خاص / لا ميديا -
ليس بدءا من عبدالله عزام، وهو الفلسطيني الذي ترك العدو الصهيوني يعيث فسادا واحتلالا لأرضه وراح "يجاهد" على الطريقة السعودية في أفغانستان، فتلك هي حكاية الخونج منذ تأسيس تنظيمهم وتفشيه سرطانا في جسد الأمة بحيث لم يكد يسلم منها حتى وطن واحد. ولا داعي للعودة إلى أنه حتى الاسم كان سعوديا صرفا وقد استلهمه حسن البنا من جماعة الإخوان الوهابية التي تشكلت حول عبدالعزيز آل سعود، ولا العودة إلى المنهج التكفيري الذي تبناه سيد قطب في مسألتي "الحاكمية لله" وجاهلية المجتمع، واللتين استمدت منهما تنظيمات كالقاعدة وداعش كل ما تحتاجه من قتل وإجرام، ومن يعتقد أنه لا علاقة للإخوان بتلك التنظيمات فهو واهم فقط.
الحديث هنا ليس عن الخونج ولا عن تماهيهم مع النظام السعودي الوهابي قديما وحديثا وحاضرا ومستقبلا، بقدر ما إن الحديث عن انفضاح مستمر ومتجدد يظهر الوجه الحقيقي لتلك الجماعة. فالكائن الذي أخرجته لليمنيين تحت اسم عبدالله صعتر يفتي اليوم بأن ما يحدث في غزة من مقاومة ضد العدو الصهيوني الغاصب ليس جهادا، بل الجهاد الحقيقي هو في اليمن، مثلما كان قبل ذلك أفغانستان ثم بعد ذلك في سوريا وليبيا. أما الجهاد الذي يغضب الأمريكان والصهاينة فهو عند صعتر وأمثاله لا يمكن أن يعتبر جهادا، لأن المُخرج في الرياض يريد هكذا.
يتذكر اليمنيون تماما كيف كان هذا الخائن ذو اللحية الصفراء يخرج على المنابر والمحافل والمنتديات شاهرا اسم فلسطين كما لو كان فاتحا، يفتي بالجهاد ويجمع التبرعات ويحث الناس على المزيد منها باسم فلسطين وباسم القدس وغزة، لتعود كل تلك التبرعات إلى جيبه الخاص وأرصدته البنكية هو وأمثاله. هذه المزايدات التي ظل ينتهجها طوال حياته جاءت لحظة الانفضاح الحقيقية لها في العدوان الأخير على غزة وإعمال آلة القتل الصهيونية جرائمها بحق الفلسطينيين، فلم تحرك تلك الجرائم شيئا في داخل ذلك الصعتر، بل لقد أفصح عن تماهيه مع المشروع الصهيوني التطبيعي، فلا عاد الجهاد في فلسطين واجبا مقدسا مثلما كان يقول ولا شيء من ذلك النفاق الطويل الذي كان على لسانه وقلبه ينفع للمرحلة الجديدة. ‏أما الآن فإنه يقول بأنه يريد فتوى شرعية بوجوب الجهاد في غزة وفلسطين، أي أن هذا هو موقفه الآن تماهيا مع المشروع السعودي التطبيعي، فهو ينتظر ربما من تركي آل الشيخ أن يجود عليه بتلك الفتوى، أما موقفه قبل 10 سنوات فكان مختلفا تماما، حيث كانت تلك هي عدة الشغل. أما وقد اختلفت عدة الشغل الآن وأصبحت الرياض تفتتح مهرجانات التعري وعروض الموضة فإن صعتر لم يعد ملزما بإصدار فتاوى الجهاد من تلقاء ذاته، مثلما كان يفعل، بل إنه يريد من محمد بن سلمان وتركي آل الشيخ الفتوى الشرعية المثلى وبالدليل القطعي على أن الجهاد الحقيقي هو في فلسطين وليس في اليمن. أما بغير تلك الفتوى القطعية فإن صعتر ليس مستعدا لأن يخسر أمواله وأرصدته التي جمعها من أموال الخلق الذين ضحك عليهم طيلة مسيرته السحتية الكبيرة، والتي هي نفسها مسيرة الخونج هنا وهناك. وبالتالي ليس مستغربا أنه مثلما أفتى الخونج بالأمس بوجوب الجهاد في أفغانستان وسورية وليبيا مع أمريكا ضد أعدائها، لأن مملكة العهر كانت تريد هكذا، ها هم اليوم يصدرون فتاواهم بأنه لا يجوز الجهاد في فلسطين مع غزة، بل في اليمن وضد أعداء الكيان الصهيوني المدافعين عن غزة.
وطالما أن مملكة العهر تريد أن يكون الوضع الآن هكذا، باعتبار العهر سواء في اللحى والمؤخرات، فإن لحية صعتر مازال لها سوقها الرائج هناك تماما كمؤخرة جنيفر لوبيز وهي تلهب بإطلالتها العارية أجواء العرض الموسمي في موسم الرياض الذي وصفه تركي آل الشيخ، النسخة المتطورة من محمد بن عبدالوهاب باعتباره حفيده الشرعي بلا منازع، بالاستثنائي والتاريخي، حيث ظهرت فيه المغنية جنيفر لوبيز (55 سنة) بلباس فاضح ترقص على المنصة أمام أعين تركي آل الشيخ، وجمع غفير من الحاضرين "المسلمين"، والذين لا شك قد حسدهم صعتر باعتبار أن لحيته وحدها كانت تصلح لستر عري لوبيز الفاضح فيكون قد شاركها المهمة والغاية.