
تقرير / لا ميديا -
تبدأ اليوم عملية «تبادل الأسرى» الثانية بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني ضمن المرحلة الأولى من «اتفاق وقف إطلاق النار» الهش في قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس، مساء أمس الجمعة، أسماء 4 مجندات «إسرائيليات» ستفرج عنهن كدفعة ثانية في عملية تبادل الأسرى ضمن «اتفاق وقف إطلاق النار» الذي أوقف عدوان الإبادة على قطاع غزة في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وجاء في بيان مقتضب للناطق العسكري باسم القسام، «أبو عبيدة»، عبر قناته على «تيليغرام»، أنه «في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج السبت الموافق 25/ 01/ 2025م عن المجندات التالية أسماؤهن: المجندة كارينا أرئيف، المجندة دانييل جلبوع، المجندة نعمة ليفي، والمجندة ليري إلباج».
وأعلن مكتب رئيس حكومة العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، تلقيه بشكل رسمي قائمة بأسماء الأسيرات الأربع المزمع الإفراج عنهن اليوم من قبل الوسطاء.
وزعمت هيئة البث الصهيونية العامة «كان 11» أن «قائمة الأسماء لا تتوافق مع الاتفاق المبرم.»
من جانبه أفاد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين بأنه بعد إعلان فصائل المقاومة الفلسطينية أسماء أسيرات الاحتلال اللاتي سيفرج عنهن اليوم، فإن الجانب الفلسطيني مازال ينتظر قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم الاحتلال في المقابل، والتي ستتضمن 120 أسيرا من ذوي المؤبدات، و80 أسيرا من أصحاب المحكوميات العالية حسب نص «اتفاق وقف إطلاق النار في صفقة».
الغدر وارد
في إطار الحديث عن «اتفاق وقف إطلاق النار في غزة» تساءلت صحيفة «فورين بوليسي»: «هل هذا حقّاً وقف لإطلاق النار؟ أم أنه مجرّد هدنة سوف تنهار في الأسابيع القليلة المقبلة؟!».
وأشارت إلى أنه عادة ما يُنظر إلى وقف إطلاق النار على أنه دائم، مع وجود نيّة واضحة ومعلنة بعدم العودة إلى الأعمال العدائية. أما الهدنة فهي العكس تماماً.
ورأت أنه بالنسبة لحماس فإنّ الوضع بسيط إلى حدّ ما؛ فالمنظّمة تحتاج إلى وقف لإطلاق النار، وقد أعلنت نيّتها الالتزام بالمراحل الثلاث للاتفاق.
وتابعت أنه بالنسبة لـ«إسرائيل»، فإنّ الوضع مختلف تماماً، إذ لا يوجد انسحاب لـ»الجيش الإسرائيلي» محدّد للمرحلة الأولى من الاتفاق؛ وحتى لو غادر كلّ جندي غزة، فإنّ «إسرائيل» ستظلّ القوة المحتلة هناك، كما حدّدت محكمة العدل الدولية. لكنّ السؤال هنا يتعلّق بنيّة وقف القتال، وهناك علامات واضحة على العكس.
وذكرت «فورين بوليسي» أنّ ترامب أعرب عن افتقاره الشديد للثقة في أنّ الهدنة ستصمد بعد ساعات فقط من رئاسته. كما أعرب مسؤولون رئيسيون في إدارته، مثل مستشاره للأمن القومي ووزير دفاعه، عن دعمهم للأهداف «الإسرائيلية»، وهو ما من شأنه أن يفجر «وقف إطلاق النار» تماماً.
ووفق الصحيفة كانت التصريحات العلنية الصادرة عن مختلف الوزراء «الإسرائيليين» واضحة للغاية على مدى الأيام القليلة الماضية. على سبيل المثال: أعلن وزير المالية «الإسرائيلي»، بتسلئيل سموتريتش، أنه وحزبه سيظلون في الحكومة بسبب الضمانات التي يقول إنهم تلقّوها من رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو بأنّ «الحرب في غزة ستستمر».
أما بالنسبة لرئيس الوزراء نفسه، فقد تحدّث نتنياهو مباشرة إلى الصحافة «الإسرائيلية» والغربية، موضحاً أنّ وقف إطلاق النار «مؤقت»، وأنّ «إسرائيل لديها دعم كامل» لاستئناف الحرب في غزة «بقوة هائلة».
وتضيف الصحيفة أنه علاوة على ذلك، بدأ نتنياهو بالفعل انتهاك الاتفاق؛ فقد قُتل العديد من الفلسطينيين في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، بعد بدء وقف إطلاق النار.
وتوضح الصحيفة أنه كان أحد عناصر الاتفاق التي لوحظت في تسريبات مختلفة إعادة نشر «القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا» على طول الحدود مع مصر خلال المرحلة الأولى، ونقلها إلى أماكن أخرى في قطاع غزة.
ومع ذلك، أكد نتنياهو في الليلة السابقة لبدء الاتفاق أنّ «إسرائيل» لن تقلّل قواتها في محور فيلادلفيا، بل ستزيد بدلاً من ذلك وجود «الجيش الإسرائيلي» هناك، وهو انتهاك ليس فقط لهذا الإطار المقترح، بل وأيضاً لاتفاقيات كامب ديفيد مع مصر.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ «الحرب على غزة تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من صراع أوسع نطاقاً، يشكّل احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية جزءاً لا يتجزّأ منه».
يذكر أن حركة المقاومة الإسلامية حماس وجهت، أمس الأول، رسالة إلى عائلات «الأسرى الإسرائيليين»، حذّرت فيها من أن تصريحات المسؤولين الصهاينة لا تهدد فقط بعودة التصعيد والإبادة، بل تضع سلامة أسراهم في خطر مباشر.
وفي بيان صادر عن مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في الحركة، قالت حماس إنه مع الاستعدادات للإفراج عن دفعة ثانية من «الأسرى الإسرائيليين» من قطاع غزة، «تابعنا باستهجان شديد تصريحات العديد من قادة الاحتلال من حكومة الاحتلال المتطرفة التي تلوح باستئناف الحرب والإبادة في قطاع غزة».
34 شهيدا منذ بداية الشهر
في ساحة أخرى من فلسطين المحتلة، يكثّف العدو الصهيوني إجرامه في العدوان الذي يستهدف مدينة ومخيم جنين والبلدات والقرى المحيطة بها لليوم الرابع تواليا، شماليّ الضفة الغربية المحتلة.
واستشهد أمس شابان فلسطينيان في قصف الاحتلال مركبة من الجو في بلدة قباطية قضاء جنين.
ودفعت قوات العدو بتعزيزات إلى مخيم جنين، وسط تصاعد حدة الاشتباكات، التي تندلع بين حين وآخر في المنطقة.
وحاصرت قوات العدو الصهيوني، أمس، منزلا في قباطية، واستهدفته بقذيفة صاروخية، فيما لم يتم التأكد من ارتقاء شهداء في المنزل، كما هدمت منازل في جنين، فيما أُصيب مسنّ بالرصاص الحيّ.
من جانبها قالت سرايا القدس - كتيبة جنين إن مجاهديها تمكنوا من تفجير عبوة موجهة بقوة مشاة صهيونية في محور الدمج بمخيم جنين.
كما تحدثت مصادر فلسطينية عن انفجار عبوة في جرافة تابعة لقوات الاحتلال في حارة الدمج بمخيم جنين.
ومنذ بدء العملية العدوانية على جنين، شرعت جرافات الاحتلال بتدمير البنى التحتية ومحال تجارية في المخيم. وخلال الأيام الثلاثة الماضية، أقدمت قوات العدو على إحراق منازل فلسطينية، ودفعت بآليات ثقيلة لهدم مزيد من البيوت، كما اعتقلت عشرات الفلسطينيين.
ومنذ الثلاثاء الماضي، بدأ العدو الصهيوني عملية عسكرية عدوانية على كل محافظة جنين، استشهد خلالها 12 شخصا وأصيب 40 بجراح، في إحصائيات غير نهائية وفق مصادر رسمية فلسطينية.
في السياق ذاته أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» بأن قوات العدو قتلت 34 فلسطينيا، بينهم 6 أطفال، في الضفة الغربية المحتلة، منذ مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري.
المصدر لا ميديا