حاوره:حسن العنس / لا ميديا -
نتحدث هنا عن نجوم وأبطال لهم تاريخ وسجل ذهبي حافل بالإنجازات على الصعيد المحلي والعربي والآسيوي والعالمي، ومعنا اليوم أحد عمالقة الرياضة اليمنية في لعبة التايكواندو، لاعب سطع نجمه وظهر مع نادي الميناء العدني... إنه النجم اليمني الآسيوي الدولي اللاعب الكبير أكرم أحمد النور، الذي ذاع صيته خلال مشاركاته بتمثيل الوطن في العديد من البطولات الرياضية في المحافل المحلية والقارية والعربية والآسيوية والدولية وحقق الميداليات الملونة في عدة أوزان، من أهمها برونزية الألعاب الآسيوية في كوريا الجنوبية العام 2002, وهي الميدالية اليمنية الوحيدة حتى اليوم في الألعاب الأولمبية الآسيوية، مسيرة مكللة بألوان الإنجازات  على المستويات المحلية والعربية والآسيوية،  بدأت من 1998 حتى 2010, لتعترضه بعدها الإصابات فيعتزل اللعب ويتجه إلى عالم التدريب الذي حقق فيه انجازات فردية وجماعية وبالذات مع فرق تايكواندو  الشباب والترجي السعوديان.
صحيفة "لا" استضافت أكرم النور في حوار يطل به هذا النجم على جماهير اللعبة، التي مازالت متعلقة بذكريات هذا اللاعب ومتشوقة لحكايته في عالم التايكواندو وإلى أين وصل به الحال اليوم في حياته العملية الرياضية...

 في البداية نرحب بك نجمنا الكبير في ملحق صحيفة "لا" الرياضي!
- أهلا وسهلا بك أخي العزيز، وسعيد بالحوار معك ومع صحيفة "لا".
 كابتن أكرم، افتقدناك كثيرا وعلى مدى سنوات، فهل تعيد لنا ذكريات البداية مع التايكواندو؟
- بدايتي مع التايكواندو كانت في العام 1997 مع نادي الميناء الرياضي في مدينة عدن مع المدرب الدولي الغالي والرائع الكابتن خالد عبد المنان والمدرب والأب الروحي الكابتن عبده غانم.
 كيف حدث انضمامك لصفوف منتخبنا الوطني للتايكواندو؟ ومن كان له الفضل بظهورك كنجم مع المنتخب الوطني؟
- تم استدعائي للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني عبر الالتحاق بالمعسكر الداخلي ثم الخارجي في العام 2001 تحت قيادة المدرب الدولي الكوري كيم بيونج هون.
 كنت نجماً يشار إليه بالبنان، بشهادة اللاعبين والمدربين ومحبي هذه اللعبة، ولديك العديد من الألقاب والميداليات الملونة محليا وخارجيا؛ لكن كيف انطوت صفحتك كلاعب وأنت في قمة مستواك الفني والبدني؟
- لا تُقلّب علينا المواجع والألم الذي عانيت منه سابقاً. بفضل الله تجاوزت كل ما مضى. وفيما يخص اعتزالي اللعبة انطوت صفحتي كلاعب بسبب الإصابات التي تعرضت لها وتم إهمالها وعدم علاجها في وقتها من قبل المسؤولين الرياضيين ولاعبي المنتخب آنذاك. لقد عانيت سنوات ولم يتدخل أحد لمعالجة إصابتي، والله يجازيهم على ما تركوه من حسرة وألم في حياتي الرياضية وتركهم لي ولإصابتي. حينها بحثت عن تخفيف ألمي بنفسي وتركت المنافسة وعدم خوض النزالات في بساط اللعبة، ولحبي للعبة أو بالأصح عشقي لها توجهت لعالم التدريب الرياضي، والحمد لله بفضله نسيت المعاناة السابقة ودخلت عالم التدريب إلى جانب خبرتي الرياضية، وبعد أن أكملت الدراسة الجامعية والرياضية الأكاديمية، بكالوريوس تربية رياضية، وانفتحت على العالم التدريبي للتايكواندو، أتمنى أن أحقق ما لم أستطع تحقيقه كلاعب، عن طريق نقل خبرتي ومشواري في التايكواندو إلى أبطال آخرين.
 لماذا غابت التايكواندو في بلادنا؟ لم نعد نرى لاعبين في هذه الرياضة ولا مشاركات حتى نحقق نتائج في المحافل الآسيوية والأولمبية؟
- أولا: لعدم وجود أنشطة داخلية. ثانيا: غياب وعدم وجود دعم ولا ميزانية لأي أنشطة أو بطولات، ولا يوجد معسكرات داخلية ولا خارجية، وأيضا لا أستطيع ولا يستطيع أحد تقييم المشاركات الخارجية نهائياً، لانعدام الاحتياجات الأساسية والبسيطة من نشاط داخلي والإعداد والوقت الكافيين لتدريب لاعبينا في المنتخب، وإنما مشاركات نادرة تكون بدعم من اللجنة الأولمبية الدولية وبدون إعداد أو تصفيات للاعبي المنتخب لكي نستطيع تحقيق إنجاز للبلاد.
 كيف تقيم مستوى التايكواندو في اليمن؟ وما الذي يحتاجه لاعبونا للظهور والمنافسة على جميع المستويات لكي يحققوا النتائج والألقاب؟
- بكل مصداقية، لدينا كثير من اللاعبين اليمنيين موهوبون ونجوم ولديهم مواصفات ومهارات مميزة وذات طابع قوي ويحلمون بالوصول لأهداف كبيرة، ونستطيع صنع أبطال دوليين منهم... وكل ما ينقصهم هو الإهتمام بهم وإعدادهم نفسيا وماديا ومعنويا وإعدادهم على أسس علمية صحيحة وتدريبهم على مدى أشهر السنة للوصول إلى العالمية. كذلك لا بد من توفير المنشآت كصالات رياضية مكتملة... وهذا غير متوفر في بلادنا، وينقص نجومنا لكي يحققوا الإنجازات والنتائج.
 ماذا عن حياتك الرياضية؟ وإلى أين وصلت بك السنوات؟
- الحمد لله على كل شيء. صحيح أني لم أصل لتحقيق ما تمنيت له وأحلم به، ولكن لم أستسلم ولم أتوقف عن السعي لتحقيق الهدف الذي أريد الوصول إليه، وأملي بالله كبير لتحقيق حلمي وليس ذلك على الله ببعيد.
 خلال حياتك الرياضية كلاعب وحاليا كمدرب ما هو الهدف والحلم الذي كنت تصبو إليه؟
- من ناحية الطموح، الجميع يطمح لهدفه، أولا طموحنا يبلغ عنان السماء، وبقدرة الله ستتحقق الأحلام. فطموحي الشخصي الوصول للأولمبياد وتحقيق نتائج وميداليات بها كمدرب، وهو الحلم الذي لم يتحقق لي كلاعب. وأتمنى أن تستقر بلادنا الغالية وتعود الحياة والرياضة ونخدم أبناء بلدنا ونقودهم لمنصات التتويج التي لم نصل إليها.
والحمد لله أنا حاليا مستقر في حياتي الشخصية، ولديّ أصدقاء ومحبون ولدينا نجوم رياضية، وسبق أن دربت نادي الشباب السعودي وكذلك نادي الترجي السعودي لموسمين، وحاليا لست مرتبطاً مع أي نادٍ.
 كابتن أكرم، كلمة تقولها في ختام هذا الحوار...؟
- أولا: أقدم لك الشكر لك ولأسرة صحيفة "لا" وملحقها الرياضي الرائع، على إتاحة هذه الفرصة لي للحديث عن الذكريات وعن حياتنا الرياضية حاليا.
ثانيا: أقدم الشكر الجزيل لكل من وقف معي وساندني لأصل إلى ما وصلت إليه اليوم، وهنا لا يسعني أن أتذكر كل إنسان عزيز وغالٍ كان معي وكان فخرا لي، أينما كنتم جميعا فأقدم شكري وامتناني للجميع ولكل من يقرأ سطوري المتواضعة عبر هذه الصحيفة.