غـداة العدوان على الحديدة.. مستوطنو «إيلات» يبيتون ليلتهم في الملاجئ و«جيشهم» يرفع حالة التأهب بعموم الأراضي المحتلة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير عادل بشر / لا ميديا -
دوت صفارات الإنذار في مدينة «أم الرشراش» المحتلة التي يطلق عليها العدو الصهيوني «إيلات»، فجر أمس، ولاذ الآلاف من المستوطنين بالملاجئ، فيما كان الأغلبية منهم قد باتوا ليلتهم في ملاجئ المدينة، خوفاً من هجوم وشيك للقوات المسلحة اليمنية، إثر استهداف الكيان لميناء الحديدة، مساء أمس الأول السبت، وفقاً لوسائل إعلام عبرية.
وفيما أشار الإعلام الصهيوني إلى أن «إسرائيل» في حالة تأهب قصوى، منذ لحظة العدوان على مدينة الحديدة في الساحل الغربي لليمن، أعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، تنفيذ عمليتين نوعيتين في «إيلات» والبحر الأحمر، بعدد من الصواريخ الباليستية والمسيّرات، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، مؤكدة أن الرد على العدوان الصهيوني على اليمن قادم لا محالة.
وقال ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز، صباح أمس، إن القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت أهدافاً مهمة في منطقة أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة، بعدد من الصواريخ الباليستية، وحققت العملية أهدافها بنجاح.
وأوضح أن العملية الثانية نفذتها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية واستهدفت من خلالها سفينة (Pumba) الأمريكية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وأدت العملية المشتركة إلى إصابة السفينة بشكل مباشر.
بيان القوات المسلحة اليمنية أشار إلى أن العمليتين تأتيان انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وكذلك رداً على العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن.. مشدداً في ذات الوقت بأن الرد على العدوان «الإسرائيلي» على بلدنا قادم لا محالة وسيكون كبيرا وعظيما بإذن الله.
كما جددت قوات صنعاء التأكيد على أن عملياتها البحرية ضد السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة أو التي تتعامل مع الكيان الغاصب، لن تتوقف إلا عندما يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقُبيل بيان سريع، أفادت وسائل إعلام عبرية وناشطون «إسرائيليون» في مواقع التواصل الاجتماعي، أن صفارات الإنذار دوت في «إيلات» أكثر من مرة خلال الساعات الأولى من ليل السبت، وفي الهزيع الأخير وعند انبلاج فجر الأحد، مما دفع بآلاف المستوطنين للفرار إلى الملاجئ، في الوقت الذي أمضى أغلبية مستوطني مدينة أم الرشراش، ونازحين من المناطق الشمالية بفلسطين المحتلة، ليلتهم في الملاجئ، بعد تهديدات صنعاء بقصف الأراضي المحتلة رداً على العدوان على مدينة الحديدة.
وزعم «جيش» الاحتلال «اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن بواسطة منظومة حتس الإسرائيلية»، فيما «شوهدت طائرة مسيّرة في المنطقة».
وقال مراسل الشؤون العسكرية لإذاعة «جيش» الاحتلال، إنّ الصاروخ الباليستي من اليمن «يستغرق نحو ربع ساعة كي يصل إلى إسرائيل، أي وقتاً أقل بكثير من الطائرة المسيّرة التي تحلّق لساعات طويلة».
وكان سلاح البحرية الصهيوني قد أعلن، مساء السبت، رفع درجة التأهب في منطقة «إيلات» عقب عدوان كيان الاحتلال على ميناء الحديدة، غربي اليمن.
وشنت طائرات الاحتلال الصهيوني، مساء أمس الأول، غارات معادية على مدينة الحديدة، مستهدفة منشآت تخزين النفط في الميناء ومحطة الكهرباء وخزانات المازوت التابعة لها، رداً على الهجوم القاتل الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية فجر الجمعة الماضية، بطائرة مسيرة نوع «يافا» تمكنت من تجاوز المنظومة الدفاعية الصهيونية والوصول الى قلب «تل أبيب» في عملية وصفها الإعلام الصهيونية بأنها «صفعة قوية في وجه جيش الكيان» وفشل ساحق لن يستطيع الاحتلال تعويضه مهما اتخذ من إجراءات عسكرية ضد اليمن.
92 شهيداً وجريحاً ومفقوداً
وفي آخر حصيلة معلنة لضحايا هذا العدوان، أفادت وزارة الصحة في صنعاء بارتقاء 6 شهداء مدنيين وإصابة 83 بجروح معظمهم إصاباتهم شديدة، فيما لايزال ثلاثة آخرون في عداد المفقودين.
واستأنف ميناء الحديدة، أمس، نشاطه بشكل طبيعي مع نجاح السلطات المحلية في احتواء تداعيات العدوان الصهيوني، بما فيها عودة إمدادات الكهرباء بعد ساعات من انقطاعها نتيجة استهداف محطة الكهرباء.
قياديان في الجبهـة الشعبية وحماس لــ «لا»: اليمن منا ونحن من اليمن
في ردود الفعل المتواصلة والمنددة بالعدوان الصهيوني على مدينة الحديدة، أدان مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور ماهر الطاهر، العدوان الغادر على اليمن الذي استهدف بعض المناطق الحيوية في المدينة الساحلية.. مؤكدا أن هذا العدوان إنما يعبر عن حجم المأزق الذي يعيشه المجرم نتنياهو وكيانه العدواني والذي يحاول أن يحقق أي إنجاز، بعد أن عجز عن تحقيق أي من أهدافه على أرض قطاع غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال الطاهر في تصريح لـ«لا» إن «هذا العدوان يؤكد، أيضاً، حجم ومدى تأثير محور المقاومة في المعركة الجارية على أرض فلسطين».. مشدداً بأنه «لن يمر دون عقاب، وأن شعب اليمن وقيادته الشجاعة وكل أطراف محور المقاومة سيردون على هذا العدوان الذي ما كان ليتم لولا الغطاء الكامل من الإدارة الأمريكية التي عجزت عن وقف إسناد اليمن لشعبنا الفلسطيني».
ودعا الدكتور الطاهر الجماهير العربية وقواها الحية والعالم الإسلامي للقيام بأوسع تحرك للتعبير عن التضامن مع اليمن وشعبه العظيم.. موضحاً أن «التصعيد العسكري لأبطال أنصار الله في اليمن ووصول المسيرة اليمنية يافا إلى قلب الكيان الصهيوني، يشكل تحولاً استراتيجياً ومرحلة جديدة في المواجهة التي يقودها محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني».
وأضاف مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن «المرحلة الخامسة من التصعيد التي أعلنها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لمواجهة الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا وبريطانيا، سيكون لها نتائج استراتيجية في الصراع مع المشروع الاستعماري الصهيوني في عموم المنطقة».
وأكد أن «محور المقاومة أصبح حقيقة ساطعة وقوة فاعلة في مواجهة الكيان المجرم، كما أصبح لاعباً إقليمياً ودولياً لا يمكن تجاهله في رسم آفاق المستقبل لعموم المنطقة».
وتوجه الطاهر باسم الشعب الفلسطيني، «بالتحية العميقة لأبطال اليمن، أرض الشهامة والعزة والكرامة والذين رفعوا رأس الأمة العربية والعالم الإسلامي عالياً».. مؤكداً أن «شعب فلسطين المكافح لن ينسى وقوف اليمن إلى جواره وتحديه للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني».
من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، أن اليمن وأهله وفي مقدمتهم أنصار الله يدفعون ثمن موقف العزة والشرف والدفاع عن فلسطين وشعبها الذي يتعرض لحرب إبادة نازية في قطاع غزة.
وقال الرشق في تصريح لـ«لا»: كيان الاحتلال سيكتوي بالنار التي شبت في ميناء الحديدة دون شك، وتراكم الجرائم الصهيونية يعني تغيير حيثيات المعادلة برمّتها».. مؤكداً أن الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الصهيوني الإجرامي على منشآت مدينة بمدينة الحديدة «هم شهداء فلسطين، إضافة إلى كونهم شهداء اليمن»، والجرحى أيضاً هم «جرحى فلسطين واليمن».
وأضاف: «تقبل الله شهداءنا في الحديدة، وشفى الله الجرحى، وجزاهم عن بطولتهم وبسالتهم خير الجزاء».. مختتماً حديثة بالقول: اليمن منا ونحن من اليمن.
إعلام عبري: اليمن ليس لقمة سهلة بإمكان «إسرائيل» ابتلاعها.. قادة عسكريون صهاينة:اليمنيون لا يبدون عرضة للردع
لليوم الثالث على التوالي، احتلت اليمن، أمس، عناوين وسائل الإعلام العبري، التي أجمعت في مضمون معظمها على أن اليمن «ليس لُقمة سهلة بإمكان إسرائيل وحلفائها ابتلاعها».. مؤكدة أن استهداف مدينة الحديدة، لن يؤثر على القدرات العسكرية اليمنية، وسيدفع صنعاء إلى تنفيذ عمليات أكبر ضد كيان الاحتلال ومصالحه.
صحيفة «هآرتس»، واسعة الانتشار، أفادت بأن «اعتقاد إسرائيل بأن هجوماً واحداً على اليمن قد يغير المصفوفة، هو اعتقاد خاطئ».. مؤكدة أن «الطريقة الوحيدة لتجنب صراع متعدد المسارات، تنحصر في صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة».
وفي إشارة إلى عدم جدوى أي غارات تنفذها «إسرائيل» على اليمن، مهما كانت قوة أو كثافة تلك الغارات، ذكرت الصحيفة أن «المملكة السعودية والإمارات خاضتا حربا ضد الحوثيين لمدة ثماني سنوات. ومنذ بدء حرب غزة، هاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا أهدافا للحوثيين عشرات المرات».
من جهتها قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن «اليمنيين أظهروا شجاعة كبيرة بعد الهجوم الإسرائيلي على الحديدة، رداً على الهجوم الذي شنوه فجر الجمعة على تل أبيب».
وأضافت الصحيفة: «وتشير التقارير في مختلف أنحاء المنطقة إلى أن الحوثيين سوف يردون على الرد الإسرائيلي. وهذا يعكس انضباط الحوثيين في إرسال الرسائل وقدرتهم على التواصل مع وسائل الإعلام الإقليمية. ولن يضطروا إلى إثبات مزاعمهم. وهناك روايات مختلفة حول ما قد يحدث بعد ذلك».
وأكدت أن «التصعيد اليمني باستهداف تل أبيب، قد يكون بمثابة مقدمة لمزيد من التصعيد في المنطقة. ومن ناحية أخرى فإن فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قد تعمل على تخفيف حدة التوترات».
قناة «كان» العبرية، هي الأخرى، أفادت بأن «إسرائيل» تستعد لصراع طويل الأمد مع اليمنيين بعد استهدافها ميناء الحديدة.
ونقلت القناة عن مسؤول صهيوني قوله: «لا نعرف ما يكفي عن الحوثيين، لكننا نأخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك صراع لعدة أشهر قادمة».
وعقدت وزيرة المواصلات «الإسرائيلية» ميري ريغيف اجتماعا طارئا ليلة السبت، بحثت فيه احتمالات توجيه اليمنيين ضربات لمرافق استراتيجية وحيوية مرتبطة بالوزارة في إسرائيل، ردا على غارات ميناء الحديدة.
وذكرت القناة 14 العبرية أن الاجتماع أهاب بشركات القطارات والموانئ والمطارات الاستعداد لكل السيناريوهات.
أما صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» فقد ذكرت في مقال تحليلي: «من الواضح أن إسرائيل تدرك أن ردها المباشر غير المسبوق على الحوثيين قد يؤدي إلى تصعيد أكبر».. مشيرة إلى أنه «في الأشهر الأخيرة، قال قادة عسكريون إسرائيليون في أحاديث خاصة إن إحدى مشاكل التعامل مع الحوثيين هي أنهم لا يبدون عرضة للردع بشكل خاص».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا