تقرير / لا ميديا -
استشهد 22 شخصاً وأصيب نحو 130 آخرين، أمس الأحد، من جراء اعتداء صهيوني غاشم قامت به قوات العدو الصهيوني ضد نازحين لبنانيين حاولوا العودة إلى قراهم الحدودية، بعد انقضاء المهلة المتفق عليها في «اتفاق وقف إطلاق النار» في لبنان لانسحاب الاحتلال من تلك القرى.
وانتهك العدو الصهيوني، أمس، «اتفاق وقف إطلاق النار» الموقع بينه وبين حزب الله في27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، بشكل خطير قد ينسف الاتفاق برمته، بعد أن استهدف بشكل مباشر بنيرانه مئات الأشخاص الذين حاولوا الدخول إلى قرى في جنوبي لبنان.
وأعلن الجيش اللبناني «استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين الضهيرة - صور، وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل - مرجعيون، نتيجة استهدافهما بإطلاق نار من قبل قوات الجيش الصهيوني، في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية».
وشهدت مناطق واسعة في الجنوب اللبناني مواكب كبيرة للنازحين العائدين إلى قراهم، مكونة من مئات السيارات والعربات يرفع بعض ركابها شارات النصر ورايات حزب الله، وتوجهت صوب القرى التي نزحت منها جراء عدوان الاحتلال على لبنان المستمر منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
ورغم الاعتداءات الصهيونية على النازحين العائدين لم ينثنِ المئات عن مواصلة العودة، وقام الأهالي بفتح عدد من الطرق المغلقة من قبل العدو الصهيوني وإزالة السواتر الترابية التي وضعتها قوات الاحتلال في المناطق الحدودية جنوبي لبنان، حتى يتمكنوا من العودة إلى مناولهم.
وانتهت، أمس الأحد، مهلة انسحاب قوات الاحتلال من جنوب لبنان بموجب «اتفاق وقف إطلاق النار» مع حزب الله؛ لكن العدو الصهيوني أبقى على انتشار قواته، متهماً لبنان بـ«المماطلة» في تنفيذ تعهداته.
ومع انقضاء مهلة الـ60 يوماً التي تلزم العدو الصهيوني بالانسحاب، أصدر المتحدث باسم قوات الاحتلال، في وقت مبكر من صباح الأحد، بياناً يحظر فيه على اللبنانيين العودة إلى عشرات القرى في جنوب لبنان.
وأعلنت قوات العدو الصهيوني «اعتقال عدد من اللبنانيين» وزعمت أنها قامت بعمليات تصدٍّ «لتهديدات» مزعومة.

 حزب الله: الشعب سلاح المقاومة
في خضم المشهد الساخن للاعتداء الصهيوني على النازحين، وإصرار اللبنانيين على العودة إلى قراهم جنوب لبنان متحدّين قوات الاحتلال التي مروا من أمامها وبجوارها، قال حزب الله تعليقاً على المجريات: «إنّه يوم مجيد من أيام الله، ومشهد مهيب من مشاهد العز والكرامة التي يخطّها شعب المقاومة العظيم، الذي أثبت مرة ‏أخرى أنّه الشعب المتجذّر في أرضه، المتشبث بكل حبة تراب فيه، الحارس الأمين لسيادة الوطن، والذي لا ينحني ‏أمام أي تهديد أو عدوان‎».
وأضاف: «إنّ مشهد العائدين إلى قراهم، حاملين صور الشهداء ورايات المقاومة، يُجسّد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ‏ويؤكد أنّ هذا الشعب بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين يُشكّل السلاح الأقوى للمقاومة، تلك القوة التي لطالما ‏وصفها شهيدنا وعزيزنا، سيد شهداء الأمة، سماحة السيد حسن نصر الله، بأنّها نقطة القوة التي لا ‏يستطيع أن يهزمها أحد».
وأكد حزب الله أنّ «معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي ‏لبنان من غدر الأعداء ليست حبراً على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يومياً، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم».
ودعا حزب الله جميع اللبنانيين إلى الوقوف صفاً واحداً مع أهلهم في الجنوب، «لنجدّد معاً معاني التضامن الوطني، ولنبني ‏سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار. ونشدّد على أنّ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق، مطالب ‏اليوم بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الصهيوني وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا».