
تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
كشف مركز أبحاث أمريكي عن تدريبات ثنائية ومتعددة الأطراف تجريها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، في مجال مكافحة الألغام البحرية والتخلص من الذخائر المتفجرة لاختبار قدراتهما على التصدي للمتفجرات المغمورة، ومنها ما تم استعراضه من قبل القوات المسلحة اليمنية، في المناورات التي أُجريت الأسبوع الماضي بعنوان "ليسوؤوا وجوهكم".
وذكر مركز "ستيمسون" الأمريكي، والمختص ببحوث الشؤون الخارجية والأمن الدولي، في تقرير تحليلي بعنوان "إذا استمرت الحرب على غزة.. هل يلغم الحوثيون بوابات البحر الأحمر؟"، أن وسائل إعلام يمنية نشرت بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، "مقاطع فيديو لتدريب عسكري حديث يحاكي عمليات قتالية ساحلية بالألغام البحرية"، في إشارة إلى المناورات العسكرية التكتيكية التي نفذتها القوات البحرية والبرية في القوات المسلحة اليمنية في الساحل الغربي، بمناسبة مرور عام على عملية "طوفان الأقصى" الفلسطينية.
وأوضح المركز أن استعراض أسلحة بحرية حديثة في تلك المناورات يؤكد "الدور النشط للمتفجرات المغمورة" ضمن الترسانة الحربية البحرية اليمنية".. لافتاً إلى أنه في حال استمرت الحرب "الإسرائيلية" على غزة ولبنان، فإن من وصفهم بـ"الحوثيين" في اليمن "قد يعدلون تكتيكاتهم الهجومية ويُدخلون الألغام البحرية المتطورة في المعادلة".
وقال المركز إن القوات المسلحة اليمنية، "شنت منذ منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، مئات الهجمات البحرية بالصواريخ والطائرات بدون طيار والقوارب المتفجرة، على السفن التجارية المملوكة لشركات الشحن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في المقام الأول، فضلاً عن السفن التجارية التي ترفع أعلام دول أخرى لها روابط، من خلال الملكية أو زيارات الموانئ، مع إسرائيل".. مشيراً إلى أن تلك الهجمات تأتي "دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة".
وأضاف: "إذا استمرت الحرب، فقد يلجأ الحوثيون أيضًا إلى زرع الألغام لمحاولة إغلاق باب المندب أو مهاجمة الشحن الدولي في البحر الأحمر".
ترسانة ألغام متنوعة
مركز الأبحاث الأمريكي "ستيمسون" ومقره في واشنطن، استعرض في تقريره الميزة الاستراتيجية التي توفرها الألغام البحرية في العقيدة الدفاعية، باعتبارها ميسورة التكلفة نسبيا ويمكن نشرها دون دعم من المنصات البحرية المتقدمة، كما أنها تفرض تكاليف غير متناسبة على الخصم الذي يصمم أو يضطر إلى تطهير المياه الملوثة بالألغام، وبالتالي تحول ديناميكيات القوة.
وتطرق التقرير إلى أنواع مختلفة من الألغام التي قال إن القوات المسلحة اليمنية تمتلكها، لافتاً إلى أن أغلب تلك الألغام من صنع "الحوثيين" محلياً، وبينها ألغام أكثر تقدماً.
ومن تلك الأسلحة البحرية، وفقاً لمركز "ستيمسون"، "الألغام المرساة، التي يتم تثبيتها على قاع البحر من خلال كابلات وتطفو تحت السطح، و الألغام العائمة المصنوعة من أسطوانات الغاز المنزلية المملوءة بالمتفجرات والمزودة بصواعق تلامسية".
وأضاف: "وهناك نماذج أكثر تطوراً يتم تثبيتها في قاع البحر من خلال آلية تثبيت ومزودة بصواعق تلامسية أو تأثيرية (مغناطيسية أو صوتية). ويقال إن مخزون الحوثيين يشمل أيضاً ألغاماً لاصقة، يتم تثبيتها على هيكل السفينة باستخدام المغناطيس".
وأفاد بأن صنعاء "لا تُخفي ترسانتها المتوسعة" وتعلن عن الأنظمة الجديدة، عبر وسائل إعلامها، بما في ذلك ما شهده العرض العسكري بتاريخ 21 أيلول/ سبتمبر 2023م، بصنعاء.
وفيما حذر مركز الأبحاث الأمريكي من أن استمرار الحرب الصهيونية على غزة ولبنان، سيدفع بالقوات المسلحة اليمنية، إلى اتخاذ خطوات تصاعدية أكثر تأثيراً وخطورة، مستخدمة أسلحتها البحرية المتنوعة، إلا أنه كشف في ذات الوقت بأنه "وتوقعاً لحدوث مثل هذا التحول، فقد سعت بعض الدول الإقليمية إلى تطوير قدرات مكافحة الألغام". مشيراً إلى أن السعودية تمتلك ثلاث صائدات ألغام من فئة "سانداون"، والإمارات لديها صائدة ألغام من فئة "فرانكنثال"، وكان لديها صائدة ألغام ثانية، ولكن القوات المسلحة اليمنية نجحت في إخراجها عن الخدمة بهجوم بحري عام 2017م، خلال العدوان السعودي الإماراتي على اليمن.
كما أوضح التقرير أن البحرية الأمريكية، المتمركزة في البحرين، تدير فرقة العمل 52، وهي قوة متخصصة في عمليات حرب الألغام والتي تضم أربع سفن من فئة أفنجر وطائرات الهليكوبتر إم إتش-53 إي سي دراجون. يتألف سرب مكافحة الألغام التاسع، وهو سرب تابع للبحرية الملكية البريطانية، من ثلاث سفن وسفينة دعم، متمركزة أيضًا في البحرين.
وإضافة إلى ذلك تجري الولايات المتحدة وبريطانيا تدريبات ثنائية ومتعددة الأطراف في مجال مكافحة الألغام والتخلص من الذخائر المتفجرة لاختبار قدراتهما على الاستجابة لحوادث الألغام البحرية وتعزيز القدرة على التشغيل المتبادل.
وبالرغم من ذلك، أكد التقرير أن "عمليات البحث عن الألغام وإزالتها عملية مكلفة وتستغرق وقتا طويلا. والسفن المخصصة لإزالة الألغام مصنوعة من الخشب والألياف الزجاجية لتقليل آثارها، وهي معرضة للاستهداف من قبل الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية".
وأضاف أن "نمط الهجوم البحري الذي يشنه اليمنيون تطور بشكل كبير على مدى الأشهر العشرة الماضية، ويشير ذلك إلى أن صنعاء تمتلك الإرادة السياسية والقدرة على تعديل تكتيكاتها لتتلاءم مع الظروف المتغيرة في ساحة المعركة البحرية".
وعلى مدى قرابة العام تخوض القوات المسلحة اليمنية حرباً ضد الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا وبريطانيا، دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، بدعم أمريكي غربي فاضح، وأدخلت صنعاء معادلة البحر الأحمر ضمن عملياتها الإسنادية، فارضة حظراً بحرياً على الكيان الصهيوني والسفن المرتبطة به أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وكذلك السفن الأمريكية والبريطانية، فيما عدا ذلك فإن الملاحة الدولية آمنة لجميع الدول وشركات الشحن العالمية.
وتؤكد صنعاء أن عملياتها العسكرية ستتوقف بمجرد أن يتوقف العدوان والحصار على غزة والعدوان على لبنان.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا