تقرير / لا ميديا -
واصلت وسائل الإعلام الأمريكية، تركيزها على معضلة الولايات المتحدة في تورطها بالحرب على اليمن دفاعاً عن الكيان الصهيوني.
في هذا الصدد نشرت مجلة "نيو لاينز" الأمريكية، أمس، تقريراً مفصلاً بعنوان "الجانب الخفي من الحرب غير المتكافئة التي تشنها أمريكا.. طائرات الحوثيين المسيرة الرخيصة تستنزف خزائن البنتاغون".
وذكرت المجلة أنه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، أنفقت القوات المسلحة الأميركية وأصولها أكثر من مليار دولار أميركي لمواجهة الطائرات بدون طيار منخفضة التكلفة التي يطلقها من وصفتهم بـ"الحوثيين" في المنطقة.
وقالت المجلة: "في وقت سابق من هذا الشهر، أرسل المتمردون الحوثيون في اليمن طائرة بدون طيار منخفضة التكلفة عبر البحر الأبيض المتوسط إلى المجال الجوي فوق تل أبيب، وأسفر الهجوم عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين". مشيرة إلى أن هذه الطائرة "الرخيصة تمكنت من اختراق أنظمة دفاعية متطورة ومكلفة".
وأفادت بأنه منذ ما يقرب من عام، كان الجيش الأمريكي منخرطًا في حرب طويلة ومكلفة في البحر الأحمر وخليج عدن ضد قوة وصفتها بأنها "أصغر وأقل تقدمًا"، لكن هذه القوة "الصغيرة" تخوض صراعا دام أشهرًا مع القوات الأمريكية وغيرها من القوات بما في ذلك المملكة المتحدة وفرنسا.. لافتة إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية وسفنها الداعمة وأجنحتها الجوية وأصولا أخرى، أنفقت ذخائر بملايين الدولارات بمعدل يومي تقريبًا، وهي التكلفة التي تجاوزت الآن أكثر من مليار دولار، وفقًا لوزير البحرية الأمريكي كارلوس ديل تورو.
وأكدت: "وعلى الرغم من مزاعم البنتاغون بأن الجهود من شأنها أن تعطل وتضعف قدرات الحوثيين، فإن القتال الحاصل لا يُظهر أي علامات على نهايته، في حين تستمر تكلفته في الارتفاع".

خسائر فادحة
المجلة الأمريكية، أوضحت أن القيادة المركزية الأميركية "سينتكوم" "متكتمة بشأن الذخائر المحددة المستخدمة في مهام الاعتراض اليومية تقريبًا ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ. ومع ذلك، اعترفت البحرية الأمريكية بأنها أطلقت صـــواريـــخ (SM-2 Standard Missile) وSM-6 وSM-3 لإسقاط الطائرات بدون طيار. ويمكن أن تتراوح تكلفة هذه الصواريخ من مليوني دولار إلى 27.9 مليون دولار للقطعة الواحدة، اعتمادًا على الطراز والنسخة التي تحملها".
وأكدت أن اليمنيين لا يُظهرون أي نية للتراجع في عملياتهم المساندة لغزة، وفي نفس الوقت لا تظهر أي علامة على نفاد الأسلحة التي تستخدمها قوات صنعاء.
وتساءلت المجلة: "لماذا لا تستطيع أكبر الجيوش، مع ثقل المجمع الصناعي الدفاعي الأميركي خلفها، أن تطور أسلحة أرخص؟". لتجيب على هذا السؤال بالقول: "حتى لو تمكنت القوات الأمريكية من العثور على أسلحة أرخص واختبارها وإنتاجها بسرعة، بحيث تحل محل الأسلحة الباهظة الثمن الموجودة في الخدمة حالياً، فإن نشرها في الخدمة يشكل مسألة مختلفة تماماً، واللوجستيات اللازمة سوف تستغرق وقتاً طويلاً".. مضيفة: "في حين يسارع البنتاجون إلى الحصول على أدوات أكثر فاعلية من حيث التكلفة لمكافحة أسراب الذخائر الرخيصة القابلة للتصرف، هناك خطر يتمثل في ظهور تكتيكات أو أسلحة جديدة فجأة لا تستعد لها الولايات المتحدة وحلفاؤها".
وأشارت إلى أن "هذه التقنيات تتطور بسرعة، جنباً إلى جنب مع التكتيكات لمحاربتها. ومن المرجح أن تظهر خصائص أكثر استقلالية في الطائرات بدون طيار المعادية، ويمكن استخدام أسراب أكبر لمحاولة التغلب على الدفاعات الجوية، وقد تصبح الأسلحة الرخيصة أكثر دقة. وفيما يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تطوير مضادات أحدث، فإن التكتيكات المضادة ستستمر، أيضاً، في التطور".