قائد البحرية الأميركية:نشعر بالحرج لعدم امتلاك أسلحة مناسبة للتصدي للمُسيّرات اليمنية
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

عادل بشر / لا ميديا -
تتواصل الاعترافات الأمريكية بشراسة المواجهات التي شهدها البحر الأحمر بين القوات المسلحة اليمنية والبحريتين الأمريكية والبريطانية، والتكتيكات والقدرات العسكرية لصنعاء والتي أثبتتها خلال خوضها معركة إسناد الشعب الفلسطيني ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة على أيدي الكيان الصهيوني وبدعم أمريكي طوال 15 شهراً الماضية.
فبالإضافة إلى الإخفاق الأمريكي في حماية الكيان الصهيوني من الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، اعترف قادة في البحرية الأمريكية بأنهم يشعرون بالخجل من فشل التكنولوجيا العسكرية للولايات المتحدة، بالرغم من ضخامتها، في التصدي، بالشكل المناسب، للطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية في هجماتها على حاملات الطائرات والبوارج المرافقة لها في البحر الأحمر.. مؤكدين في ذات السياق أنهم يعملون، حالياً، على الاستفادة مما وصفوها بـ«دروس الحوثيين» وتكتيكاتهم في البحر الأحمر، لابتكار تقنيات دفاعية جديدة تتناسب مع «تهديدات الصواريخ والطائرات بدون طيار في بيئة قتالية معقدة بشكل متزايد، كما حدث في البحر الأحمر».
حول هذا نشرت مجلة «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية المعنية بالشأن العسكري، أمس، تقريراً، تضمّن اعترافات قائد البحرية الأمريكية بالخطورة الكبيرة التي واجهوها في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، المساندة للشعب الفلسطيني.
ونقلت المجلة عن الأدميرال داريل لين كودل، رئيس قيادة قوات الأسطول الأمريكي، القول بأن «البحرية الأمريكية تشعر بالحرج لعدم امتلاكها الأسلحة الليزرية التي بإمكانها التصدي للطائرات بدون طيار».
وأضاف: «يجب على الخدمة البحرية أن تشعر بالحرج من ظروفها الحالية واستعدادها للمعركة».
وحذر الأدميرال كودل من أن وزارة الدفاع الأميركية «تواجه حرب استنزاف لا تستطيع أن تخسرها، ولكنها لا تستطيع أن تخوضها حرفيا».
وقال: «كما رأينا على مدى أكثر من 15 شهرا منذ تم نشر السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية في الشرق الأوسط لحماية الشحن التجاري من الحوثيين، يتم استخدام صواريخ الدفاع الجوي بملايين الدولارات لإسقاط طائرات بدون طيار تكلف عشرات الآلاف من الدولارات أو أقل».
ولا يعد كودل أول مسؤول في البحرية الأميركية يصرح صراحة بضرورة بذل المزيد من الجهود لتسريع تطوير أسلحة الليزر وتزويد السفن الحربية بها لتتمكن من التصدي للطائرات بدون طيار الهجومية، فقد سبق أن أكد على ذلك نائب الأدميرال بريندان ماكلين، وفقاً لـ«ناشيونال إنترست».
وأوضحت المجلة أن الكونجرس الأمريكي، منح وكالة الدفاع الصاروخي (MDA) السلطة للبحث والتطوير لتكنولوجيا الليزر لاستخدامها في تطبيقات الدفاع الصاروخي الباليستي والأسرع من الصوت، إلا أن السؤال المطروح الآن -بحسب المجلة- هو لماذا لا تستطيع البحرية الأميركية التوصل إلى سلاح طاقة موجه بالليزر؟ والإجابة هي أنه ربما يكون بوسعها أن تفعل ذلك، ولكن مدى فاعليته يظل غير واضح.
وأضافت أن «مثل هذه المنصات تتطلب قدرًا كبيرًا من الكهرباء. ويمكن لأشعة الليزر في الأسلحة التي يبلغ مداها 100 كيلو وات أن تهاجم الطائرات بدون طيار، والقوارب الصغيرة، والصواريخ، والمدفعية، أو قذائف الهاون؛ في حين يمكن استخدام الأسلحة التي يبلغ مداها 300 كيلو وات ضد جانب جسم صاروخ كروز لتدميره أو إخراجه عن مساره. وسوف يتطلب الأمر سلاحًا يبلغ مداه 1 ميجا وات (1000 كيلو وات) لاستهداف الصواريخ الباليستية أو الأسرع من الصوت، وحتى ذلك قد يقتصر على حرق جانب جسم الصاروخ، وهو ما لن يكون كافيًا لإيقاف الصاروخ تمامًا».
وأشارت إلى أنه «علاوة على ذلك، استغرق اختبار الليزر في سلاح فئة 150 كيلو وات 15 ثانية من إطلاق النار المستمر لتدمير طائرة بدون طيار محمولة جواً. والمشكلة الأخرى هي مدى أسلحة الليزر حاليًا، والذي يقل عن ميل واحد. قد يبدو هذا كأنه مسافة كبيرة، لكن الصاروخ اليمني الذي دمره نظام Phalanx CIWS على المدمرة USS Gravely في كانون الثاني/يناير 2024 كان على بعد ميل واحد، وعلى بعد ثوانٍ فقط من الاصطدام».
وخلص تقرير المجلة الأمريكية إلى القول: «في أفضل الأحوال، يمكن أن تكون أشعة الليزر جزءاً من الدفاع الجوي، وليس بديلاً عن صواريخ الدفاع الجوي والصواريخ والأسلحة الأخرى».
في سياق موازٍ نشر موقع 19 Forty Five الأمريكي المختص بالأمن القومي والدفاع تقريراً بعنوان «هل يستطيع الحوثيون إغراق سفينة حربية أمريكية بصاروخ أو طائرة بدون طيار؟».
وأفاد التقرير بأن البحرية الأمريكية تسعى إلى إيجاد ابتكارات تسليحية جديدة، إلى جانب العمل على ترقيات البرامج والتكنولوجيا الدفاعية الحالية، بهدف «ضمان حماية السفن الحربية من تهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ في بيئة قتالية معقدة بشكل متزايد»، في إشارة إلى المواجهات التي شهدها البحر الأحمر خلال الخمسة عشر شهراً الماضية.
وأوضح التقرير أن البحرية الأمريكية «تعمل بشكل مكثف على حصاد وتنفيذ الدروس المستفادة من تجربة الحوثيين في القتال في البحر الأحمر، للابتكار وتطوير قدراتها الدفاعية ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ».
وقال قائد مجموعة حاملة الطائرات الضاربة الثانية في البحر الأحمر، الأدميرال جافون حكيم صادق، لصحيفة «واريور» الأمريكية، إن البحرية تحلل «الدروس المستفادة من هجمات البحر الأحمر والحوثيين وتستكشف تطبيقات الأسلحة الجديدة ومفاهيم العمليات للاستعداد لتهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ المستقبلية ضد سفنها وأصولها».
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا