تقريـر- عادل بشر / لا ميديا -
فضح سيناتور أمريكي بارز مخططاً سعودياً إماراتياً أمريكياً لتصفية القضية الفلسطينية، تحت مبرر إنهاء الحرب في غزة، مقابل ضمان الحماية الأمريكية الكاملة، وخصوصاً للمملكة السعودية.
وأوضح ليندسي غراهام، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري، في حوار مع القناة الرابعة البريطانية، أمس الأول، أن السعودية تسعى للحصول على ضمان الحماية الأمريكية الكاملة مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ووفقاً للسيناتور الأمريكي الشهير بعدائه للشعب الفلسطيني وتأييده لجرائم الإبادة الجماعية بحقهم، فإن المخطط يهدف إلى تأمين النظامين السعودي والإماراتي من أي تهديدات خارجية، وذلك من خلال توقيع اتفاقية دفاع مشتركة مع الولايات المتحدة، تزامناً مع تطبيع العلاقة رسمياً بين الرياض و"تل أبيب".
وردا على عدم رغبة كيان الاحتلال في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، وهو ما من شأنه أن يعيق اعتراف السعودية بـ"إسرائيل"، قال غراهام إنه ستكون هناك "دولة مستقلة ذات سيادة تسمى فلسطين، ولكنها ستكون أشبه بالإمارة أكثر مما ستكون ديمقراطية، كما سيتم توفير ضمانات أمنية لإسرائيل للتأكد من عدم وجود أحداث مستقبلية مماثلة للسابع من تشرين الأول/ أكتوبر طوفان الأقصى".
وأضاف: "سيأتي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان وسيقومان بإعادة بناء غزة، وكذلك سيقومان بإصلاح السلطة الفلسطينية. سيخلقان جيلا في فلسطين يمكن أن يعيش في سلام ووئام مع إسرائيل، وسيتوقف عن تعليم أطفالهم قتل اليهود، منزوعين من الراديكاليين، منزوعي السلاح".

حماية كاملة
وفي اللقاء المتلفز ذاته، قال السيناتور ليندسي غراهام إن "السعودية تريد ضمان الحماية الأمريكية الكاملة مقابل الاعتراف بإسرائيل"، مشيراً إلى أن المملكة السعودية تضغط للحصول على اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة مماثلة لتلك التي أبرمتها مع اليابان وأستراليا".
وأضاف: "بمعنى آخر فإن الولايات المتحدة ستذهب إلى الحرب من أجل المملكة العربية السعودية".
وأكد غراهام أنه لن يكون من السهل إبرام مثل هذا الاتفاق؛ لأنه يحتاج إلى 67 صوتا في مجلس الشيوخ، مشيراً إلى أنه أبلغ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل عام ونصف العام أن الأمر سيكون "صعبا للغاية، لكنني سأحاول".
وكان ولي العهد السعوي قدر أخبر، مؤخراً، وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن إدارة بايدن تمثل أفضل فرصة له لتحقيق خططه.
ووفقا لتقارير أمريكية، سيحتاج ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ إلى إقرار أي تحالف دفاعي بين السعودية والولايات المتحدة، ويعتقد ابن سلمان أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا في ظل إدارة ديمقراطية، الأمر الذي يمكن أن يساعد في جلب الأصوات التقدمية من خلال تضمين بند إنشاء دولة فلسطينية شكلية في الصفقة.
وأشار ابن سلمان إلى أن الأمور تحتاج إلى التحرك بسرعة، حتى قبل إجراء الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ونقل تقرير أمريكي عن محمد بن سلمان قوله لبلينكن إنه "لا يهتم شخصيا بالقضية الفلسطينية"، وما سعيه لإدراج موضوع "الدولة الفلسطينية" في صفقة التطبيع المحتملة إلا من أجل تمريرها.
وفي المحادثة، سأل بلينكن ولي العهد السعودي: "ماذا تريد من إسرائيل؟"، وقال ابن سلمان، إنه يحتاج قبل كل شيء إلى الهدوء في غزة حتى إتمام الصفقة، مؤكداً أنه لا مانع لديه من أن ينفذ الاحتلال هجمات على غزة تحت تسمية "مكافحة الإرهاب"، قائلاً: "يمكنهم العودة إلى غزة خلال ستة أشهر أو سنة، وليس في نهاية التوقيع على الصفقة".

طوفان الأقصى
وقبل يوم واحد فقط من ملحمة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كان منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، يعتقد أن صفقة التطبيع السعودية "الإسرائيلية" في متناول اليد، وأن إدارة الرئيس جو بايدن ستنجح فيما فشلت فيه كل الإدارات السابقة.
واستقبل ماكغورك عددا من الدبلوماسيين السعوديين لوضع مخطط لدولة فلسطينية، فيما يمثل حجر الزاوية في الصفقة الكبرى بين الرياض و"تل أبيب".
لكن الصفقة تبددت مع عملية "طوفان الأقصى" التي أعادت القضية الفلسطينية بشكلها الحقيقي إلى الواجهة.

صفقة أسلحة بـ2.2 مليار دولار للإمارات والسعودية
وفي سياق ليس ببعيد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الموافقة على بيع أسلحة وذخائر لكلّ من السعودية والإمارات بقيمة إجمالية تتجاوز 2.2 مليار دولار.
وتأتي صفقة الأسلحة بعد أسابيع على استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان في البيت الأبيض.