك بصمة مميزة مع كل منتخب أشرف عليه وأصبح من المشاهير في كينيا وزيمبابوي.
صحيفة "لا" التقت المدرب الهولندي هندريك بيتر دي يونج، في حوار هو الأول له مع صحيفة عربية، كشف فيه عن مسيرته التدريبية وعدد من الملفات الأخرى تجدونها في المساحة التالية.
  شكراً لك كابتن هندريك على قبول دعوتنا لإجراء هذا الحوار مع صحيفة "لا" اليمنية. نريد أن نعرف أين أنت الآن، وما هو المنصب الذي تشغله؟
- لا شكر على واجب، ومرحباً بكم أصدقائي العرب، وشكراً لصحيفتكم الرياضية على هذه الاستضافة. أنا حالياً أسكن في كينيا، ولست مرتبطاً مع أي فريق.
 ما هي أبرز محطاتك التدريبية الاحترافية؟
- فــي بدايـة مشواري أصبحـــت مساعــداً للمدرب الأسطوري رونالد كومان، مدرب هولندا حاليــــاً، فـــي نـــادي ألكمــــار، ثم خضت تجـارب حــــول العــــالم كـانت مـع فـرق ومنتخبـــات لعــــل أبرزها شباب هولندا ومنتخبات مولدوفا ورواندا ووســـــوازيــلانــد وإستونيا والصومال. لقد عملت في الدوري الكيني لمدة طويلة، كما ساهمت في الحصول على البطولات والكؤوس مع أندية هايلاندرز وبلاتنيوم من زيمبابوي، وأشرفت على تدريب أندية من هولندا ومولدوفا وجنوب أفريقيا ومنغوليا ومالاوي، وحققت معها نتائج إيجابية وساهمت في اكتشاف الكثير من المواهب.
 ما هي التجربة الأفضل في مسيرتك الطويلة هذه مع الفرق والمنتخبات؟
- مسيرتي مع المنتخبات الوطنية كانت جيدة ورائعة للغاية، يمكن القول بأن تجارب كينيا وزيمبابوي هي الأفضل، نظراً للتتويجات بالعديد من البطولات.
 في زيمبابوي حظيت بشهرة واسعة...؟
- هذا صحيح. لقد بدأت مسيرتي هناك في العام 2019 مع هايلاندرز ثم بلاتنيوم، وفزت معهم بالكؤوس. كنت لا أستطيع المشي في شوارع بولاوايو، بسبب المعجبين، وأُطلق عليّ لقب "البطل".
 ما سر هذه التجارب الطويلة في القارة السمراء وكينيا على وجه الخصوص؟
- السبب الرئيسي هو النجاح في العمل، فأنا مدرب محترف يمكنني العمل بشكل جيد للغاية مع السكان المحليين وفهم الثقافة الأفريقية جيداً، وهم يحترمونني وأنا أحترمهم. في القارة السمراء حققت نجاحات ملفتة، وأصبحت مشهوراً في الكثير من البلدان، تزوجت إمرآة كينية منذ 9 سنوات، ومقيم هناك لذلك تربطني علاقات جيدة بهذا البلد الجميل.
 بلغت كرة القدم الأفريقية ذروتها في السنوات الأخيرة، إلى ماذا تُرجع هذا التطور؟
- الكرة الأفريقية تتطور كثيراً في الآونة الأخيرة، حيث بدأت أكثر من 18 دولة في الاهتمام وتنمية الفئات الشابة مما جعلها تتحسن في الهيكل والمنظومة حتى أصبحت احترافية.
 هل تنوي العودة إلى هولندا؟
- في الحقيقة غادرت هولندا لأنني أريد أن يرى العالم صفاتي كمدرب في بلدان حول العالم. وقد تحقق هذا، وربما أعود إلى هولندا في أي وقت؛ لكن ما زال هناك الكثير لتحقيقه.
 ما تقييمك لأداء منتخب هولندا في بطولة أمم أوروبا الأخيرة في ألمانيا؟
- وصل الفريق الهولندي إلى نصف النهائي وقدم أداءً جيداً وكان قريباً من بلوغ نهائي اليورو؛ لكن هكذا هي كرة القدم، وهذا جزء منها.
  ما الذي تفتقر إليه هولندا من أجل التتويج بالبطولات؟ وما رأيك في المدرب كومان؟
- دائماً الفرق الهولندية تلعب كرة قدم جميلة ولدينا الكثير من المواهب ومعظم اللاعبين يلعبون في الخارج. ينقصنا القليل من الحظ والتخطيط الجيد. سبق أن كنت مساعداً للأسطورة رونالد كومان، وهذا الرجل يقوم بعمل رائع وأنا مع استمراره في قيادة الطواحين.
  من هم جيلك الذين كانوا معك في ملاعب كرة القدم؟
- عاصرت الكثير من النجوم في الملاعب الهولندية، منهم فرانك دي بوير ورونالدو دي بوير وباتريك كلويفيرت ومارك أوفرمارز وإدوير دي سات وجاب ستام وفيليب كوكو وإدغار ديفيدز.
 ما رأيك فيما يقدمه اللاعبون العرب مع فرقهم في الدوريات العالمية؟
- اللاعبون العرب لديهم عقلية جيدة وشغف كبير بكرة القدم، تميز الكثير منهم في بطولات الدوريات الكبرى وساهم البعض في تحقيق الألقاب، وهذا سيعود بالفائدة على منتخباتهم الوطنية.
  أفضل لاعب عربي شاهدته...؟
- من الصعب اختيار لاعب عربي بعينه؛ لأنهم كثيرون جداً؛ ولكن أعتقد أن النجم المصري محمد صلاح هو أفضل من شاهدته بعد كل ما قدمه مع ليفربول.
 ما هي المنتخبات العربية التي يُمكنك ترشيحها للفوز بكأس العالم مستقبلاً؟
- يوجد الكثير من المنتخبات العربية التي تطورت وأصبحت تقدم عروضاً رائعة في البطولات القارية ولديهم لاعبون رائعون، أتوقع مستقبلاً أن تكون منتخبات المغرب ومصر مؤهلتين للمنافسة في المونديال، وكذلك السعودية التي بدأت تجهز منتخبا بقيادة مانشيني.
  ماذا تعرف عن كرة القدم في اليمن؟
- الكرة اليمنية جيدة ولديها لاعبون يتمتعون بالمهارة، وقد شاهدت ذلك على السوشيال ميديا، وكذلك الجمهور اليمني شغوف بكرة القدم، لكنها لم تصل إلى مستويات الدول المجاورة، ربما بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي يواجهها هذا البلد منذ سنوات.
 ما وجهتك المقبلة تدريبيا؟
- أنا مدرب محترف وأبقى منفتحاً للعودة إلى أي فريق أو منتخب وطني يلبي طموحاتي، لذلك وجهتي المقبلة لم أحددها بعد وأدرس بعض العروض.
  قبل الختام، أخبرنا عن الفيلم السينمائي الذي يتحدث عن قصة هندريك؟
- في تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 يوجد فيلم قادم يتحدث عني وسيُعرض في 40 دولة، بالإضافة إلى كتاب تم إصداره ونشره في هولندا وبلجيكا يحمل اسم "البطل"، وقد كُتب على غلافه: "من فتى هولندي إلى ملك كرة القدم في أفريقيا".
 في نهاية الحوار، ماذا تُريد أن تقول عبر صحيفة "لا"؟
- أود تحية جماهير كرة القدم في اليمن والدول العربية، وأعرف مدى شغفهم وحبهم لهذه اللعبة. وشكراً لكم على هذه المقابلة الأكثر من رائعة، وهي أول مقابلة لي في صحيفة عربية. أتمنى لكم ولبلدكم اليمن التقدم والازدهار. دمتم بخير.