بتوجيهات أمريكية.. قطر تنسحب من الوساطة وتنقلب على حماس
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
أكدت وزارة الخارجية القطرية أنها انسحبت من جهود الوساطة في وقف العدوان على غزة، دون أن تنفي في الوقت ذاته التقارير التي تحدثت عن نية قطرية لإغلاق مكتب المقاومة الإسلامية حماس، واكتفت بوصفها بـ«غير الدقيقة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن قطر أخطرت الأطراف قبل عشرة أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول لاتفاق، بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين حماس والاحتلال الصهيوني في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف جهودها في الوساطة عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
وكانت مصادر دبلوماسية أكدت لوكالات أنباء عالمية، أمس الأول، أن قطر قررت إغلاق مكاتب حركة حماس والانسحاب من التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وبحسب مصادر دبلوماسية وأخرى مطلعة أبلغت «رويترز» و»فرانس برس» وصحفاً ومؤسسات صحفية، فقد انسحبت قطر من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى، وأبلغت «حماس» بأن مكتبها في الدوحة «لم يعد يخدم الغرض منه».
وأتت هذه الخطوة، وفق المصادر ذاتها، بعد أن أبلغت الولايات المتحدة قطر بأن وجود حركة حماس في الدوحة لم يعد مقبولا.
مقتل ١٥ جنديا صهيونيا
ميدانياً أعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم، أنها نفذت عدة عمليات استهدفت بها قوات صهيونية وعدة آليات عسكرية شمال قطاع غزة.
وقالت القسام إن مجاهديها تمكنوا من استهداف قوة راجلة للاحتلال قوامها 15 جندياً غرب منطقة الشيماء شمال بيت لاهيا، باستخدام قذيفة مضادة للأفراد من طراز (RPG) وأسلحة خفيفة وقنابل يدوية.
وفي عملية منفصلة، أكدت الكتائب استهداف ناقلتي جند للاحتلال بقذيفتي «الياسين 105» و«تاندوم»، إلى جانب استهداف جرافة عسكرية بعبوة «رعدية» ناسفة بالقرب من مسجد الشهيد عماد عقل وسط مخيم جباليا شمال القطاع.
وفي عملية ثالثة قالت كتائب القسام «بعد عودتهم من خطوط القتال، أكد مجاهدونا أنهم اشتبكوا مع قوة صهيونية راجلة وأوقعوا أفرادها بيت قتيل وجريح في منطقة البركة غرب بيت لاهيا شمال القطاع».
من جانبها أعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت مركز قيادة وسيطرة للعدو في «الإدارة المدنية» شرقي مخيم جباليا بقذائف الهاون بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين.
غزة مسرح جريمة كبرى
وبسبب فشله في مواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة، يكثف العدو الصهيوني الجرائم الدموية بحق المدنيين في محاولة لاستخراج نصر من سياسة الدمار الشامل.
وارتكبت قوات الاحتلال 3 مجازر جديدة ضد أهالي غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفر عنها ارتقاء 51 شهيدا و164 مصابا وصلوا إلى المستشفيات، كما أفادت وزارة الصحة في غزة اليوم.
وأشارت الوزارة في تقريرها اليومي إلى أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، ويصعب على فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
واقترف الاحتلال، فجر اليوم، مجزرة راح ضحيتها حوالى 40 فلسطينيا جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بعد قصف منزل في جباليا البلد شمالي القطاع.
وأفاد الدفاع المدني باستشهاد 40 فلسطينيا بينهم 13 طفلا، وعدد من الجرحى والمفقودين، وذلك في قصف للاحتلال على منزل عائلة علوش في شارع غزة القديم بجباليا البلد شمال قطاع غزة.
وبذلك، ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، إلى 53,603 شهداء ومفقودين و102,929 مصابا.
وواصل الاحتلال في اليوم الـ401 للعدوان على غزة هجماته الجوية والبرية على شمال القطاع، ونسف المباني والمربعات السكنية لدفع قاطنيها إلى النزوح قسرا باتجاه الجنوب.
وشنت طائرات الاحتلال غارات على حي تل الهوى، ومحيط منطقة الصناعة غربي مدينة غزة، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار في محيط منطقة المصلبة بشارع 8 جنوبي حي الزيتون، وفي محيط الكلية الجامعية جنوب غرب مدينة غزة.
عدوان إبادة بشهادة «إسرائيلية»
عدوان الإبادة الصهيوني الهائل على قطاع غزة ومساراته الخطيرة، من تهجير وتجويع واقتلاع، حقيقة بات يعترف بها حتى «الإسرائيليون» أنفسهم بينما لا يزال بعض العرب والمسلمين يغطون عيونهم عن رؤية الحقيقة فضلا عن فعل أي شيء حيالها.
ووصف المؤرخ «الإسرائيلي» المختص بـ«الهولوكوست» والإبادة الجماعية، البروفيسور دانيال بالطمان، الجنرال الصهيوني المتقاعد، غيورا آيلاند، الذي وضع «خطة الجنرالات» لتجويع المدنيين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة وقتلهم أو تهجيرهم، بأنه «الممثل الأبرز للانهيار الأخلاقي الإسرائيلي وانعدام القدرة على فهم الواقع التاريخي في هذه الأيام».
وأضاف بالطمان، في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» اليوم، أن خطة آيلاند «تستند كلها إلى جريمة حرب رهيبة، تتراوح ما بين التطهير العرقي والإبادة الجماعية».
ووصف ذرائع آيلاند لوضع خطة الجنرالات بأنها «هراء مطلق وذر للرماد في العيون».
ورأى بالطمان أن «آيلاند يحاول أن يقنع بأن تطهيرا عرقيا في شمال القطاع يتلاءم مع معايير القانون الدولي، وخلال ذلك يدعي أنه يستند إلى وثائق كهذه وتلك للجيش الأميركي وخبراء قانونيين. لكنه هنا أيضا يذر الرماد في العيون كي يبرر جرائم حرب مروعة التي يدعو إلى تنفيذها»، وهو ما يتناقض كليا مع البند 49 في معاهدة جنيف.
ولفت إلى أن «هذه الفذلكات الانتقائية من جانب آيلاند هدفها واحد، هو التهرب من حقيقة أن إسرائيل تنفذ في غزة جريمة حرب رهيبة، تتراوح بين تطهير عرقي وإبادة جماعية. أليس هذا ما يطرحه آيلاند في شمال القطاع؟ وأليس هذا ما يدعو إليه كثيرون في إسرائيل الآن؟ وهل بإمكان آيلاند، أو مئات الآلاف في إسرائيل، الادعاء أن ما تنفذه إسرائيل في غزة لا يدل على وجود نية مبيتة؟!».
المصدر لا ميديا