عادل عبده بشر / لا ميديا -
لا ينفك مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، عن استجداء أمريكا والغرب والكيان الصهيوني، لدعمهم بالأسلحة المتطورة والقوة العسكرية، تفوق تلك التي تلقوها من التحالف الذي قادته السعودية والإمارات على مدى تسع سنوات، بهدف القضاء على القدرات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، التي تنامت بشكل كبير وتجلى ذلك خلال عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني ضد «إسرائيل» ومن ورائها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وخلال أسبوع واحد، قدم قيادي بارز في ما يسمى «مجلس القيادة الرئاسي» الذي شكلته السعودية في نيسان/ أبريل 2022م، عرضين مفتوحين للكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا، باستعداد فصائل المرتزقة، وخصوصاً تلك التابعة للإمارات، بأن تكون، رسمياً، أداة في أيدي «تل أبيب» وتحالف واشنطن ولندن، ضد صنعاء.
وعلى مدى عقد مضى، تتلقى فصائل المرتزقة، دعماً عسكرياً ومالياً مباشراً من السعودية والإمارات، وغير مباشر من أمريكا وبريطانيا.
وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أن العميل عيدروس الزبيدي، نائب رئيس ما يسمى «مجلس القيادة الرئاسي»، دعا الولايات المتحدة وبريطانيا ومن خلفهما «إسرائيل»، إلى إقامة «استراتيجية منسقة» مع حكومة المرتزقة، لمواجهة القوات المسلحة اليمنية، وتحقيق ما عجز عنه التحالف الأمريكي البريطاني طوال قرابة عام منذ إنشاء هذا التحالف لحماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، والتصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية التي تستهدف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ضربات فاشلة
وقال العميل الزبيدي لـ«الغارديان» إن «الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في اليمن بهدف إنهاء تعطيل الحوثيين للشحن التجاري لم تؤثر بشكل خطير على القدرة العسكرية لصنعاء». موضحاً أن تلك الضربات «لم تردع الحوثيين، بل جعلتهم أقوى».
وأكد عميل الإمارات، أن اليمنيين يحتشدون حول «الحوثيين» في الدفاع عن اليمن من الهجوم الأمريكي البريطاني الصهيوني.
وفي اعتراف بنجاح القوات المسلحة اليمنية في تطوير وبناء قدراتها العسكرية رغم القصف المتواصل الذي شنه العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي منذ مطلع 2015م حتى منتصف 2022م، إضافة إلى العدوان الأمريكي البريطاني  على اليمن منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023م، قال العميل الزبيدي لـ«الغارديان» إن «الضربات الجوية الأمريكية البريطانية ليست فعالة عسكريا حقا. لقد هاجم التحالف العربي، بطريقة أو بأخرى، منصات إطلاق الصواريخ الحوثية على مدى السنوات الثماني الماضية، لكن الحوثيين تمكنوا من التكيف وإيجاد حلول جديدة لكيفية إخفاء قدراتهم العسكرية التي بنوها على الصمود».
وعلى مدى سنوات العدوان السعودي الإماراتي على اليمن نفذ التحالف أكثر من 274 ألف غارة جوية، بخلاف الضربات البحرية بالسفن الحربية وكذلك الطائرات بدون طيار الأمريكية، فيما شن التحالف الأمريكي البريطاني قرابة 800 غارة جوية على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس المساندة لغزة.
وفي تحريض جديد على المنشآت والمصالح الخدمية والمدنية، نقلت «الغارديان» عن المرتزق الزبيدي، مطالبته بتوجيه ضربات «استراتيجية» لميناءي الحديدة والصليف، وهما ميناءان مدنيان والشريان الوحيد لأكثر من 20 مليون يمني يقطنون المحافظات اليمنية المحررة من العدوان ومرتزقته.
وزعم الزبيدي أن أسلحة «إيرانية وروسية عالية الجودة» تتلقاها القوات المسلحة اليمنية، عبر ميناءي الحديدة والصليف.. مشدداً على أن «تلك الأسلحة هي التي منحت الحوثيين القدرة على استهداف إسرائيل».
وإضافة إلى اعترافه الصريح بالشعبية الكبيرة التي تحظى بها صنعاء وقواتها المسلحة، بين أوساط الشعب اليمني، أكد المرتزق عيدروس الزبيدي أنه «من غير المرجح أن تحدث ثورة مضادة داخلية ضد الحوثيين».
وقال أن إضعاف صنعاء، يتطلب «استراتيجية دولية وإقليمية ومحلية منسقة، ومسارات سياسية وعسكرية واقتصادية».

انقسام المرتزقة
وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة «الغارديان» أن العميل عيدروس الزبيدي اعترف بأن ما يسمى «مجلس القيادة الرئاسي» التابع للسعودية والإمارات «منقسم سياسيا، ويفتقر إلى القواعد الإجرائية السليمة، ويحتاج إلى الإصلاح».
وإضافة إلى كونه عضواً في مجلس قيادة العملاء، الذي يزعم مشكلوه بأنه «الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية» يترأس الزبيدي مكوناً يطلق عليه «المجلس الانتقالي» الذي ينادي بالانفصال، ويعمل مع فصائل تابعة لزميله في «مجلس القيادة» طارق عفاش، في خدمة المشروع الإماراتي الذي يهدف إلى تمزيق اليمن وضرب وحدته وإضعافه والسيطرة على ثرواته وموقعه الاستراتيجي، وهو المخطط الذي يتماهى مع  المشروع الأمريكي الصهيوني للمنطقة.

استجداء متواصل
وتأتي تصريحات العميل عيدروس الزبيدي لصحيفة «الغارديان» البريطانية بعد أيام من تصريحات مماثلة أدلى بها لصحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، أثناء تواجده في أبوظبي الأسبوع المنصرم.
ونقلت «يسرائيل هيوم» عن الزبيدي مطالبته للكيان الصهيوني بدعم حكومة المرتزقة بالأسلحة المتطورة لمساعدة الكيان في الرد على الضربة التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية لهدف استراتيجي في «يافا» المحتلة، بصاروخ فرط صوتي محلي الصنع.
كما شدد ذات العميل على أن أي عمل «إسرائيلي ضد الحوثيين، يجب أن يكون بما يتناسب مع حجم الضربة التي شنتها في يوليو/ تموز على ميناء الحديدة».
وليست هذه هي المرة الأولى التي تدفع الإمارات بأدواتها إلى الارتماء بين أحضان «تل أبيب» فقد سبق أن فضحت وسائل إعلام عبرية، عروضاً تقدمت بها فصائل المرتزقة الموالية لأبوظبي في اليمن، بالتبعية للكيان الصهيوني، مقابل الحصول على الدعم لمواجهة القوات المسلحة اليمنية.
وقال موقع «كان» العبري، في 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن المرتزق عيدروس الزبيدي «أظهر استعدادا مفاجئا للتعاون مع إسرائيل في مجال الملاحة البحرية، مع تصاعد العمليات اليمنية المساندة لغزة».
ونقل الموقع عن الزبيدي القول إن «قواته على استعداد للعب دور في تأمين الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وبذلك ستجد إسرائيل حليفاً في الميدان ضد تهديدات الحوثيين».
وسبق أن أبدى الزبيدي في عام 2021 في لقاء مع قناة «روسيا اليوم» استعداد «المجلس الانتقالي للتطبيع مع إسرائيل أسوة بالتطبيع الإماراتي الصهيوني».