تقرير / لا ميديا -
لليوم 463 من عدوان الإبادة على قطاع غزة يتواصل القصف الصهيوني لخيام النازحين ومراكز الإيواء، واستهداف ما تبقى من البنى التحتية في عموم القطاع، بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية المأساوية للنازحين في أجواء البرد والأمطار وانعدام كل مقومات العيش من الماء والطعام ووسائل التدفئة نتيجة الحصار الصهيوني.
ووفق وسائل إعلام فلسطينية فقد ارتقى 23 شهيدا في غارات صهيونية على قطاع غزة خلال أقل من 12 ساعة، منهم 17 شهيدا شمالي القطاع.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى 56,537 شهيدا ومفقودا و109,571 مصابا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأقرت قوات الاحتلال بمهاجمة مدرسة تؤوي نازحين في جباليا.
وزعم الاحتلال، في بيان له، أن طائرة تابعة لسلاح الجو الصهيوني قامت «وبشكل مركز وتوجيه استخباراتي»، بمهاجمة «عناصر من منظمة حماس كانوا يعملون في مجمع للقيادة والسيطرة في منطقة كانت تُستخدم سابقاً كمدرسة ‘حلاوة‘ في جباليا».

لا أسرى بالقوة
سياسياً قال الناطق باسم حركة «حماس»، جهاد طه، في تصريحات لـ»العربي الجديد»، أمس السبت، إن نتائج ما توصل له الوسطاء في ملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين هي في ملعب الاحتلال، وبانتظار ردّه.
وأكد طه أن حركة حماس تتعامل دائماً بمسؤولية وطنية عالية في القضايا التي توقف سياسة المجازر والجرائم والتدمير بحق الشعب الفلسطيني، وتصل إلى خواتيم اتفاق ينهي العدوان بكافة جوانبه.
إلى ذلك، اعتبر مصدر في المقاومة الفلسطينية أن المفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال «تسير بشكل بإيجابي»، مشيراً، في تصريحات لـ»العربي الجديد»، أمس الأول، إلى أن حركة حماس قدّمت رسالة جديدة عبر الوسطاء إلى حكومة الاحتلال، طرحت خلالها تفكيك النقاط الخلافية، والتي لم يتم التوصل لصيغة نهائية بشأنها، ويستغلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في «تعطيل التوصل لاتفاق».
وكان القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، أكد قبل يومين أن العدو الصهيوني لن يستعيد أسراه إلا عبر اتفاق تبادل، متهماً رئيس حكومة الاحتلال، المجرم بنيامين نتنياهو، بالتلاعب بالمفاوضات.
وقال، خلال مؤتمر صحفي عقده في دار الصحافة بالعاصمة الجزائرية (الخميس)، إن «صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال لها قواعدها التي ستطبق، وعلى ضوء ذلك سيأخذ الاحتلال أسراه وسنأخذ أسرانا»، مستدركاً: «لكن بكل تأكيد، لن يستعيد أسراه أحياء إلا من خلال اتفاق».
واعتبر حمدان أن «نتنياهو يتلاعب بمصير الأسرى ضمن سعيه إلى صورة إنجاز، ولا يريد تحريرهم، ويتمنى لو ينجح بقتلهم، لأنه يعلم أن تحريرهم يعني تحرير أسرى فلسطينيين».
وتابع: «لا يهمنا ما يسعى إليه الاحتلال، ما يهمنا هو إنهاء العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة».
على صعيد آخر، حذّر حمدان، من أن «مخططات الاحتلال «الإسرائيلي» تجاوزت الشعب الفلسطيني وباتت تهدد المنطقة بأكملها».
وأضاف: «نقوم بواجبنا على أكمل وجه لمواجهة الاحتلال، ونتوقع أن يقوم أشقاؤنا بواجبهم أيضاً. أي تقصير سيعود بتداعيات سلبية على المقصرين أنفسهم، وليس فقط على الشعب الفلسطيني».
ويختطف العدو الصهيوني في سجونه أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما يقدر وجود 99 أسيراً «إسرائيلياً» بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات منهم لديها في غارات عشوائية للعدو الصهيوني.

ضربة موجعة.. وتكتم صهيوني
أكدت حسابات ناشطين صهاينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقتل 7 جنود وإصابة 30 آخرين في المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أمس.
وأشارت إلى أن 11 جندياً من بين المصابين الذين عرفت أعدادهم حتى مساء أمس، وصفت جراحهم بالخطيرة والصعبة.
وذكرت الحسابات أن «حدثاً صعباً جداً» وقع أمس في قطاع غزة ويكاد يكون حدثاً غير مسبوق من حيث عدد القتلى والجرحى.
ووفق الحسابات ذاتها فإن بين الإصابات في الحدث الأمني المذكور، ضابط كبير برتبة عميد أصيب بجروح خطرة في تفجير فتحة النفق شمالي قطاع غزة.
ووفق التحديثات الأخيرة لموقع قوات الاحتلال، سمح بالنشر عن 831 جندياً وضابطاً فقط ممن قتلوا خلال العدوان على قطاع غزة.

قبور الأحياء!
في سياق الجرائم الصهيونية كذلك، أكدت هيئة البث التابعة للعدو الصهيوني أن سلطات الاحتلال افتتحت سجناً سرياً تحت الأرض مخصصاً لأسرى حركة حماس وحزب الله.
وأشارت الهيئة إلى أن المعتقل يقع وسط فلسطين المحتلة، دون الإشارة إلى مكانه بالتحديد، تم تخصيصه وفق زعمها للأسرى «الأعلى خطورة» من عناصر النخبة بحركة حماس، وأسرى قوة الرضوان من حزب الله.
وحول ذلك، علق وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المجرم إيتمار بن غفير، والذي تقع شرطة الاحتلال ضمن صلاحياته، بقوله: «هذا مكانهم الطبيعي، تحت الأرض»، مُشيراً إلى أسرى حماس وحزب الله.
وتحدثت الهيئة عن «احتجاز 75 عنصراً من حماس وحزب الله، في الوقت الحالي بالسجن»، وقالت: «حتى النافذة الصغيرة لا تفتح لهم». وأضافت: «يقع الجناح تحت الأرض في ظروف قاسية، حيث يتم تقييد المعتقلين وحبسهم في زنزانة لـ23 ساعة يومياً، مع فرصة واحدة فقط يومياً للخروج إلى فناء صغير».
ولفتت هيئة البث إلى أنه «حتى الفناء الصغير مغلق بالكامل، ولا يمكن وصول الشمس إليه، ويسمح بالخروج إليه مرة واحدة في اليوم»، وذكرت أنه «في داخل الزنزانة يوجد سرير، مع السماح بدخول كميات قليلة من الطعام».
وأشارت إلى أن «هذا الجناح يضم معظم المعتقلين الخطرين، الذين من غير المتوقع أن يتم إطلاق سراحهم قبل فترة طويلة، وربما لن يتم إطلاق سراحهم أبداً».