عادل بشر / لا ميديا -
اختتمت القوات المسلحة اليمنية عام 2024م، بعمليات نوعية ضد العدو «الإسرائيلي» والأمريكي، لتُثبت صنعاء، يوما بعد آخر أنها لا تخشى شيئاً في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة على مدى أكثر من عام، ودفاعاً عن اليمن وسيادته ومواطنيه، فبعد ساعات قليلة من توجيه سفير العدو الصهيوني لدى الأمم المتحدة، داني دانون، ما سمّاه التحذير الأخير إلى «أنصار الله» لوقف هجماتهم الصاروخية على كيان الاحتلال، دوت صافرات الإنذار في «تل أبيب» ونحو مائة مستوطنة صهيونية وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة إطلاق صواريخ من اليمن.
وتوعد السفير الصهيوني، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء أمس الأول، صنعاء، بمواجهة ما قال إنه «الخطر ذاته الذي لحق بحركة حماس وحزب الله وبشار الأسد»، ليأتي الردّ بعد وقت قصير باستهداف القوات المسلحة اليمنية لقلب الكيان بصاروخين باليستيين.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، صباح أمس، تنفيذ القوة الصاروخية عمليتين عسكريتين نوعيتين، في يافا المحتلة وجنوب القدس بصاروخين حققا هدفيهما، بالتزامن مع عملية مشتركة واسعة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية «هاري ترومان» في البحر الأحمر.
وفي بيان متلفز، أوضح ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن العملية الأولى استهدفت مطار «بن غوريون» بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين2»، فيما استهدفت العملية الثانية محطة الكهرباء جنوبي القدس المحتلة بصاروخ باليستي نوع ذو الفقار، وحقق الصاروخان هدفيهما بنجاح.
وأشارت القوات المسلحة إلى أن العمليتين على يافا المحتلة تزامنتا مع عملية مشتركة أخرى للقواتِ البحريةِ والقوةِ الصاروخيةِ وسلاحِ الجوِّ المسيرِ استهدف حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس هاري ترومان».. موضحة أن العملية المشتركة نفذت بعدد كبير من المسيرات والصواريخ المجنحة أثناء تحضير القوات الأمريكية لشن هجوم جوي كبير على بلدنا.
وأكدت أن العملية في البحر حققت أهدافها بنجاح وتم إفشال الهجوم الجوي الأمريكي الذي كان يُحَضَّرُ له على اليمن.
وهذه هي المرة الثانية التي تُفشل فيها صنعاء هجوما أمريكيا بريطانيا على اليمن، في غضون عشرة أيام، بعد أن كانت قد تمكنت بتاريخ 21 كانون الأول/ ديسمبر الفائت، من إحباط عدوان أمريكي وقامت باستهداف حاملة الطائرات «ترومان» في البحر الأحمر واسفرت العملية عن إسقاط مقاتلة F18 أمريكية وفرار حاملة الطائرات إلى شمال البحر الأحمر.
ومنتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء، اعترف إعلام العدو الصهيوني بفرار نحو مليوني مستوطن في يافا ووسط وجنوب فلسطين المحتلة إلى الملاجئ، عقب إطلاق صافرات الإنذار نتيجة وصول صواريخ أطلقت من اليمن.
وفي إثر ذلك، توقّفت حركة الملاحة في مطار اللد «بن غوريون»، وتوجّهت الطائرات بعيداً عنه، وفقاً للإعلام العبري.
وفي حين زعم «جيش» الاحتلال اعتراض الصواريخ من اليمن، إلّا أنّ وسائل إعلام عبرية أشارت، في تقرير أوّلي، إلى أنّ «شظية كبيرة من الصاروخ الباليستي الذي أُطلق، سقطت على الطريق في حيّ رامات في تل أبيب».
وقالت منصة إعلامية عبرية، تعقيباً على ذلك، إنّه «عندما يقول الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنّ الصاروخ اعتُرض خارج حدود إسرائيل، فإمّا أنّه يكذب وإمّا أنّه يحرّف الواقع».
ونشرت منصات أخرى ووسائل إعلام عبرية مشاهد للحظة وصول صاروخ باليستي يمني وتصاعد الدخان من أحد المواقع جنوب يافا المحتلة، ومشاهد لعشرات المستوطنين أثناء فرارهم داخل مطار «بن غوريون» في حالة من الفوضى والهلع، فيما تحدثت ذات الوسائل عن سقوط جرحى نتيجة التدافع إلى الملاجئ، وآخرين جراء حوادث مرورية أثناء الهروب.

قوة غير مسبوقة
صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية وفي تقرير لها، أمس، قالت إن «صفارات الإنذار التي تحذر من الصواريخ الباليستية القادمة من اليمن، أصبحت حقيقة واقعة كل ليلة بالنسبة لملايين الإسرائيليين في وسط إسرائيل على مدى الأسبوع الماضي». مشيرة إلى أن من وصفتهم بالحوثيين «اكتسبوا قوة غير مسبوقة».
وأضافت: «منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023م، حوّل الحوثيون تركيزهم إلى تدمير دولة إسرائيل. فقد أطلقوا عددا متزايدا من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية على إسرائيل، وهاجموا السفن التجارية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وقتلوا جنودا بريطانيين وأمريكيين».
وهذه هي أول مرة يتحدث فيها الإعلام عن مقتل جنود أمريكيين وبريطانيين خلال المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر على مدى عام كامل.

أنظمة متطورة
في خط موازٍ، سلطت وكالة أنباء أمريكية متخصصة في تغطية أخبار الشرق الأوسط، الضوء، أمس، على تطور القدرات العسكرية اليمنية في الحرب المساندة للشعب الفلسطيني.
وذكرت وكالة «ذا ميديا لاين» أن أنظمة الأسلحة المتطورة التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية، تضع الدفاعات الجوية «الإسرائيلية» على المحك، مما قد يؤدي إلى إشعال مرحلة جديدة في سباق التسلح الإقليمي.
ونقلت الوكالة عن خبراء أن الهجمات اليمنية المستمرة تظهر أن صنعاء حسنت تقنياتها الباليستية.
وقال ألكسندر بورتنوي، المستشار في القطاعات العسكرية المهمة وتكنولوجيا الحرب: «تعترض إسرائيل صواريخ الحوثيين، لكن في بعض الأحيان تفشل دفاعاتها الجوية المتعددة الطبقات».. موضحاً أن الصواريخ اليمنية «أصبحت أكثر صعوبة في اعتراضها من قِبَل إسرائيل. فصاروخ فلسطين 2 يتمتع بتقنية الانزلاق السريع، التي تسمح له بتغيير مساره أثناء الطيران من خلال الارتداد عن الغلاف الجوي بدلاً من اتباع مسار مكافئ يمكن التنبؤ به. وتزيد هذه التقنية من قدرة الصاروخ الباليستي على المراوغة والدقة والقدرة على الوصول إلى مدى أطول وتعقّد عملية الاعتراض».
من جهته قال ليني بن ديفيد، الباحث والدبلوماسي في مركز القدس للشؤون العامة إن «الترقيات الأخيرة تسمح للصواريخ الباليستية اليمنية بإجراء تصحيحات أثناء الطيران والتهرب». مشيراً إلى أن «القبة الحديدية، لا يمكنها إيقاف الصواريخ اليمنية وأن صواريخ آرو المضادة للصواريخ الباليستية تواجه صعوبة في الرد».
ووصف بن ديفيد «الحوثيين» بأنهم «قوة هائلة تضم أكثر من 800 ألف مقاتل، ومجهزون بأسلحة متطورة بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي».
وأضاف، وفقاً لموقع ذا ميديا لاين الأمريكي، أن «صواريخ فلسطين 2 تتغلب على نظام ثاد الأمريكي المتطور من خلال الطيران على ارتفاع أقل إلى الأرض، وهي مقايضة تكتيكية تؤدي إلى إبطاء الصاروخ وتقليل دقته».. لافتاً إلى أن «نشر أنظمة ثاد في البلدان الواقعة على طول الطريق من اليمن إلى إسرائيل قد يجبر الصاروخ على الطيران على ارتفاعات أقل، مما ينفق المزيد من الطاقة ويقلل من سرعته».
وصعدت اليمن خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الفائت من وتيرة عملياتها ضد العدو الصهيوني، نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة.