سياسي أنصار اللـه:أمريكا «الملطخـة بالإرهـاب» لا يحق لها تصنيف الدول
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
بعد يومين فقط من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وقع دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف أنصار الله في اليمن "منظّمة إرهابية أجنبية"، وهو القرار الذي كان متوقعاً، خصوصاً بعد فشل الخيارات والتحالفات العسكرية الأمريكية والأوروبية في كسر الحصار اليمني المفروض على الملاحة "الإسرائيلية" أو حماية الكيان الصهيوني من صواريخ صنعاء وطائراتها المُسيّرة المساندة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ينفذها الاحتلال بدعم أمريكي على مدى 15 شهراً.
وبالرغم من التزام صنعاء والقوات المسلحة اليمنية بما أعلنته سابقاً، بأن عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني مرتبطة بالتطورات في قطاع غزة، مؤكدة تخفيض التصعيد في البحر الأحمر وإيقاف الضربات إلى العمق الصهيوني، بمجرد دخول هدنة وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، وإفراجها، أمس الأول، عن طاقم السفينة "الإسرائيلية" جلاكسي ليدر، إلا أن نزعة الانتقام من الشعب اليمني، جراء موقفه من فلسطين، ونجاح قوات صنعاء في تمريغ أنف القوة البحرية الأمريكية، دفعت ترامب إلى الإسراع في اتخاذ هذا القرار، غير مبالٍ بأي تداعيات إنسانية واقتصادية على الشعب اليمني، والتي قد تؤدي، أيضاً، إلى عواقب ربما تطال تأثيراتها المصالح الأمريكية و"الإسرائيلية" ومن يتحالف معهما ضد اليمن، وفقاً لمحللين سياسيين.
وجاء في حيثيات القرار الأمريكي الذي أعلنه البيت الأبيض، الأربعاء الفائت، أن من وصفهم بـ"الحوثيين" أطلقوا النار على سفن البحرية الأمريكية عشرات المرات منذ عام أواخر 2023، واستهدفوا "إسرائيل" بأكثر من 300 قذيفة خلال الفترة ذاتها.
وهذه الهجمات التي نفّذتها صنعاء وتحدّث عنها البيت الأبيض كانت في إطار إسناد غزة لإجبار الاحتلال "الإسرائيلي" على وقف عدوانه، وكانت تستهدف حصراً السفن التابعة للاحتلال وتلك الداعمة له والمتوجّهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، والسفن الأمريكية والبريطانية نتيجة عدوان واشنطن ولندن على اليمن.
إدانة للقرار وتأكيد لموقف اليمن مع فلسطين
المكتب السياسي لأنصار الله، بدوره، أدان قرار واشنطن بإعادة التصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية.. مؤكداً أن الإدارة الأمريكية الجديدة "تهدف من خلال هذا القرار الظالم بحق شعبنا إلى المزيد من الدعم لجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وزيادة معاناة شعبنا ومحاولة ثني اليمن وقواته المسلحة من الاستمرار في إسناد القضية الفلسطينية العادلة".
واتهم سياسي أنصار الله، في بيانه، الولايات المتحدة بـ"التمعن في العداء السافر للشعب اليمني" والاستماتة في دعم الكيان الصهيوني بكل إمكانياتها.. واصفاً الولايات المتحدة بأنها "الملطخة بالإرهاب الدموي عبر تاريخها وأنها ليست في الموقع الذي يؤهلها لتصنيف الدول والشعوب".
وشدد على أن هذه الخطوة "القديمة الجديدة" أصبحت مهزلة لا تستند لأي معايير سوى خدمة الأجندة الصهيونية.. محذراً في ذات الوقت من تبعات هذا القرار على الشأن الاقتصادي والإنساني في اليمن وعلى جهود السلام التي وصلت إلى مرحلة متقدمة.. وداعيا الدول والشعوب الحرة والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى إدانة هذا القرار غير الأخلاقي.
وجدد سياسي أنصار الله العهد مع فلسطين وغزة بالتأكيد على أن اليمن مستمر في موقفه التضامني المبدئي مع الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن "قواتنا المسلحة ستظل في حالة ترقب واستعداد لأي تصعيد عسكري على اليمن ومواجهة خروق الاتفاق في غزة".
في السياق أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في صنعاء، بأشد العبارات إدراج أمريكا لأنصار الله في ما تسمى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وأكدت الخارجية في بيان لها، أن هذا التصنيف يستهدف الشعب اليمني برمته وموقفه المشرف المساند لمظلومية الشعب الفلسطيني ويعكس حجم انحياز الإدارة الأمريكية الحالية للكيان الصهيوني الغاصب.. مشيرة إلى أن "من ينبغي أن يدرج في قوائم الإرهاب الدولية هو من تلطخت أيديهم بدماء المدنيين في غزة ولبنان والعراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من الدول".
وشددت على أن هذا التصنيف لن يزيد صنعاء إلا تمسكاً بموقفها المبدئي الداعم والمساند للشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة، والدفاع عن اليمن ضد كل من تسول له نفسه المساس بسيادتها وأمنها واستقرارها.
ترحيب "إسرائيلي"
في المقابل، احتفت "إسرائيل" ومرتزقة العدوان السعودي الإماراتي على اليمن بالقرار الأمريكي، حيث رحب وزير خارجية الكيان، جدعون ساعر، بتصنيف الإدارة الأمريكية لأنصار الله في قائمة أمريكا للإرهاب.. مباركاً هذه الخطوة التي تأتي خدمة لـ"إسرائيل" وأجندتها في المنطقة.
وأكدت صحيفة معاريف العبرية أن هذا القرار جاء "على خلفية أكثر من 300 هجوم نفذها الحوثيون ضد إسرائيل".
وفي الأثناء رحب من يسمى "رئيس مجلس القيادة الرئاسي" المرتزق رشاد العليمي بالقرار الأمريكي، واصفاً إياه بـ"التاريخي".
وأبدى العليمي شكره الكبير للرئيس ترامب.. مؤكداً التزام حكومته بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لما قال عنه "تنفيذ قرار التصنيف".
فصائل المقاومة الفلسطينيـة:التصنيف الأمريكي وسام شرف وعزة لأنصار الله والشعب اليمني
قوبل القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله في قائمة أمريكا لـ"الإرهاب"، بإدانة واستهجان واسعين من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.
حركة حماس من جهتها أدانت قرار الإدارة الأمريكية إدراج حركة أنصار الله ضمن ما تسمّى "لائحة الإرهاب".
وقالت حماس إن القرار الأمريكي "إجراء انتقامي يستهدف اليمن لدوره النبيل في الوقوف إلى جانب شعبنا في مواجهة حردب الإبادة الصهيونية، وقرارًا لا يخدم ما تعلنه الإدارة الأمريكية عن سعيها لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة".
وأكدت الحركة في بيان أنّ "الكيان الصهيوني وحكومته التي يقودها مجرم حرب هما المصدر الحقيقي للإرهاب والتوتّر في المنطقة، وذلك عبر الاستمرار في أجندتهما العدوانية والتوسعية في المنطقة".
كما طالبت الإدارة الأمريكية بالتراجع عن هذا القرار غير المبرر، والكف عن سياسة الانحياز والتماهي مع سياسات حكومة المتطرّفين الصهاينة، التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من التوّتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
من جهتها أصدرت حركة الجهاد الإسلامي، بياناً، أكدت فيه أن "هذا القرار الظالم ليس تدخلاً سافراً في شؤون الشعوب الحرة فحسب، بل هو أيضاً محاولة واضحة للضغط على قوى المقاومة الشريفة التي وقفت بثبات إلى جانب الحق الفلسطيني ودعمت صمود شعبنا في مواجهة همجية الاحتلال النازي ومجازره".
واعتبرت هذا التصنيف بمثابة "وسام شرف يُضاف إلى سجل تضحيات الشعب اليمني الأبي، الذي أثبت على مدى الأشهر الماضية شجاعة منقطعة النظير وصمودًا بطولياً في وجه قوى العدوان".. مؤكدة وقوف المقاومة والشعب الفلسطيني إلى جانب "الشعب اليمني وحركة أنصار الله، الذين لم يتوانوا يومًا عن تقديم الدعم والإسناد لشعبنا. إن ما يجمعنا هو المصير المشترك والهدف الواحد في مواجهة الاحتلال والاستكبار العالمي".
وفي السياق أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية، بشدة قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف أنصار الله على قوائم ما يسمى "الإرهاب"، وذلك على خلفية دعمهم للشعب الفلسطيني في غزة. واعتبرت الحركة أن هذا القرار يمثل اعتداءً سافراً على الشعب اليمني الشقيق وعلى قيم الإنسانية.، ويعكس انحيازاً جديداً لصالح الكيان الصهيوني، مما يمنحه غطاءً لمواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
كما اعتبرت الحركة أن دعم القوات اليمنية للشعب الفلسطيني هو تدخل عسكري نبيل يهدف إلى وقف الإبادة الجماعية ضد شعب أعزل، وهو ما عجزت عنه المنظمات الدولية. ورأت أن هذا التصنيف الأمريكي لأنصار الله هو بمثابة وسام شرف يدل على نجاحهم في مواجهة الضغوط الأمريكية والصهيونية.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هي الأخرى أدانت بأشد العبارات القرار الأمريكي، مؤكدة أنه يعكس النهج العدواني للإدارة الأمريكية في محاولاتها الفاشلة لكسر إرادة الشعوب الحرة.
وقالت الجبهة في بيان لها: "هذا القرار الذي يأتي بعد سنوات من العدوان والحصار على اليمن لن يغير من الواقع شيئاً، ولن يفلح في ثني اليمنيين عن مواصلة مقاومتهم للمشروع الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة".
وأكدت أن هذا التصنيف "ليس سوى وسام شرف على صدر الأشقاء في اليمن الذين قدّموا الغالي والنفيس دفاعاً عن قضايا الأمة، وفي القلب منها القضية الفلسطينية خاصةً في معركة طوفان الأقصى".
وأدانت حركة فتح الانتفاضة قرار الإدارة الأمريكية.. مشيرة إلى أن "القرار الأمريكي جاء استجابة لضغوط صهيونية، ليمثل انحيازًا واضحًا من الحكومة الأمريكية للكيان الصهيوني الذي لا يتوقف عن ممارسة العدوان والإرهاب، في ظل منظومة دولية متواطئة وغير قادرة عن اتخاذ أي خطوة لوقف الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية على بلادنا وشعوبنا".
وأكَّدت أنَّ حركة أنصار الله تقوم بدورها وواجباتها في مواجهة العدوان والإرهاب وتمارس دورها المشروع في مقاومة الاحتلال والتصدي لتهديداته المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.
كما أدانت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني القرار الأمريكي بوضع أنصار الله في اليمن على قائمة "الإرهاب".
واعتبرت الجبهة التصنيف الأمريكي لأنصار الله يمثل وسام شرف وعزة، والشعب اليمني كان الأوفى بين الشعوب لفلسطين والمقدسات.
وأكدت وقوفها مع الشعب اليمني وقواته المسلحة الذين خلقوا معادلات دولية في البحر الأحمر لصالح أمتنا الإسلامية.
وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل البقاعي، وصف الولايات المتحدة للشعب اليمني بالإرهابيين.
وأكد أن هذا التصنيف "ذريعة لفرض عقوبات غير إنسانية على الأمة اليمنية وهو إجراءً غير مبرر ولا أساس له، وعمل مخالف للقانون الدولي".
واستذكر البقاعي، تضامن الشعب اليمني المشرف مع الشعب الفلسطيني المظلوم ضد الاحتلال والإبادة الجماعية للكيان الصهيوني، ووصف تصرف وزارة الخارجية الأمريكية في وسم الشعب اليمني ينسجم مع دعم الحكومة الأمريكية السابقة في مشاركتها والتواطؤ في القتل والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني لمدة 15 شهرًا في غزة، وصرح بأن مثل هذه الإجراءات الأحادية التعسفية التي لا أساس لها ستزيد من إضعاف سيادة القانون في مجال العلاقات الدولية، وتهدد السلام والاستقرار الإقليميين.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا