تقرير / لا ميديا -
لم ينقشع غبار الإبادة في غزة ولم تجف دماء الشهداء هناك بعد، حتى سارع العدو الصهيوني لنقل ثقل جريمته ومجازره إلى الضفة الغربية، في تنقلات إجرامية مرسومة مسبقاً لعدو كرس نفسه لمحو وإبادة الفلسطينيين.
وعقب يومين من دخول «اتفاق وقف إطلاق النار» في قطاع غزة حيز التنفيذ، استشهد وجرح 48 فلسطينياً بعدوان صهيوني كبير على مدن الضفة الغربية المحتلة، يبدو أنه مازال في بدايته فقط.
ووفق وزارة الصحة بالضفة استشهد 8 فلسطينيين وأُصيب نحو 40، بينهم طبيب وممرّض على الأقلّ، برصاص وقصف نفّذته قوات العدو الصهيوني على جنين، أمس، حيث أعلن العدو بدء «عملية عسكرية» عدوانية أطلق عليها تسمية «السور الحديدي»، في تسمية تشابه تسميه الاعتداء على الضفة الغربية في العام 2002، التي أطلق عليها تسمية «السور الواقي».
وحلّقت طائرات الاحتلال المقاتلة من طراز «أباتشي» في سماء المدينة والمخيّم، بالإضافة إلى مسيّرات أطلقت النار على الأهالي ومنازلهم، فيما حاصرت المدرّعات المخيم.
من جانبها، ذكرت سرايا القدس - كتيبة جنين أن «مقاتلينا تصدوا لقوات الاحتلال المقتحمة في محاور القتال، وأمطروها بالرصاص».
وذكرت مصادر محلية أن «أجهزة أمن السلطة الفلسطينية فرت من محيط مخيم جنين، بعد اقتحامه من قبل الاحتلال».
ويأتي ذلك بعد ساعات من إحراق غاصبين صهاينة منازل ومركبات ومتاجر في هجوم شنّوه على بلدتَي الفندق و«جنسافوط» شرق قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، أسفر عنه إصابة 21 شخصا بإصابات متفاوتة الخطورة.
وحول العمليات العدوانية على الضفة قال رئيس حكومة الاحتلال، المجرم بنيامين نتنياهو، إنه «بتوجيه الكابينيت، أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وشرطة إسرائيل، الثلاثاء، عملية عسكرية واسعة ومهمة، للقضاء على الإرهاب في جنين»، على حدّ وصفه، معتبراً أن «هذه خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو تعزيز الأمن في الضفة الغربية».
وتابع نتنياهو: «نحن نتحرك بشكل منهجيّ وحازم ضد المحور الإيرانيّ، أينما يرسل أسلحته؛ في غزة ولبنان وسورية واليمن والضفة الغربية».

سموتريتش: الهجوم في جنين سيتواصل
مجرم حرب صهيوني آخر هو «وزير المالية الإسرائيلي» وعضو «الكابينيت»، بتسلئيل سموتريتش، أكد أن الكيان بدأ عدواناً خطيراً قد يستمر طويلا في الضفة الغربية المحتلة.
وقال سموتريتش إنه بعد غزة ولبنان «بدأنا اليوم في تغيير المفهوم الأمني في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».
وحسب سموتريتش، فإن «السور الحديدي سيكون عملية عسكرية شديدة ومتواصلة من أجل الدفاع عن الاستيطان والمستوطنين ومن أجل أمن دولة إسرائيل كلها؛ لأن الاستيطان هو حزامها الأمني».

دعوة لممارسة الحق المقدس
من جانبها دعت حركة حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية وشبابها الثائر للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال في كافة نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها.
وقالت حماس: «ننعى شهداء جنين الذين ارتقوا بنيران وقصف الاحتلال، ونشيد ببسالة المقاومين وتصديهم واشتباكهم مع جنود الاحتلال واستهدافهم بالعبوات الناسفة».
وأكدت أن «هذه العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال في جنين ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة».
من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي: «إطلاق العملية العسكرية في الضفة حلقة بسلسلة الإبادة التي يشنها الكيان الغاصب».
ودعت أبناء الضفة المحتلة إلى التصدي بكل الوسائل للحملة المجرمة وإفشال أهدافها.

فشل تلو فشل ثم استقالة
بعد سلسلة فشل ذريع منذ ما قبل عملية «طوفان الأقصى» ثم المعركة التي تلتها واستمرت 470 يوما، أعلن من يسمى «رئيس أركان الجيش الإسرائيلي»، هيرتسي هليفي، في بيان أمس، استقالته من منصبه، وأنه أبلغ وزير الحرب الصهيوني، يسرائيل كاتس، أمس، بأنه يطلب إنهاء ولايته بحلول السادس من آذار/ مارس المقبل.
وفي أعقاب استقالة هليفي، أبلغ قائد القيادة الجنوبية لقوات الاحتلال، يارون فينكلمان، هليفي باستقالته أيضاً، وسط تقديرات بأن قائدي سلاحي الجو والبحرية على وشك الاستقالة من منصبيهما.
وبرر هليفي استقالته بأنها تأتي «انطلاقا من الاعتراف بفشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر».
وأضاف هليفي أنه «في الفترة المتبقية سأستكمل التحقيقات (في إخفاقات الجيش) وسأعزز جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهة التحديات الأمنية».
وتأتي استقالة هليفي في ظل توتر العلاقات بينه وبين حكومة العدو الحالية، وخاصة كاتس، الذي رفض قرارات اتخذها هليفي، وبينها توجيه أوامر إلى هليفي بإنهاء التحقيقات العسكرية حول «إخفاقات الجيش في 7 أكتوبر».
وكان «وزير المالية الإسرائيلي»، بتسلئيل سموتريتش، طالب هليفي في الأيام الأخيرة عدة مرات بأن يستقيل، وقال أمس الأول إنه إذا لم يستقل هليفي «فإننا سنقيله».
وانتقد سموتريتش أداء هليفي، فيما يتعلق بـ»فشله في القضاء على القدرات المدنية والسياسية لحركة حماس»، بالإضافة إلى «مسؤوليته عن الإخفاق الأمني في أحداث 7 أكتوبر».

 أرقام مفزعة
في إطار الجرائم الصهيونية دائماً، نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، تقريراً محدّثاً لأهم إحصائيات عدوان الإبادة الجماعية التي شنّها العدو الصهيوني على قطاع غزة واستمرت 471 يوماً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وجاء في التقرير أنّ العدو ارتكب نحو 10,100 مجزرة بشكل عام، أدّت إلى استشهاد نحو 61,182 شخصاً ومفقوداً، وأكثر من 110,725 مصاباً وصلوا إلى المستشفيات، بحسب وزارة الصحة.
وأحصى التقرير نحو 2,092 عائلة فلسطينية أبادها الاحتلال ومسحها من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، مشيراً إلى أنّ عدد أفراد هذه العائلات بلغ 5,967 شهيداً، فيما بلغ عدد العائلات التي أبادها الاحتلال ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد فقط، 4,889 عائلة، وعدد أفراد هذه العائلات فاق الـ8,980 شهيداً.
كذلك بلغ عدد الأطفال الشهداء أكثر من 17,861، منهم 214 طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية، ونحو 808 أطفال استشهدوا خلال عدوان الإبادة وعمرهم أقل من عام. كما استشهد نحو 44 طفلاً بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء وسياسة التجويع. إضافةً إلى استشهاد 8 نتيجة البرد الشديد في خيام النازحين بينهم 7 أطفال.
أما بالنسبة إلى عدد النساء الشهداء اللواتي قتلهن الاحتلال فقد بلغ نحو 12,316.