فياض بغدادي قيصر ثمانينيات الكرة اليمنية لـ «الا الرياضي»:انتخابات اتحاد الكرة فُصِّلت على مقاس العيسي وشلته
- تم النشر بواسطة أنور عون / لا ميديا
حـاوره: أنور عـون / لا ميديا -
فياض بغدادي كابتن ونجم كروي مشع بالأخلاق والنجومية والقيم والفكر والعلم والمعرفة والطرح السديد المفيد.
حتماً لن تكون مقدمتي عنه كلاعب، فموهبته نقشت اسمه بأحرف من نور، ولن أتطرق له كإداري حاول تصحيح المسار الرياضي بشتى السُبل، وعندما وصل الأمر لإيقافه عن عمله أيقن أن العمل الرياضي بيئة غير صالحة لأمثاله، فآثر الانسحاب والابتعاد.
نكتفي بهذه السطور ونترك قيصر الكرة اليمنية يتحدث.
مرحبا بك كابتن فياض في "لا الرياضي"... من أين تحب أن نبدأ؟ّ
- انتخابات اتحاد الكرة اليمنية هي حديث الساعة، فلنبدأ منها.
حسنا؛ كيف يقيمها الكابتن فياض؟
- للأسف الشديد هناك اختلالات مقصودة في النظام الأساسي، المبادئ والتوجهات، ولائحة الاتحاد اليمني... وكلها انتهاكات صارخة للوائح وأنظمة الاتحادين الآسيوي والدولي.
ما قلته وسأقوله لاحقاً هو إيجاز لعبث كبير وانتهاكات فاضحة ليست من نسج الخيال، وإنما بالبراهين الدامغة. الاتحاد وبكل أسف ضرب بها عرض الحائط وفصَّل ما يريد على مقاس أحمد العيسي وشلته.
ممكن توضح أكثر؟!
- الصورة واضحة؛ لكننا نعاني الجهل والتجهيل، مع أن مواد اللوائح واضحة: الحيادية وعدم التمييز، تطوير العلاقات الفردية... هذه أشياء نُسفت وترتب على ذلك نزاعات ومشاكل. أيضاً سلوك الهيئات والمسؤولين وفروع الاتحادات بالمحافظات نَسفت القوانين واللوائح وأظهرت تضارباً في المصالح.
وبمزيد توضيح، فروع الاتحادات بالمحافظات، التي يصل عددها إلى 23 فرعاً، هي في الأساس يفترض أن تكون روابط لا علاقة لها بالانتخابات. لكنها اليوم تُستخدم كورقة لترجيح الكفة، بعدما أصبحت مهمة رؤساء الفروع التصويت، وليس الترشيح.
كذلك مندوبو الأندية لهم بند في اللائحة، فلا يحق لأي مندوب الترشُّح من نادٍ آخر ما لم يقدم إخلاء طرف أو استقالة أو فصلاً من ناديه السابق، بينما لاحظنا قبول ملفات أشخاص منحوا ورقة ترشح من أندية ريفية ليست أنديتهم!
قبل أن تسرد لنا بقية الانتهاكات، أين تكمن المشكلة؟
- المشكلة عميقة ومتجذّرة. هناك التزامات وواجبات بين الاتحاد والجمعية العمومية التي هي أساس المشكلة!
أولاً قل لي، من هو النادي الذي يدفع اشتراكاته السنوية للاتحاد؟! طبعاً ولا نادٍ، واللائحة تلزم كل نادٍ بتسديد اشتراك سنوي. ومع احترامي للجميع، الجمعية العمومية غير ملمّة باللوائح. حميد شيباني استغل جهل الجمعية العمومية باللوائح والأنظمة، وزاد تجهيل إدارات الأندية ومرر ما يريد لصالح رئيس الاتحاد. المفروض أن يكون الصوت عضو مجلس إدارة، رئيساً أو أميناً عاماً، وعلى قدر كبير من الفهم والوعي باللوائح، ولا يقبل الإملاءات، لكي يستطيع مناقشة التقارير والحسابات ويحسن الاختيار من أجل صالح الكرة اليمنية.
قل لي، من يعلم منهم أن رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس الإدارة عليهم التزامات، أهمها الامتثال الكامل للوائح والأنظمة الخاصة بالاتحادين الآسيوي والدولي، لكنهم انتهكوا اللوائح والأنظمة، وزادوا الطين بلة باختيار لجنة سياسية؟!
تقصد اللجنة العليا للانتخابات المكونة من حافظ معياد ونبيل الفقيه وإنصاف مايو؟
- هؤلاء ما يزالون يمارسون العمل السياسي والحزبي، وهم معروفون بذلك منذ زمن، وهو انتهاك جسيم للوائح الكروية الدولية التي تحرم تدخل السياسيين في الرياضة، واللوائح موجودة لمن يريد الاطلاع عليها.
ما تقوله يشير إلى مخاطر تترتب على الاتحاد حتى بعد فوز العيسي برئاسة ثالثة قادمة؟
- نعم، هذا صحيح، الانتهاكات كثيرة، وأهمها إقحام السياسة بالرياضة، والمواد الخاصة بهذا الأمر واضحة، واطلعوا عليها.
وما تعليقك على إقامة الانتخابات في قطر؟
- أمر يثير الغرابة والريبة فعلاً! يتعللون بأن البلد غير آمن! طيب كيف والاتحاد يقيم الأنشطة والدوريات في العاصمة ويعسكر بالمنتخبات في صنعاء؟! حجج هشة كاذبة معروف الهدف منها.
طيب، لماذا لا تقام الانتخابات في حضرموت مثلاً؟! أيضاً حججهم تقول إن رئيس الاتحاد وبعض الأعضاء المهمين مستهدفون لا يستطيعون العودة، وهو كلام أجوف؛ لكنه يثبت أنهم يمارسون السياسة، وهنا سنعود إلى عدم أهليتهم لقيادة الاتحاد حسب لوائح الاتحادين الآسيوي والدولي، وسندخل في ذلك مقر الاتحاد المستأجر وإهمال المقر الرسمي، وكلها ليست سوى مغالطات على الفيفا.
سأختصر لك الموضوع: أعضاء الاتحاد ورئيسه لا يريدون العمل المؤسسي، لا يعترفون بمواد الاتحادين الآسيوي والدولي القائمة على الحكمة والنزاهة وقبول مبادئ المساءلة والعدالة وغيرها من المبادئ الأخرى وفقاً لمدونات السلوك.
من كلامك نستشف أن اتحاد العيسي لم يقدم شيئاً طيلة السنين الماضية، بما في ذلك إنجازات الناشئين...؟!
- بالنسبة لإنجازات الناشئين، فلنكن واقعيين، كلها وهمية وتلاعب بالأعمار، وانظروا كيف ينحدر الصعود إلى الأسفل بعد تصعيدهم إلى فئة الشباب.
وما رأيك برئيس الاتحاد، أحمد العيسي؟ ألم يكن قادراً على النجاح لولا بطانته؟
- أنا اقتربت من العيسي في بدايته؛ كان فعلاً يريد النجاح ولديه رغبة وعشق رياضي؛ لكنه بعد فترة وجيزة من تسلمه قيادة الاتحاد واعتماده على وجوه أكل عليها الدهر وشرب، لا همَّ لها إلا مصالحها، أصبح عمله عشوائياً، وانخرط بالعمل السياسي، وصار معانداً، لا يحب العمل المؤسسي، ولا يقبل الخسارة مهما كلفه الثمن، ولهذا أنصحه بإعادة النظر فيمن حوله من المطبلين والمرتزقة من الرياضيين.
ماذا عن زملائك السابقين وأمجادهم الكروية؟ لماذا لا نسمع لهم اليوم حديثاً عن الاتحاد وانتخاباته؟
- للأسف، بعضهم انتهازيون ينتظرون الفرصة ليتسلقوا على أكتاف الآخرين، والبعض الآخر في فلك أحمد العيسي!
إذا أردنا الخروج من نفق العشوائية، وضمان التواجد القوي خارجياً، ما هو الحل في رأيك؟
- الكرة وتطويرها ليست ألغازاً أو لوغاريتمات. لا بد من توعية متكاملة لإدارات الأندية باللوائح والأنظمة الأساسية، العمل بضمير حي، انتقاء من سيخدم اللعبة، التأهيل المستمر للكوادر، وغيرها من البديهيات. كذلك خصخصة الكرة بالأندية، وهذه النقطة بالذات تحتاج إلى نقاش مستفيض.
لنترك ضجيج الانتخابات واتحاد الكرة، ونسألك عن مشوارك الكروي؟
- المشوار طويل ومليء بالأحداث الكثيرة، وسأوجزه بالآتي:
بدايتي مع شعب صنعاء كانت في صفوف البراعم والناشئين منتصف السبعينيات، وشجعني في تلك الفترة المرحوم علي محسن مريسي، الذي آمن بموهبتي، ثم دفع بي المدرب السوداني نور الدين للفريق الأول عام 84م، ولعبت أساسياً إلى أن أبعدتني الإصابة عام 94م.
وعلى مستوى المنتخبات، لعبت للناشئين، والشباب، والأولمبي والوطني، وبدأ اختياري للوطن في تصفيات كأس العالم 86م؛ لكن المدرب التشيكي استبعدني رغم خوضي معسكراً طويلاً معهم؛ بسبب صغر سني، عدت على إثره إلى منتخب الشباب.
أفخر بأني مع زملائي في المنتخب الأول قدمنا مستويات كبيرة أمام منتخبات عربية تحمل أسماء لم تتكرر إلى اليوم، وكنا نداً لها، والتاريخ يشهد، لأننا كنا عمالقة في أجسامنا ومواهب نلعب رغبة وعشقاً كروياً.
كابتن، في الختام، نريد بياناتك!
- فياض علي محمد عبدالله بغدادي. 57 عاماً. أعمل مديراً في الخطوط الجوية اليمنية. عملت فترة في المجال الرياضي كإداري، وواجهت العديد من التحديات فيه واصطدمت بواقع سيئ فابتعدت.
وفي الأخير، أشكركم على هذه الاستضافة.
المصدر أنور عون / لا ميديا