حاوره:أ حمد الشلالي / لا ميديا -
ربيع أحمد جعرة، لاعب أهلي صنعاء سابقا، نجم كروي توقع له المدربون مستقبلاً كبيراً على مستوى الكرة اليمنية؛ إلا أن هناك أشخاصاً حاربوه في إدارة الأهلي وتركوه وحيدا عند مرضه، ما جعله يترك كرة القدم ويغادر البساط الأخضر بحثاً عن لقمة العيش.
بدأ ربيع مسيرته الكروية من الحارة والمدرسة قبل أن يلتحق بالنادي الأهلي، وهناك تدرج في الفئات السنية للنادي، ونظرا لموهبته تم تصعيده إلى الفريق الأول رغم أنه آنذاك لم يتجاوز الـ17 من العمر، عن طريق المدرب المصري عبدالنبي عاشور.
شارك مع الأهلي ضمن بطولات الدوري اليمني لسنوات وحقق معه ألقاباً محلية وشخصية، إضافة إلى مشاركاته مع الإمبراطور في البطولات الآسيوية والعربية، كما مثل العروبة وحقق معه الصعود للمرة الأولى إلى الدرجة الأولى.
صحيفة "لا" استضافت ربيع جعرة، النجم السابق لأهلي صنعاء، وتناولت معه عدة أمور وقضايا تخصه وتخص ناديه والكرة اليمنية تجدونها في السطور التالية.
 ما سبب اختفاء الكابتن ربيع جعرة عن الملاعب؟
- اختفائي كان لسببين: أولهما والأساسي هو أن بعض الأشخاص حاربوني، إداريون في النادي الأهلي أو لاعبون قدامى، ولا أحب أن أذكر الأسماء، حتى مع المنتخب كان يتم اختياري لتمثيل المنتخب وأفاجأ بعدم استدعائي رغم إصرار مدربي المنتخب على التحاقي بالمعسكرات الإعدادية، ومستواي كان أفضل من عدة لاعبين متواجدين في المنتخب؛ لكن لا أعرف سبباً لاستبعادي، وهذا ما أحبط معنوياتي. والسبب الثاني أنني لم أكن أعرف المجاملة لبعض الإداريين والمدربين ولا أحب التملق. كما أن الإصابات أيضا أتت وإن لاحقاً.
 برزت كلاعب لفترة قصيرة ثم اختفيت رغم أن بعض المدربين توقعوا لك مستقبلا كبيرا كيف تعلق على ذلك؟
- حسبي الله ونعم الوكيل، والحمد لله على كل حال! فعلاً كان المدربون يتوقعون لي مستقبلا كبيرا، حتى أن المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو أخبرني بأني سألعب في البرازيل؛ ولكن عشقي لأهلي صنعاء كان كبيراً، لدرجة أني تركت عدة عروض من أندية الوطن لأجل النادي؛ ولكن للأسف تمت محاربتي من الأهلي نفسه، وحتى على مستوى الراتب كان لاعبون يتسلمون 3 أضعاف راتبي وهم لا يلعبون، فقط كانوا مقربين من الإداري فلان، وهذا سبب آخر في تدهور الرياضة عندنا في اليمن: المجاملات والتملق. كما أنهم تنكروا لي وتركوني في مرضي بذريعة أني لعبت لنادٍ آخر؛ ولكن عند الله تجتمع الخصوم.
 لديك مشاركات خارجية مع النادي الأهلي، ما أبرزها؟
- نعم، شاركت في دوري أبطال العرب في ليبيا وكأس الاتحاد الآسيوي ضد الكرامة السوري وصحم العماني والشباب الأردني.
 ما هي الألقاب التي حققتها خلال لعبك للأهلي وجاره العروبة؟
- حققت مع الأهلي بطولة الجمهورية للناشئين ولقب بطولة الدوري العام والوصيف مرة، وكأس رئيس الجمهورية وكأس الاستقلال وهداف البطولة، ومع العروبة الصعود للدرجة الأولى.
 عودة الأندية اليمنية إلى البطولات والدخول في المنافسات الخليجية هل يجعل اتحاد الكرة يقيم بطولة الدوري اليمني بانتظام، إضافة إلى كأس الجمهورية، أم أن الوضع سيظل كما هو عليه؟
- لا أعتقد، ولكن أتمنى أن يعود الدوري كما كان في السابق.
 أهلي صنعاء سيمثل أندية الوطن في بطولة الأندية الخليجية في الأيام القليلة القادمة. برأيك هل يستطيع الأهلي أن يقدم أداء ومردوداً إيجابياً، خاصة أنه سيلعب بعيدا عن أرضه وجمهوره؟
- دائماً مشاركات الأهلي في البطولات الخارجية مشرفة، ولكن في هذه البطولة سيجد صعوبة، لأنه سيلعب خارج أرضه وجمهوره.
 الأهلي لا يمتلك لاعبين أجانب كمحترفين عكس الأندية الأخرى المشاركة. ما الذي يحتاجه الأهلي للظهور بصورة مشرفة، خاصة في ظل ما تعانيه الأندية اليمنية من غياب الدعم ونقص الموارد المالية؟
- يحتاج تدعيم الفريق حتى بلاعبي خبرة محليين، واللعب بروح، والخروج بمستوى مشرف، لأنه الفريق الوحيد الممثل لأندية الوطن وكل اليمنيين.
 القرعة وضعت الأهلي بالمجموعة الأولى مع دهوك العراقي والنصر الإماراتي وظفار العماني. هل هي المجموعة الأسهل؟ وهل يستطيع الأهلي تحقيق المفاجأة؟
- لا أقول إنها مجموعة سهلة، لأن الفرق التي ذكرتها تلعب في دوريات قوية، بينما الأهلي لعب في دوري ضعيف جداً وبعد فترة توقف.
 جميع الأندية المشاركة مستعدة وجاهزة من خلال مشاركتها في بطولات الدوري، بينما الأهلي بدون استعداد قوي ولا معسكر خارجي كما تم الإعلان عن ذلك، لماذا لا نأخذ الأمور دائما بجدية مع كل مشاركة خارجية؟
- هذا حال رياضتنا مع الأندية أو المنتخبات، دائماً مشاركاتنا تحصيل حاصل بسبب القائمين على الرياضة ولا يوجد استعداد جيد.
 تعاقد الأهلي مع المدرب المغربي مرابط هل يعتبر خطوة إيجابية أم كان الأفضل التعاقد مع مدرب محلي أو الاستمرار مع الكابتن جمال القديمي؟
- التعاقد مع مدرب أجنبي هو الحل الأفضل.
 قبل فترة امتنع لاعبو الأهلي عن التمارين بسبب عدم استلام مستحقاتهم. إلى متى يظل اللاعب اليمني يتسول ويجاهد في انتزاع راتبه ومستحقاته من الإدارة؟
- هذا سبب تدهور الرياضة في بلادنا. اللاعب يترك الرياضة للبحث عن عمل، لأن الرياضة وبكل أسف "لا تؤكّل عيش" في بلادنا.
 مع بقاء ستة مقاعد ملحق لاستكمال المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات كأس آسيا القادمة. هل يستطيع منتخبنا تحقيق التأهل والوصول إلى النهائيات؟
- إذا أخذنا التأهل على محمل الجد ويتم اختيار اللاعبين بحسب مستوياتهم وليس بالوساطة، وإقامة معسكرات خارجية ومباريات ودية قوية، سيتأهل منتخبنا بالتأكيد.
 المنتخب الأول لا يقدم نتائج قوية حتى أمام المنتخبات الضعيفة، وكمثال على ذلك أمام النيبال في آخر مباراة بالتصفيات المزدوجة نجا منتخبنا من الخسارة بأعجوبة... أين يكمن الخلل؟
- الخلل كما قلت سابقا، أولاً: لا يوجد لدينا دوري قوي، ثانياً: لا يوجد استعداد أو معسكرات أو مباريات ودية إلا قبل البطولة بأسابيع، وهذا لا يكفي، بينما بعض المنتخبات تعسكر لأشهر لإيجاد توليفة مناسبة، ثالثاً: اختيار بعض لاعبي المنتخب يتم عن طريق بعض الأشخاص، بالواسطة، ورابعاً: بعض اللاعبين لا يلعب بروح رغم معرفته أنه يمثل أكثر من 24 مليون يمني.
 كلاعب، ما الذي تحتاجه الكرة اليمنية لمقارعة المنتخبات الأخرى؟
- تحتاج إلى دوري قوي واختيار مدرب لا يعرف المجاملات أو الواسطة، سواء كان أجنبياً أو محلياً، وأن يكون اختيار المدرب للاعبين المحليين والمحترفين بعد متابعته لهم في أكثر من مباراة وليس مجرد أسماء على الورق. أيضا الدخول في معسكرات إعدادية داخلية أو خارجية قبل البطولة بفترة ولعب عدة مباريات ودية دولية مع منتخبات قوية.
 لدينا مواهب كثيرة في بلاد المهجر، لكن لا نستفيد منها، عكس أغلب الدول كفلسطين والعراق وسورية ولبنان وغيرها، بل إن هناك دولاً تعدت ذلك وقامت بتجنيس لاعبين، كدول الخليج. من يتحمل مسؤولية ذلك؟
- الاتحاد هو المسؤول الأول عن ذلك وسماسرة الرياضة في الخارج.
 مع اقتراب قرعة "خليجي 26" بالكويت هل تعتقد أن منتخبنا قادر على تحقيق أول فوز يمني في هذه البطولة الخليج بعد عشر مشاركات سابقة لم نستطع فيها تحقيق فوز واحد، حتى التعادل غاب في آخر ثلاث دورات؟
- لا أعتقد؛ لأن منتخبنا ضعيف جدا وبلا دوري، إضافة إلى وجود فرق شاسع بين منتخبنا وباقي المنتخبات الخليجية التي تتوفر لها جميع مقومات النجاح، لذلك الأمر صعب في الوقت الحالي.
 مع تواجد نصف لاعبي المنتخب الأول كمحترفين خارجيا إلا أننا لا نرى أثراً في تحسن نتائج المنتخب؟
- هذا لأن بعض المحترفين يلعبون في دوريات ضعيفة، وربما لا يلعبون إلا بعض الدقائق مع الأندية التي يلعبون لها. كما أن المحترف اليمني يلعب لعباً فردياً ليظهر نفسه أمام الجميع، لعباً أنانياً وليس جماعيا.
 ما سر تفوق المنتخبات السنية في بلادنا وظهورها المشرف في المشاركات الخارجية عكس المنتخب الأول؟
- اللاعب اليمني موهوب بالفطرة، يوجد في بلادنا الكثير من المواهب؛ لكن لا يوجد لديهم المعيشة، وإذا وصل النشء إلى مرحلة ما بعد الشباب يبدأ في همّ لقمة العيش. كما أن البعض يتملكه الغرور والبعض يذهب إلى السهر والقات، وهذا ما يعود سلباً على اللاعب.
 ما رأيك فيما حدث لمنتخبنا الوطني للناشئين من مؤامرة قذرة من اتحاد غرب آسيا؟ وهل هذا المنتخب قادر على الوصول إلى كأس العالم المقبل، خصوصا في ظل زيادة عدد المقاعد المخصصة للقارة الآسيوية إلى ثمانية مقاعد؟
- المؤامرة كانت قذرة جداً على منتخبنا، نتيجة مخاوفهم من تحقيق منتخبنا لقبه الثالث، وهذا ما أدى لاستبعاد منتخبنا بهكذا أسلوب قذر. أتمنى أن يصل منتخبنا الناشئ إلى كأس العالم، والفرصة قريبة جداً منه بعد زيادة عدد المقاعد الآسيوية المتأهلة لكأس العالم.
 أغلب لاعبينا لا يستفيدون من تجاربهم الاحترافية فنجدهم مجرد تكملة عدد، باستثناء القليل. ما الذي ينقص اللاعب اليمني لإثبات نفسه كلاعب محترف تتهافت عليه الأندية العربية؟
- عليه إثبات نفسه مع النادي الذي يلعب فيه وجعل الاحتراف هدفاً أساسياً وليس تحصيل حاصل، وأخذ اللاعبين الأجانب كقدوة أو مثال كيف يكون احترافهم على محمل الجد.
 مع نهاية الحوار هل تريد إضافة شيء؟
- لك جزيل الشكر على استضافتي في هذا اللقاء الأكثر من رائع. سررت بالحديث معك وبأسئلتك. أشكرك وأشكر صحيفة "لا" لإتاحة الفرصة لي والظهور على صفحاتها. دمتم بخير.