أخصائي العلاج الطبيعي للمنتخب الوطني فهد عبدالواحد لـــ«لا الرياضي»:واقع مرير يعيشه الطب الرياضي في اليمن
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا
حـاوره: طارق الأسلمي / لا ميديا -
أخصائي العلاج الطبيعي هو أحد أعضاء الجهاز الطبي الرياضي مع المنتخبات أو الأندية، ويُعد ركيزة أساسية في دعم الرياضيين، إذ يُساهم في تحسين أدائهم والحفاظ على صحتهم، كما يلعب دوراً محورياً في متابعة وتأهيل اللاعبين.
في اليمن، يُعتبر فهد عبد الواحد من أبرز أخصائيي العلاج الطبيعي، أو كما يُسمى العلاج الفيزيائي، إذ يتمتع بخبرة كبيرة في هذا المجال أهلته للعمل مع الأندية والمنتخبات الوطنية.
ونظراً لتغييب هذا المجال في وسائل الإعلام رغم أهميته الكبيرة كانت صحيفة "لا" سباقة في إجراء حوار خاص مع أخصائي العلاج الطبيعي وأمين عام اتحاد الطب الرياضي بتعز، فهد عبد الواحد، والحديث معه عن مهام أخصائي العلاج والتحديات التي يواجهها وواقع الطب الرياضي في اليمن.
كيف بدأت مسيرتك المهنية كمعالج طبيعي؟ وما الذي دفعك لاختيار هذا المجال؟
- بدأت مسيرتي بعد ان أكملت دراستي بالعراق في هذا المجال عام 1993. والذي دفعني لاختيار هذا المجال هو عدم وجود العلاج الفيزيائي الخاص بإصابات الملاعب الرياضية هنا في اليمن.
ما هي مؤهلاتك في المجال؟
- حصلت على شهادة الدبلوم في العلاج الطبيعي والعلاج الفيزيائي من المركز الطبي الرياضي في بغداد تحت إشراف الدكتور فالح فرنسيس يوسف، الذي كان في ذلك الوقت طبيب المنتخب العراقي. وحصلت على شهادة من الاتحاد الدولي للطب الرياضي، ودبلوم في التغذية.
هل من الضروري أن يكون أخصائي العلاج الطبيعي رياضياً سابقاً؟
- لا، ليس ضرورياً.
كيف تم اختيارك للعمل مع المنتخب الوطني في عدة فترات؟
- تم اختياري عام 2008 مع منتخب كرة القدم للصالات المشارك في البطولة العربية بمصر. والاختيار لم يأتِ مصادفة، بل من خلال عملي مع أندية الطليعة والرشيد والصقر. كما تم اختيارى مرة أخرى مع المنتخب الوطني في خليجي 25 التي أقيمت في البصرة.
وهل تختلف تجربتك مع المنتخب عن تجربتك في مؤسسات أو أندية؟
- لا، لا تختلف، فالإصابة إصابة وأتعامل معها بنفس التعامل سواء كان في المستشفى أو المنتخب أو النادي.
ما هي المهام التي يقوم بها المعالج الطبيعي؟
- العلاج الطبيعي ينقسم إلى قسمين: علاج طبيعي، وهو التدليك والتمارين بعد الإصابة، وعلاج فيزيائي، وهو علاج بالأجهزة الطبية الخاصة بإصابات الملاعب.
ما هي التحديات التي تواجهها كمعالج طبيعي هنا في اليمن؟
- التحديات كثيرة، وأبرزها عدم وجود الأجهزة الطبية الفيزيائية لدى الاتحاد اليمني. ولكن بجهودي الشخصية أقوم بتوفير عيادة متنقلة مصغرة للعلاج الطبيعي والفيزيائي، بأجهزتي الخاصة، من أجل أن يتم معالجة اللاعبين المصابين بالشكل الصحيح. وقد تم توفيرها مع المنتخب في كأس الخليج الأخيرة والمعسكر الذي أقيم في مأرب؛ ولكن تم تغييري بأحد الزملاء قبل السفر بأسبوع وغادرت المعسكر مع كل أجهزتي الطبية والتي حُرم منها اللاعبون المصابون حينها.
هل هناك موقف معين أو إصابة معقدة واجهتها وتعتبرها نقطة تحول في مسيرتك المهنية؟
- نعم، هناك موقف لا يمكن أن أنساه، وهو إصابة لاعب الصقر والمنتخب الوطني معاذ عساج في مباراة التلال في عدن، حين اصطدم بلاعب ووقع على الأرض وبلع لسانه.
هل هناك تقنيات وأساليب حديثة تستخدمها في علاج الإصابات وتأهيل اللاعبين؟
- بحسب المتوفر لديّ من أجهزة طبية، وبقدر الحال والمتوفر لديذ.
كيف تتابع أحدث الأبحاث والتطورات في هذا المجال؟ وكيف تطبقها في عملك؟
- أتابع عبر الإنترنت كل جديد بخصوص هذا المجال، وأحاول أن أبحر بقدر المستطاع؛ ولكن لا أتجاوز عمل الأطباء المتخصصين في مجال الإصابات التي يجب أن يتدخل بها الطب الجراحي أو التشخيصي؛ لأنني أؤمن بمقولة: "رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه".
حدثنا عن أكثر الإصابات شيوعاً التي تواجهها أثناء العمل وكيف تتعامل معها!
- الإصابات الأكثر شيوعاً هي التمزقات العضلية والمفصلية، وأتعامل مع كل إصابة بحذر حتى لا تتفاقم، وأحاول جاهداً أن يتم علاج اللاعب بصورة صحيحة ولا أقحمه في التمارين مع الفريق، طبعا بعد المناقشة مع الجهاز الفني.
نصيحتك للاعبين من أجل الحفاظ على صحتهم البدنية وتجنب الإصابات...؟
- تجنب السهر، والامتناع عن تعاطي القات والمنبهات والتدخين، فهذه العادات تكون سببا في وقوع الإصابات للاعبين. كما يجب على الرياضي أن ينام مبكرا وأيضا يتغذى جيدا.
كيف تؤثر نتائج المباريات على دورك كمعالج؟
- التأثير يكون إن سمحت للاعب مصاب بمواصلة اللعب فأنت بذلك تكون سبب خسارة الفريق وتفاقم إصابة اللاعب.
ماذا عن واقع الطب الرياضي في اليمن؟
- أصفه بكلمة واحدة: واقع مرير.
في منتخباتنا دائماً ما نشاهد جهازاً طبياً يتكرر مع كل مشاركة، هل هذا يعني أن هناك نقصاً في الكوادر بهذا المجال؟
- ليس نقصاً في الكوادر؛ ولكن... اعفني من إكمال الإجابة على السؤال.
حدثنا عن أطباء يمنيين يتمتعون بخبرة كبيرة في هذا المجال!
- في اليمن يوجد العديد من الأطباء الرياضيين المميزين، وأبرزهم الدكتور عبدالرحمن الشرجبي والدكتور عارف قدار.
بما أنك حاصل على دبلوم في التغذية، صف لنا التغذية السليمة والتي تكون جزءاً من الأداء الرياضي؟
- التغذية بشكل عام مهمة، وهي تنعكس على الأداء داخل الملعب. التغذية السليمة تعطي قوة للجسم والعضلات. والأهم أن يتناول الرياضي غذاء مشبعاً بالبروتين بعد كل تمرين؛ لأن الجسم يحتاج للبروتين بعد فقدان الكثير من السوائل أثناء التمرين.
هل لديك طموحات معينة تسعى لتحقيقها في مسيرتك المهنية؟
- كل شخص لديه طموحات يرغب في تحقيقها. وأطمح أن يكون هناك مركز طب رياضي بالمعنى الصحيح في كل محافظة من محافظات الجمهورية.
هل من كلمة أخيرة تنهي بها هذا الحوار...؟
- أسال الله أن يجنب بلادنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن. وأتمنى أن تتوحد صفوف الجميع وإبعاد الرياضة عن السياسة. كما أتمنى تأهيل الكوادر الموجودة في هذا المجال.
وشكراً لصحيفة "لا" على هذه اللفتة الكريمة وتسليط الضوء على هذا المجال المغيب إعلامياً.
خاتمة
يعتبر الطبيب الرياضي حلقة وصل حيوية في عالم الرياضة، إذ تؤثر واجباته بشكل مباشر في صحة وأداء اللاعبين، من خلال دوره في الرعاية الصحية والتثقيف والتعاون مع باقي أعضاء الفريق. يسهم الطبيب الرياضي في إرساء أسس نجاح الفرق والمنتخبات الوطنية، لذلك يجب أن يكون لهذا الدور اهتمام مستمر وتطوير مهارات لضمان تلبية احتياجات الرياضيين بشكل فعال.
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا