نصر الله والعدوان على اليمن
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
كان السيد حسن نصر الله أول من وقف مع الشعب اليمني وقيادته، وساندهم ضد العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم الذي بدأ في 26 مارس 2015م. وكانت مواقفه واضحة ومشهودة في نصرة مظلومية الشعب اليمني، ولا تخلو خطاباته من التأييد والانحياز الكامل لليمن ضد تحالف العدوان.
وخرج الشهيد السيد حسن نصر الله في ثاني يوم من العدوان على اليمن، ليفرد خطاباً عن اليمن، أدان فيه العدوان واستنكر بيان حكومة سعد الحريري، حينها، المنحاز للإجرام السعوديّ، كما استغرب من موقف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أبو مازن التي انحازت كذلك للعدوان الغاشم على اليمن.
وقال نصر الله يومها مخاطباً أبو مازن: “كيف تؤيّدُ حرباً على شعب؟ اذهب إلى بيتك، هذا سيفقدك منطقك عندما ستشن إسرائيل حرباً عليك، وَإذَا ما حصل عدوان إسرائيلي على الضفة وغزة، كيف ستجد تعاطفاً معك؟”.
كما قال: “أما نحن فلن يمنعنا شيء، لا تهويل ولا تهديد ولا تبعات، من أن نواصل إعلاننا لهذا الموقف، موقف التنديد بالعدوان السعوديّ الأميركي على اليمن وموقف التأييد لهذا الشعب المظلوم والمقاوم والصامد والمنتصر إن شاء الله”.
وأكد أن “هذا الموقف، أعلناه لله وليوم القيامة والآخرة ويوم الحساب، لا للتاريخ ولا للجغرافيا، فليكتب التاريخ ما يشاء، نحن قوم مسؤولون أمام الله وسنحاسب على الموقف، والمسؤولية في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة الكبرى التي لا تطال اليمن وحده بل المنطقة والأمة جمعاء”.
وتابع قائلاً: “قالوا: هذه حرب العرب، هذه حرب العروبة، الآن مشكلتهم معنا، أنا وإياكم، أننا نحن عرب، قد يتهموننا أننا تابعون لمن؟ كُلّ شيء مفتوح، ولكن نحن عرب، فلنحكِ أننا عرب. الآن قالوا إن هدف هذه الحرب هو الدفاع عن عروبة اليمن، حسناً، هل فوضت الشعوب العربية النظام السعوديّ أن يشن حرباً باسمها، باسم العرب، على اليمن؟ حرب عربية على من؟ حرب العرب على من؟ على شعب عربي؟ على العرب الأقحاح؟”.
ثم قال جملته الشهيرة الخالدة: “إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟”.
وفي إحدى خطبه قال: “في اليمن شعب يقول هيهات منا الذلة وأي شعب يقول ذلك سينتصر دمه على السيف وهذه هي الحقيقة”.
وعندما استشهد الرئيس صالح الصماد في أبريل 2018م بغارة أمريكية سعودية بمدينة الحديدة، بعث السيد حسن نصر الله برقية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي وصفه بالأخ العزيز والقائد الصابر والحكيم.
وقال السيد نصر الله في برقية العزاء والتهنئة: “نتقدم أنا وإخواني في قيادة حزب الله إلى سماحتكم بأحر التعازي وأغلى التبريكات لاستشهاد المجاهد الكبير والقائد الشجاع الرئيس صالح الصماد رحمه الله تعالى، نعزي لفقد قائد عزيز وكريم، ونبارك لنيله الوسام الإلهي الرفيع، وسام الكرامة من الله. وكرامتنا من الله الشهادة”.
وأكد أن “الشهيد القائد الرئيس صالح الصماد رحمه الله كان سنداً كبيراً لكم في هذه المواجهة الكبرى، وقدّم نموذجاً رائعاً للقائد الشجاع والمتواضع والمسؤول، والحاضر دائماً في الساحات والميادين، والعاشق للشهادة”.
وقال: “إن شهادة هؤلاء القادة كانت دائماً تعطي دفعاً قوياً وهائلاً للمجاهدين والمظلومين لمواصلة طريق الجهاد والصبر وتحمل الصعاب، كما شهادة سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام التي مازالت تلهم الثائرين منذ مئات السنين”.
وطوال سنوات العدوان على اليمن، كان السيد حسن نصر الله متابعاً بشكل متواصل لكل تفاصيل المعركة، ومعلقاً عليها في خطاباته، وكان يؤكد أن “كلفة المعركة مهما كبرت هي أقل من كلفة الاستسلام لمن يريد أن يصادر سيادة الشعب اليمني وقراره وكرامته”.
ومازالت أمنيته للقتال إلى جانب الشعب اليمني وتحت قيادة سيد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، تتردد أصداؤها في ذاكرة ووجدان ملايين اليمنيين، وقال يومها: “أنا خجول أنني لست مع المقاتلين اليمنيين في الساحل الغربي وأقول يا ليتني كنت معكم أقاتل تحت راية قائدكم الشجاع والحكيم وكل أخ من المقاومة يقول ذلك”.
وأضاف: “لتعلم السعوديّة والإمارات أنهم أمام شعب لن يستسلم ولديه قدرة عالية على الصمود”.
وفي خطاب له في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019م، قال السيد نصر الله: “إن الموقف التاريخي الذي أعلنه القائد الشجاع والعزيز السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ما يعني الصراع مع العدوّ الإسرائيلي يجب أن نتوقف عنده، وإن إعلانه بالرد على أي اعتداء إسرائيلي على اليمن له أهميّة كبيرة كونه يصدر عن قائد لجبهة مازالت تقاتل منذ 5 سنوات جيوشاً وقوى كبرى”.
وكان سيد الثورة أعلن حينها أن الشعب اليمني وقواته المسلحة لن تتردد في توجيه ضربات قوية وحساسة للكيان الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذا تورط في أي عدوان على اليمن.
وقال السيد حسن نصر الله: “إن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قادر على أن ينفذ تهديداته، مما استدعى الإسرائيليين إلى التوقف عند هذا التهديد”، وشدد على أن ذلك “يأتي عامل قوة إضافياً ومهماً جِدًّا في محور المقاومة وأن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لم يكشف أوراقه في الرد وتوجيه أقسى الضربات على كيان العدوّ وهذا مهمٌّ جِدًّا”.
المصدر لا ميديا