تقرير / لا ميديا -
في يوم تاريخي انتزعته المقاومة الفلسطينية بالسلاح والدم والنضال البطولي، أٌجبرت قوات العدو الصهيوني أمس الأحد، على الانسحاب من «محور نتساريم» العسكري، وذلك خضوعا لشروط المقاومة ضمن المرحلة الأولى من «اتفاق وقف إطلاق النار» في غزة، والذي دخل أمس، يومه الـ22، بينما تخوض المقاومة مباحثات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وجاء الانسحاب الصهيوني من هذا المحور العسكري الذي أراد العدو بواسطته شطر غزة الى قسمين، بعد إتمام التبادل في الدفعة الخامسة من تبادل الأسرى، إذ أفرجت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، عن 3 أسرى للعدو من وسط القطاع، في حين أطلق الكيان سراح 183 مختطفا فلسطينيا.

حماس: حرب الإبادة فشلت
في أصداء الانسحاب قال الناطق باسم حركة حماس عبداللطيف القانوع، إن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الصهيوني من «محور نتساريم» يمثل استكمالاً لفشل أهداف عدوان الإبادة على غزة.
وأضاف القانوع، أن كل محاولات الاحتلال لبسط السيطرة العسكرية على قطاع غزة وتقسيمه باءت بالفشل أمام بسالة المقاومة وصمود شعبنا.
وأكد أن ما لم يحققه الاحتلال على مدار 15 شهراً من التجويع والإبادة البشرية والتدمير الممنهج بتهجير شعبنا لن يحققه ترامب بالعقار والسمسرة والصفقات.
من جانبه قال مسؤول كبير في حركة المقاومة حماس إن «عدم التزام» العدو الصهيوني بتطبيق كافة بنود اتفاق الهدنة يعرض وقف إطلاق النار في غزة لخطر الانهيار.
وحذر عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم، من أن الاتفاق في خطر، مشيرا إلى أن «ما نراه من مماطلة وعدم التزام في تنفيذ المرحلة الأولى ومحاولة خلق بيئة سياسية ودولية، دبلوماسية وإعلامية، للضغط على المفاوضين الفلسطينيين عند دخوله للمرحلة الثانية، بالتأكيد يعرض هذا الاتفاق للخطر وبالتالي قد يتوقف وينهار».
على الجهة الأخرى، وصل وفد تفاوض للعدو إلى الدوحة، وقال مسؤولون صهاينة إن الوفد لم يحصل على تفويض للخوض في المرحلة الثانية من الاتفاق، في حين ناشدت عائلات الأسرى الصهاينة في غزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التدخل لاستكمال الصفقة ومنع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من إفشالها.
وفي سياق متصل استُشهد 3 فلسطينيين، أمس الأحد، برصاص قوات الاحتلال شرق مدينتي غزة وخان يونس بقطاع غزة.
وقالت مصادر طبية بمستشفى المعمداني في غزة إنّ هناك «3 شهداء برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي حيّ الزيتون جنوبيّ شرقي مدينة غزة».
وأطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطينيين شمالي القطاع بزعم اقترابهم من قواته. ويواصل الاحتلال جرائمه وخروقاته زاعما في الوقت نفسه الالتزام بشروط الاتفاق.
وهدد وزير الحرب الصهيوني، يسرائيل كاتس، عقب جريمة قواته، بإطلاق النار على غزيين واستشهاد 3 منهم، أن كل من يقترب مما زعم أنها «المنطقة العازلة» سيُقتل.

استشهاد أم مع جنينها
على ساحة فلسطينية أخرى، تواجه العدوان الصهيوني، وسّع الاحتلال عدوانه في شمال الضفة الغربية، أمس الأحد، باجتياح واسع لمخيم نور شمس شرق طولكرم، وسط عمليات عسكرية وحشية أسفرت عن استشهاد امرأتين ورضيع.
ووفق الإعلام الفلسطيني استشهدت رهف الأشقر (21 عامًا) وأصيب والدها بجروح. كما استشهدت سندس شلبي (23 عامًا) مع جنينها حيث كانت حاملا بالشهر الثامن، الى جانب إصابة زوجها بجروح حرجة برصاص الاحتلال خلال عدوانه المستمر على مخيم نور شمس.
وشهد مخيم نور شمس عمليات اقتحام وحصار مشدد فرضته القوات الصهيونية مدعومة بالجرافات العسكرية، التي بدأت بتجريف مدخل حي المسلخ، وسط قصف عشوائي وإطلاق نار مكثف، مما أدى إلى وقوع إصابات، بينهم طفل (14 عامًا).
وواصل الاحتلال عدوانه العسكري على محافظات جنين وطوباس وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، في ظل إجبار آلاف العائلات على ترك منازل والنزوح من مناطق سكنهم، وتدمير البنية التحتية وتجريف الطرقات وتفجير وتدمير عشرات المنازل.
في غضون ذلك، قالت كتيبة طولكرم في سرايا القدس إنها تمكّنت من استهداف قوة مشاة راجلة، مؤلفة من 10 جنود، وذلك خلال محاولتها التمركز في أحد المنازل في محور المنشية، في مخيم نور شمس.
وأعلنت الكتيبة أيضاً تحقيق إصابات مؤكّدة في إثر قيامها بتفجير حقل ألغام وعبوات ناسفة، معدّ مسبقاً، في دورية عسكرية.
كما فجّرت كتائب شهداء الأقصى في طولكرم عدداً من العبوات، المعدّة مسبقاً، في جنود الاحتلال وآلياته، في عدة محاور في مخيم نور شمس، محقّقةً إصابات مباشرة أيضاً.

تدمير جنين وتهجير 20 ألفا
في سياق متصل كشف مساعد محافظ جنين منصور السعدي، أمس الأحد، عن تهجير العدو الصهيوني قسراً أكثر من 20 ألف فلسطيني من مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد تدميره بـ»الكامل».
وفي مقابلة إذاعية، بيّن السعدي أن «الاحتلال دمر مخيم جنين بالكامل، وهجّر أكثر من 20 ألف مواطن قسرًا، تاركين خلفهم بيوتهم ووثائقهم وممتلكاتهم الشخصية».
وأضاف السعدي أن ما يجري في مدينة جنين ومخيمها جريمة تستهدف نحو 400 ألف فلسطيني في المحافظة، حيث خلّف العدوان المتواصل خسائر اقتصادية كبيرة، إلى جانب تعطيل العملية التعليمية.
وناشد السعدي المؤسسات الحقوقية والقانونية الدولية كافة «الدخول للمخيم وتوثيق حجم الجريمة الإسرائيلية، لاسيما وأن هناك احتمالية كبيرة لوجود جثامين لشهداء ومصابين، تحت أنقاض المنازل المدمرة».