في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. المقاومة تحرر أقدم مختطف فلسطيني و120محكوماً بالمؤبد
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
بجهاد المقاومة وصبر أهل غزة تحرر يوم أمس، 200 من المختطفين الفلسطينيين في زنازين العدو الصهيوني، من بينهم أقدم مختطف فلسطيني و120 محكوما بالسجن المؤبد.
وضمن الدفعة الثانية في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وصل إلى رام الله، 114 مختطفاً حيث كان آلاف الفلسطينيين في استقبالهم.
المختطفون الفلسطينيون المفرج عنهم وصلوا عبر 3 حافلات تتبع الصليب الأحمر الدولي، بعد مغادرتها سجن عوفر العسكري التابع للعدو، غربي رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
ولحظة خروج المختطفين من الحافلات، حملتهم الحشود على الأكتاف، وسط هتافات وتكبيرات. وبدت الحالة الصحية متردية لهم، نتيجة ما تعرضوا له من تنكيل في السجون الصهيونية.
كما تحرر 16 مختطفا فلسطينيا، وتم نقلهم إلى خان يونس، بينما 70 مختطفا آخرين نُقلوا إلى معبر رفح عبر معبر كرم أبو سالم.
وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية، قد سلمت أمس السبت، 4 أسيرات من «المجنّدات الإسرائيليات»، هن: المجندة كارينا أرئيف، والمجندة دانييل جلبوع، والمجندة نعمة ليفي، والمجندة ليري إلباج، إلى طواقم الصليب الأحمر، في إطار «الدفعة الثانية»، من عملية تبادل الأسرى بين المقاومة والعدو الصهيوني، وتم الإفراج عنهن مقابل 200 مختطف فلسطيني من زنازين الاحتلال، بينهم 120 من أصحاب «المؤبدات» و80 من ذوي الأحكام العالية، وتم نقلهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنهم من سيواجه التهجير من فلسطين إلى مصر أولاً حيث يتم تحديد الوجهة اللاحقة.
وتجدر الإشارة إلى أنه بحسب بنود الاتفاق، يلتزم العدو بالإفراج عن 50 مختطفاً فلسطينيًا مقابل كل «مجندة إسرائيلية» يتم إطلاق سراحها، بينهم 30 محكومًا بالمؤبد و20 من ذوي الأحكام العالية.
بفضل البندقية
بعد 39 عامًا من التنكيل والانتقام في زنازين العدو الصهيوني، أفرج العدو مرغما عن المناضل الفلسطيني محمد أحمد عبدالحميد الطوس، أقدم مختطف فلسطيني، ضمن الدفعة الثانية في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.
ويطوي الطوس، الملقب بعميد الأسرى الفلسطينيين، من بلدة الجبعة ببيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، 39 عامًا أمضاها في زنازين العدو، بعد اعتقاله عام 1985.
واعتقل الطوس في تشرين الأول/ أكتوبر 1985، وهو محكوم بالسجن المؤبد على خلفية تنفيذه مع مجموعته العديد من العمليات العسكرية ضد أهداف عسكرية للعدو، وأُصيب في حينه إصابات بالغة.
وخلال سنوات اختطافه، واجه الطوس عمليات تنكيل وانتقام على كافة المستويات، فعدا الإصابات الخطيرة التي تعرض لها خلال عملية اعتقاله برصاص القوات الصهيونية، والتحقيق الطويل والقاسي معه، هدم الاحتلال منزل عائلته 3 مرات.
ورفض الاحتلال الصهيوني الإفراج عن الطوس في كافة صفقات التبادل والإفراجات التي تمت على مدى سنوات اعتقاله، إلى جانب رفاقه من المعتقلين القدامى، وكان آخرها عام 2014، حين رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين القدامى في حينه، وهو من بينهم.
بعد عام من ذلك، تفاقم الوضع الصحي لزوجته، ودخلت في غيبوبة لمدة عام كامل، إلى أن توفيت عام 2015، دون أن يتمكن من وداعها.
كما يعد الطوس من المختطفين القدامى منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وعددهم اليوم 21 أسيرًا، بعد ارتقاء الشهيد وليد دقة، السنة الماضية.
إلى جانبهم 11 معتقلاً من محرري «صفقة وفاء الأحرار» المعاد اعتقالهم، وكانوا معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، وجرى تحريرهم عام 2011، ثم أعيد اعتقالهم عام 2014، وأبرزهم الأسير نائل البرغوثي.
وإجمالا، يختطف العدو الصهيوني حاليا أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني في سجونه.
70 مختطفا إلى مصر
أعلنت حماس والجهاد الإسلامي أمس، أن وفدين قياديين من الحركتين سيزوران القاهرة للقاء مسؤولين مصريين واستقبال المختطفين المبعدين ذوي المؤبدات والمحكوميات العالية الذين جرى تحريرهم من السجون الصهيونية ضمن دفعة التبادل الثانية.
وقال الناطق باسم حماس، حازم قاسم، في بيان إن «الوفد القيادي برئاسة محمد درويش سيلتقي خلال الزيارة بالمسؤولين المصريين».
وأضاف أن «الوفد القيادي سيكون في استقبال الأسرى المبعدين الذين من المتوقع وصولهم ضمن عملية التبادل الثانية».
وذكرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها، أن «وفدا رفيع المستوى سيتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم السبت، لاستقبال الدفعة المطلق سراحها من الأسرى وإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين».
ووصل 70 مختطفا فلسطينيا إلى مصر على متن حافلات بعد تحررهم من السجون الصهيونية بموجب صفقة تبادل الأسرى المبرمة مع حركة حماس.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، إن هؤلاء الأسرى المفرج عنهم سيختارون بعد ذلك الجزائر أو تركيا أو تونس.
نضال الشرفاء
بقاءً في موضوع تبادل المختطفين قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عقب تسليم الـ4 مجندات «الإسرائيليات» إنه «رغم العدوان غير المسبوق الذي استهدف في همجيته كل شبر بغزة، حافظنا على أسرى العدو التزاما بأخلاقنا وأعرافنا، في وقت حاول فيه الأخير التخلص منهم وملاحقتهم بالاستهداف».
وتابعت الحركة: «اليوم نُرغم المحتل المجرم على فتح أبواب زنازينه لأسرانا الأبطال، وهذا عهدنا لهم بالحرية، ولشعبنا بمواصلة السير معاً على طريق الاستقلال وتقرير المصير».
يد «حماس» العليا
على وقع الظهور المذهل والمنظم لمقاومي كتائب القسام وسرايا القدس وبقية المقاومين بالمئات من بين رماد غزة خلال تسليم الأسيرات «الإسرائيليات»، قال رئيس شعبة العمليات السابق في قوات العدو الصهيوني إسرائيل زيف، إن حركة حماس «تخرج من هذه الحرب، ولاتزال يدها هي العليا، بعد وصولها إلى وقف لإطلاق النار ومحافظتها على سلطتها في قطاع غزة»، وذلك في حديث إلى «القناة 12» التابعة للعدو.
في السياق نفسه، أكد المسؤول السابق في «الشاباك»، عيدي كرمي، أنّ «إسرائيل تدفع الآن ثمن الفشل والكارثة والغطرسة في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023».
وفي حديث إلى «القناة 13» التابعة للاحتلال، قال كرمي إنّ كل ما تقوم به حركة حماس «منظّم، مع وثائق وأسماء»، بحيث «تحاول أن تظهر كونها المسيطر والقوي، وكجيش منظم».
في سياق متصل، أكدت «القناة 12» كذلك، في وقت سابق، أنّ حماس «لاتزال هي القوة الوحيدة القادرة على الحكم في قطاع غزة»، بعد 15 شهراً من الحرب، التي مثّل القضاء على الحركة أحد أهدافها الرئيسة.
وعقب بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، علّق محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» «الإسرائيلية»، عاموس هرئل، على ظهور المئات من عناصر حماس على بعد بضعة كيلومترات من المكان الذي كانت توجد فيه قوات العدو الصهيوني، حتى قبل بضعة أيام فقط، موضحاً أنّ الحركة «أظهرت من خلال عرضها قوتها العسكرية وعلامات الحكم المدني».
وشدّد هرئل على أنّ الحقيقة تكمن في أنّ «إسرائيل خسرت الحرب إلى حد كبير، في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023». ومنذ ذلك الحين، «كان كلّ ما فعلته إسرائيل محاولةً لتقليل بعض الضرر»، وفقاً له.
الألعاب القذرة
في تطور خطير يمس بسلامة المضي في خطوات «اتفاق وقف إطلاق النار» يستمر العدو الصهيوني في إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله في خرق خطير للتفاهمات.
وقالت حركة حماس في بيان لها أمس، «مازال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمواصلة إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال.
وأضافت: «إننا نحمل الاحتلال مسؤولية أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق وتداعيات ذلك على بقية المحطات».
ويستغل العدو الصهيوني ملف الأسيرة «الإسرائيلية» أربيل يهودا لعرقلة عودة النازحين شمالي قطاع غزة.
وأعلن مكتب رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، أمس السبت، أن الكيان لن يسمح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، حتى يتم ترتيب الإفراج عن المحتجزة أربيل يهودا.
من جانبها أوضحت المقاومة أن سبب التأخر في الإفراج عن الأسيرة المذكورة هو بسبب الجانب الصهيوني وهمجيته العسكرية، وقال مصدر في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، إن تأخر إطلاق سراح الأسيرة «الإسرائيلية» أربيل يهودا يعود إلى «معوقات أمنية»، وفقًا لتصريحات أدلى بها لصحيفة «العربي الجديد».
ونقلت صحيفة «العربي الجديد» عن المصدر أن قوات الاحتلال قصفت مكان احتجاز يهود قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بيوم واحد. وأشار إلى أنه جرى التأكد من سلامة المحتجزة، البالغة من العمر 29 عامًا، وأنها على قيد الحياة.
وبحسب المصدر، فإن القصف أدى إلى انقطاع الاتصال بين آسري يهودا وقيادتهم في «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، لعدة أيام، قبل استعادته والتأكد من سلامتها.
وأوضح المصدر أن هناك خلافًا آخر ظهر لاحقًا، حيث تعتبر حركة الجهاد الإسلامي أن المحتجزة أربيل يهودا ليست مدنية، خلافًا لما أعلن عنه الجانب الصهيوني، حيث تعمل ضمن «برنامج الفضاء التابع لقوات الاحتلال»، وتؤدي «مهام استخبارية»، الأمر الذي قد يؤثر على قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم مقابل إطلاق سراحها.
شهداء الهدنة
برغم «اتفاق وقف إطلاق النار» في غزة إلا أن العدو الصهيوني لازال يسفك الدم الفلسطيني ويمارس إجرامه المعهود.
وقال مستشفى العودة بقطاع غزة إنه وصل إليه شهيد و3 إصابات جراء إطلاق الاحتلال النار تجاه تجمعات للنازحين الذين ينتظرون العودة إلى شمالي القطاع.
المصدر لا ميديا