33 غارة للعدوان الثلاثي على صنعاء وعمران والحديدة خلال 12 ساعة
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
عبثاً حاول العدو الصهيوني ترهيب المحتشدين في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، أمس الجمعة، انتصاراً للشعب الفلسطيني، بغارات استهدفت محيط الميدان وأخرى جنوب العاصمة، فبخلاف ما أراده الصهيوني، زادت الغارات من حماسة الحشود على إيقاع أصوات الانفجارات وآثار الغبار المتصاعد من موقع الاستهداف، بالقرب من الميدان.
ومباشرة خرج وزير دفاع كيان الاحتلال يسرائيل كاتس في تصريح متلفز، منتشياً بتلك الغارات قائلاً بأن المحتشدين في ميدان السبعين «سمعوا عن قرب قوة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وشاهدوا آثار الغارات العنيفة»، حدّ تعبيره، ليأتيه الردّ من قبل المشاركين في المسيرة المليونية الذين صدحوا بصوت واحد: «نتحداك يا صهيوني نتحداك»، كما رددوا بعنفوان جامح شعار «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل».
وبالرغم من أن الغارات الصهيونية حدثت بداية توافد اليمنيين إلى ميدان السبعين في مسيرة مساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته، تحت شعار «جهاداً في سبيل الله ونصرةً لغزة.. سنواجه كلّ الطواغيت»، إلا أن الحشود لم تتأثر بتلك الضربات العدوانية، واستمر التوافد المليوني إلى الساحة من كل حدب وصوب، ليكتمل المشهد بإطلالة الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع من على منصة الميدان، معلناً بياناً للقوات المسلحة عن تنفيذ عدة عمليات عسكرية خلال الـ48 ساعة الماضية، من توقيت الإعلان.
ووفقاً لمراسل «لا» الميداني، فقد دفع العدوان الصهيوني بالآلاف من المواطنين إلى التوجه نحو ميدان السبعين للمشاركة في المسيرة المؤيدة لفلسطين.. موضحاً أنه وأثناء انتهاء المسيرة وفي لحظة مغادرة المواطنين، فوجئوا بحشود كبيرة مازالت تتوافد، وأكد عدد من القادمين بأن الغارات «الإسرائيلية» جعلتهم يتركون أعمالهم وارتباطاتهم الأُسرية ويتجهون للمشاركة ضد العدو الصهيوني وتضامناً مع الشعب الفلسطيني.
وتعرضت العاصمة صنعاء ومحافظتا الحديدة وعمران، أمس، لعدوان ثلاثي (إسرائيلي، أمريكي، بريطاني) نتج عنه ضحايا مدنيون.
ففي أمانة العاصمة استهدفت الغارات محيط ميدان السبعين بالتزامن مع التوافد الجماهيري للمشاركة في المسيرات المليونية الأسبوعية المناصرة لغزة.
كما استهدف العدوان بـ13 غارة محطة كهرباء حزيز المركزية، جنوب صنعاء، وأفادت مصادر محلية بإصابة 3 بينهم عامل في محطة الكهرباء وتضرر عدد من منازل المواطنين نتيجة القصف.
وفي الحديدة استهدف تحالف ثلاثي الشر ميناء الحديدة بـ6 غارات، إضافة إلى غارات أخرى استهدفت ميناء رأس عيسى بمديرية الصليف.
وأوضحت مصادر محلية أن الغارات على ميناء رأس عيسى أدت إلى استشهاد أحد موظفي الميناء وإصابة 6 آخرين، كإحصائية أولية.
وفي السياق شن التحالف الأمريكي الصهيوني البريطاني 12 غارة على مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.
وأكد الاحتلال الصهيوني أن «الهجوم مشترك ومنسق بين إسرائيل وأمريكا وبريطانيا» ضد اليمن، لمواقف صنعاء المساندة للشعب الفلسطيني.
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية إن هذه الهجمات «تعد أكبر هجوم منسق إسرائيلي أمريكي بريطاني على اليمن منذ بدء الحرب».
ونقلت عن مصدر مطلع أنه «خلال الزيارة الأخيرة لنائب قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) براد كوبر إلى إسرائيل، تمت مناقشة تنسيق تل أبيب وواشنطن في جهود التعامل مع التهديد الحوثي».
وأكدت نقلاً عن المصدر ذاته أن التعامل بين «إسرائيل» وأمريكا وبريطانيا تم تقسيمه بحيث تتولى واشنطن ولندن مهاجمة المواقع والمنشآت العسكرية اليمنية، بينما يقوم كيان الاحتلال باستهداف البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية، مثل الموانئ والمطارات ومحطات الطاقة وغيرها.
وذكرت هيئة البث «الإسرائيلية» أن «جيش» الاحتلال استخدم في غاراته، أمس، أكثر من 20 طائرة، وتم القصف بأكثر من 50 قنبلة.
عمليات عسكرية يمنية
في السياق أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عدة عملياتٍ عسكريةٍ خلال الـ48 ساعة الماضية من يوم أمس الجمعة.
وأشار المتحدث الرسمي للقوات المسلحة في بيان خلال المسيرة المليونية في ميدان السبعين بصنعاء، استهداف حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس هاري ترومان» وعدد من القطع الحربية التابعة لها في منطقة شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة.. موضحاً أن العملية نجحت في إفشالِ هجومٍ جوي جديدٍ ضد بلادِنا انطلاقا من تلك الحاملةِ التي أجبرتْ مع القطعِ الحربيةِ التابعةِ لها على مغادرةِ منطقةِ شمالي البحرِ الأحمر.
وذكر أن القوات المسلحة نفذت، أمس الأول، عملية استهداف لعدد من الأهداف التابعة للعدوِّ «الإسرائيليِّ» في منطقة يافا المحتلة بثلاث طائرات مسيرة وقد تمكنت من الوصول إلى أهدافها بنجاح.
تصعيد خطير
إلى ذلك أكد المجلس السياسي الأعلى، أن العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على العاصمة صنعاء أثناء الاحتشاد المليوني الجماهيري في ميدان السبعين واستهداف دار الرئاسة إجرام وانتهاك سافر لسيادة الجمهورية اليمنية وتصعيد خطير.
وجدد المجلس، التأكيد على أن الشعب اليمني لا ترهبه مثل هذه الغارات الجبانة، بل يراها استفزازًا وتصعيدًا يتطلب الصمود والمواجهة والرد على العدوان بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
وخاطب بيان المجلس مجرم الحرب نتنياهو والصهاينة: للأرعن نتنياهو، لن تنفعكم أمريكا بشيء فهي تجر أذيال الهزيمة بين الحين والآخر هاربة من ضربات قواتنا المسلحة، ولقطعان الصهاينة: أمامكم فرصة للعودة إلى بلدانكم التي قدمتم منها لتدنيس فلسطين قبل ألا تتمكنوا من ذلك».
لن يمر دون عقاب
من جهتها جددت حكومة التغيير والبناء بالعاصمة صنعاء التأكيد على أن أي عدوانٍ على اليمن لن يمر دون عقاب، وأن القوات المسلحة اليمنية قادرة على الدفاع عن اليمن.
في ذات السياق أكد ناطق الحكومة وزير الإعلام هاشم شرف الدين، أن الوضع التمويني للمشتقات النفطية مستقر بفضل الله سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أن حكومة التغيير والبناء ملتزمة بتأمين احتياجات المواطنين من الوقود في جميع المحافظات الحرة، رغم التحديات المتمثلة في العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني المشترك على الموانئ الحيوية.
المقاومة الفلسطينية تدين
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس بأشد العبارات العدوان الإرهابي المنسّق بين العدو الصهيوني والقوات الأمريكية والبريطانية، على الجمهورية اليمنية.. مؤكدة أن ذلك «يُعد انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي، واعتداء على سيادة اليمن وأمن المنطقة».
وشددت الحركة في بيان لها، أمس، أن هذا العدوان الإرهابي على اليمن، يؤكّد الشراكة الأمريكية والبريطانية الكاملة مع العدو الصّهيوني في حرب الإبادة الوحشية المُرتَكَبة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ووصفت استهداف طائرات العدوان لمحيط ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء، في وقت احتشاد أبناء الشعب اليمني العزيز للتعبير عن تضامنهم مع إخوانهم في غزة؛ هو جريمة حرب، لإرهاب الشعب اليمني، وثنيِه عن قراره إسناد جهود ردع العدوان عن شعبنا الفلسطيني.
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة العدوان الإرهابي الثلاثي على اليمن.
وأوضحت الحركة في بيانها، أمس، أن استهداف الحشود الشعبية بصنعاء بالترهيب والغارات وبنى مدنية في محافظات آخرى، يُثبت أن قوى العدوان تقف عاجزة أمام صمود اليمنيين.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا