تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
قالت مؤسسة إخبارية أمريكية، إن القوات المسلحة اليمنية استعدت لحرب طويلة الأمد.. مشيرة إلى أنه ومع دخول الحرب الصهيونية على قطاع غزة في فلسطين، عامها الثاني، فإن صنعاء عازمة على مواصلة هجماتها العسكرية (البحرية أو في العمق الصهيوني بفلسطين المحتلة) تضامناً مع فلسطين.
وذكرت صحيفة «بلاك ستار نيوز - Black Star News» وهي مؤسسة إخبارية أمريكية أفريقية مقرها في نيويورك، في تقرير تحليلي، أمس الأول، بعنوان «الحوثيون في اليمن يستعدون لحرب طويلة الأمد» أن قاذفة أميركية من طراز بي2، نفذت بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، 15 ضربة على ما وصفها مسؤولون دفاعيون أمريكيون بأنها مخازن أسلحة تحتفظ بها حركة أنصار الله.. مشيرة إلى أن هذه الضربات جاءت في أعقاب حملة من الهجمات التي شنها «الحوثيون» ضد سفن شحن وأهداف داخل «إسرائيل»، رداً على حرب الأخيرة على قطاع غزة.
ورأت الصحيفة أنه «من غير الواضح ما إذا كانت هذه الضربات الأمريكية ستحقق التأثير المقصود، الذي أعلنته القيادة المركزية الأمريكية وهو تقليص قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم».
ولفتت إلى أن صنعاء أظهرت قدرة ملحوظة على التحمل، وسبق أن صمدت في وجه الهجمات العسكرية الإماراتية والسعودية، طوال فترة عدوان التحالف السعودي على اليمن، وعلى مدى سنوات من القتال، قامت صنعاء بتكييف وضع قوتها على وجه التحديد للتهرب من تأثير الغارات الجوية وتحمله، وتشتيت مخازن ذخيرتها والحفاظ على البنية التحتية الثقيلة المحدودة على الأرض والتي قد تكون عرضة للاستهداف.
وأضافت: «كما استثمرت جماعة أنصار الله في بناء منشآت تحت الأرض لحماية معداتها العسكرية من الهجمات، وعلى الرغم من الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك الهجمات على ميناء الحديدة الحيوي في وقت سابق من هذا العام، ظلت الجماعة متحدية».

لقد أعلنت أمتنا موقفها
صحيفة «بلاك ستار نيوز» الأمريكية، تطرقت في تقريرها إلى خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، بعد ثلاثة أيام من ملحمة «طوفان الأقصى»، حيث تعهد سيد الثورة، باستخدام كل الوسائل الممكنة، بما في ذلك العمل العسكري، لدعم فلسطين، قائلاً: «لقد أعلنت أمتنا موقفها، وهي مستعدة تمامًا لعواقبه». وهو ما حدث في إطلاق الصواريخ وهجمات الطائرات بدون طيار ضد «إسرائيل»، تلى ذلك مهاجمة السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، ما أدى إلى انخفاض 
حركة المرور إلى ميناء «إيلات» بنسبة 85 في المائة، وانخفض حجم شحن الحاويات عبر البحر الأحمر بنحو 90 في المائة بعد نحو مائة يوم فقط من معركة الإسناد اليمنية لغزة.
وأضافت: «في وقت مبكر من هذا العام، بدأت القوات الأمريكية في ضرب أهداف حوثية في اليمن. وحتى الآن، لم يكن لذلك تأثير يذكر على قدرات الجماعة. وقد تصاعدت هجمات الحوثيين بمرور الوقت وأصبحت أكثر تعقيدًا، حيث وصلت بعض الضربات التي تم إطلاقها من اليمن إلى تل أبيب».
وتابعت: «وعلى النقيض من قصف إسرائيل لغزة ولبنان حيث يتضمن الدور الأمريكي توفير الأسلحة والاستخبارات والدعم السياسي، فقد نفذ الحوثيون في اليمن ضربات أحادية الجانب علنية. وتوضح تصريحات المسؤولين العسكريين والسياسيين الأمريكيين أنه طالما استمر الحوثيون في هجماتهم على الأهداف الإسرائيلية والممرات الملاحية الدولية، فإن واشنطن ستبقي الحوثيين في نطاقها».
وعلقت صحيفة «بلاك ستار نيوز» الأمريكية على ذلك بالقول: «ولكن مهمة التصدي لهم قد تكون صعبة. فعلى مدى العام الماضي، أثبتت قوات صنعاء أنها قادرة على إلحاق أضرار عسكرية واقتصادية بخصومها الأكثر قوة وتسليحاً».
وأكدت أن صنعاء وعلى الرغم من عملها في ظل حالة من «الحصار والصراع الداخلي»، فقد تمكنت من جمع ترسانة هائلة من الأسلحة وبنت قوة بحرية قادرة على تعطيل التجارة العالمية. وفي حين أنه من غير المعروف مدى فعالية الهجمات الأميركية و»الإسرائيلية» ضد مخزونات القوات المسلحة اليمنية، فإن صنعاء تؤكد أن لديها القوة النارية اللازمة لدعم العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني.
وأضافت: «وحتى بعد سبع سنوات من القصف المتواصل من قبل السعوديين، باستخدام أسلحة أميركية وبريطانية عالية التقنية، لايزال الحوثيون يتمتعون بالقدرة على شن هجمات مفاجئة على أهداف بعيدة داخل إسرائيل».
وعلى الصعيد الدفاعي، قالت صحيفة «بلاك ستار نيوز» الأمريكية إن التضاريس الجبلية في اليمن، توفر تحصيناً طبيعياً ضد الهجمات الجوية، بما في ذلك القنابل الخارقة للتحصينات التي تستخدمها «إسرائيل» بشكل متكرر في غزة، وأستخدمتها الولايات المتحدة أثناء الحرب في أفغانستان».. مشيرة إلى أن قوات التحالف السعودي الإماراتي فشلت مراراً وتكراراً خلال سنوات عدوانها على اليمن، في تدمير مستودعات الأسلحة الموجودة في جوف الجبال بصنعاء».

براعة عسكرية
الصحيفة الأمريكية وفي ذات التقرير نقلت عن مجموعة الأزمات الدولية القول إنه «مع الضربات الناجحة التي شنها الحوثيون على إسرائيل والبحرية الأمريكية، فقد أظهروا أيضًا براعتهم العسكرية، مما عزز مكانتهم النسبية داخل محور المقاومة».
ورأت الصحيفة أنه «وبإعلان الحرب على إسرائيل تضامناً مع المقاومة الفلسطينية، وضعت أنصار الله نفسها على الخريطة العالمية. ففي بعض أرجاء العالم، يتم الاحتفاء بها لاستعدادها لمواجهة إسرائيل في حين وقفت دول عربية أخرى على الحياد. كما أدى موقف أنصار الله إلى رفع مكانتها فهي الآن هدف رئيسي لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل».
وخلصت صحيفة «بلاك ستار نيوز» الأمريكية في تقريرها إلى أنه «في الواقع، يبدو أن صنعاء عازمة على مواصلة الضغط على إسرائيل، حيث أطلقت صاروخا على مطار بن جوريون في تل أبيب في 28 سبتمبر/ أيلول. وكتبت مجموعة الأزمات الدولية: «إذا تفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل، فمن المرجح أن ينفذ الحوثيون المزيد من الهجمات، بما في ذلك بالتنسيق مع مجموعات أخرى في المحور، ويبدو أن الحوثيين استعدوا لمعركة طويلة».