صور جوية وبيانات بحرية تؤكد فرار «ترومان» إلى شمال البحر الأحمر.. معركة الـ9 ساعات تُسقط هيبة الهيمنة الأمريكية
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
لاتزال أصداء معركة الـ"تسع ساعات" بين القوات المسلحة اليمنية وحاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" والسفن الحربية التابعة لمجموعتها في البحر الأحمر، تتردد ليس في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، فقط، بل حتى في إعلام الشرق الأقصى، في وقت كشفت صور أقمار اصطناعية وبيانات المصادر المفتوحة عن استمرار تراجع حاملة الطائرات بعيدا عن السواحل اليمنية، متجهة نحو شمال البحر الأحمر.
وأظهرت الصور آخر موقع للحاملة على مسافة تقدر بنحو 118 ميلا بحريا شمال غرب مدينة ينبع الساحلية في السعودية.
كما نشر حساب MenchOsint المتخصص في المصادر المفتوحة، على منصة إكس، أمس الأول، بيانات الموقع الحالي لحاملة الطائرات ترومان (CVN-75) في أقصى شمال البحر الأحمر، على بعد 1500 كم من اليمن.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات "هاري ترومان" وعدداً من القطع الحربية التابعة لها في منطقة شمالي البحر الأحمر.
وأوضحت أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر خاضا اشتباكاً بحرياً مع "هاري ترومان" والبوارج المرافقة لها، استمر تسع ساعات وجرى خلاله استخدام عدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المسيّرة، وانتهى بإجبار الحاملة والقطع البحرية الأخرى على مغادرة مسرح العمليات والهروب إلى أقصى شمال البحر الأحمر.. مبينة أن هذا الاستهداف للحاملة هو الخامس منذ قدومها إلى البحر الأحمر، منتصف كانون الأول/ ديسمبر الفائت.
وضع صعب
في هذا الصدد تناولت وسائل إعلام صينية العملية اليمنية الأخيرة ضد حاملة الطائرات والسفن الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر.
ونشر موقع "جوانشا" التابع لمعهد أبحاث استراتيجية التنمية في شنغهاي، تقريراً حول استهداف الحاملة "ترومان" بعنوان "نجاة حاملة طائرات أمريكية بعد تعرضها لهجوم لمدة 9 ساعات متتالية"، واستهله بعبارة "قاسٍ! ولم يتوقع الجيش الأمريكي مواجهة معركة صعبة هذه المرة، وحُسمت نتيجة المواجهة التي استمرت 9 ساعات، وهربت حاملة الطائرات الأمريكية".
وجاء في التقرير: "كان الجيش الأمريكي متسلطًا في البحر الأحمر لفترة طويلة، وقد تعرض للهجوم مؤخرًا لمدة تسع ساعات، ووجدت الولايات المتحدة أنها واجهت وضعًا صعبًا ولم تعد قادرة على البقاء في الوقت الحاضر، وقامت المجموعة القتالية لحاملة طائراتها بالفرار من المنطقة".
وتطرق التقرير إلى بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، حول الهجوم على حاملة الطائرات والفرقاطات في المجموعة القتالية الأمريكية بالبحر الأحمر.. مؤكداً أن ما جاء في البيان "يوضح أن الوضع الذي تواجهه حاملة الطائرات العسكرية الأمريكية محفوف بالمخاطر بالفعل ولم يعد بإمكانها الاستمرار في الهيمنة"، ولذلك، وفقاً لتقرير الموقع الصيني" يجب على الجيش الأمريكي أن يفكر حقًا فيما إذا كان ينبغي عليه الاستمرار في الدفاع عن ما تسمى حرية الملاحة في المياه التي تبعد عشرات الآلاف من الكيلومترات عن البر الرئيسي للولايات المتحدة".
وأشار التقرير إلى أنه ومنذ بدء الكيان الصهيوني بحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، قبل أكثر من عام، أعلنت صنعاء خوض المعركة إسناداً للشعب الفلسطيني وبدأت بمهاجمة أهداف مرتبطة بالعدو في البحرين الأحمر والعربي والأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة "إسرائيل" بإنهاء تدخلها العسكري في قطاع غزة. ورداً على ذلك، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا و"إسرائيل" عدة غارات جوية على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.
وأكد التقرير أن الهجمات على اليمن "لم تحقق الكثير، فمن ناحية، يتمتع الحوثيون بفعالية قتالية أكبر من حزب الله اللبناني، وحماس، وحتى قوات حكومة الأسد في سوريا.. ومن ناحية أخرى، فإن تكلفة اعتراض الجيش الأمريكي للطائرات بدون طيار اليمنية مرتفعة للغاية، لذا فإن الاعتراض الناجح يفشل أيضًا".
ولفت التقرير إلى أن القوات المسلحة اليمنية سبق أن حذرت أمريكا وبريطانيا من أن سفنها وقواتها في البحر الأحمر ستتعرض للهجوم، إذا استمرت في دعمها لـ"إسرائيل".. مشيراً إلى أن ذلك هو ما حدث بالفعل "وقد أثبت الحوثيون أنهم قادرون على ذلك".
وأوضح أن هدف صنعاء من العمليات التي تنفذها على مدى عام كامل "هو منع إسرائيل من الاستمرار في تنفيذ أعمال الإبادة الجماعية ضد غزة". وبدلاً من إيقاف الحرب في غزة، قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية الكيان الصهيوني من الهجمات اليمنية.
وخلص تقرير موقع "جوانشا" الصيني، إلى القول بأن "انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية هذه المرة يوضح أنه إذا استمر الاستهلاك، فإن الخسائر ستكون أكبر بالنسبة للجيش الأمريكي، فقد ولى إلى الأبد عصر الرغبة في فعل ما يريدون بالقوة".
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا