تعز المحتلة: مرتزقة الاحتلال يسرقون الكهرباء ولا حياة لمن تنادي
- تم النشر بواسطة رفيق الحمودي / لا ميديا

رفيق الحمودي / لا ميديا -
يعاني أبناء تعز في مناطق سيطرة مرتزقة الاحتلال من تصاعد أزمة الكهرباء في ظل سرقات لمعدات وكابلات المحطات الحكومية (محطتي عصيفرة والمخا) وسيطرة المحطات التجارية الخاصة التابعة لقيادات خونجية في المدينة المحتلة، فضلا عن قيام ما تسمى مؤسسة الكهرباء نفسها بتأجير معدات الشبكة لشركات خاصة، في فضيحة أثارت جدلا واسعا.
وفي محاولة للتغطية على أزمة وفضائح قطاع الكهرباء، كان المرتزق رشاد العليمي، المعين من قبل الاحتلال رئيسا لما يسمى مجلس القيادة قد نفذ زيارة تحت جنح الظلام ومدرعات الاحتلال إلى مدينة تعز، في نهاية أغسطس/ آب الماضي، معلنا تدشين ووضع حجر الأساس لمشاريع ادعى أن من شأنها تحسين الخدمات العامة في المدينة ومنها الكهرباء، لكن سرعان ما تكشف كذبه وتعرى زيف تغطيته وخداعه، فما إن غادر المدينة حتى أعلنت سلطات الارتزاق عن رفع فاتورة الكهرباء للحد الذي أثقل كاهل المواطن في تلك المناطق.
ومع أن المرتزق العليمي أعلن كذبا عن منح تعز 30 ميغاوات من الكهرباء، مقدمة من جارة السوء السعودية، إلا أن ذلك ما لم يحدث، بل تم الإعلان عن سرقات متتالية لمحطتي عصيفرة والمخا اللتين تعرضتا لعمليات نهب واسعة طالت أعمدتها وكابلاتها وممتلكاتها من قبل مرتزقة الاحتلال بشقيهم الخونحي والعفاشي.
بحسب تقارير إعلامية فقد نشبت في عدة مرات اشتباكات مسلحة بين تجار كهرباء السوق السوداء وسط مدينة تعز في ظل فوضى العصابات المسلحة التي يديرها قيادات الخونج العسكرية والأمنية.
وبحسب شهود عيان فإن ملاك مولدات كهرباء السوق السوداء يتصارعون بين الحين والآخر على البسط على مساحات وحارات أكبر لزيادة عدد المستهلكين المغلوبين على أمرهم، وكان أولئك المتصارعون قد وصل بهم الأمر قبل فترة إلى الاشتباك المسلح نهارا جهارا عندما حشد كل طرف عصابته ومسلحيه وشرعوا في الانتشار في حي المركزي وحي الخياطين بعد نشوب خلافات فيما بينهم حول سرقة كابلات الشبكة العمومية للكهرباء.
وذكرت مصادر إعلامية ومحلية متطابقة أن اثنين من تجار كهرباء السوق السوداء يعرفان بـ"النقيب" و"العديني" كانا قد حشدا عشرات المسلحين على خلفية نزاع مستمر منذ أشهرا للسيطرة على كابلات الكهرباء الحكومية وسط المدينة والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين من الكهرباء الخاصة (التجارية) التي يتم بيعها بأسعار تصل إلى ثلاثة ريالات سعودية للكيلووات الواحد.
وضمن صراعات المرتزقة على قطاع الكهرباء في المناطق المحتلة من محافظة تعز، كان مالك محطة "يمن كول" التجارية "محمود الزوقري" قد قتل على يد مسلحين بقيادة المرتزق الخونجي بكر صادق سرحان الذي يتجول بعصاباته في شوارع المدينة رغم ثبوت جرائم عديدة ضده.
إلى ذلك تعاني محطة المخا البخارية جنوب غرب المدينة الخاضعة لسيطرة المرتزق "طارق عفاش" لعملية نهب أخرى مماثلة، حيث اعترف منتحل صفة مدير عام كهرباء المخا، عبده حسن ناجي، في تصريح سابق لوسائل إعلام تابعة للمرتزقة أن ثمة عصابة مسلحة قامت بنهب بعض ممتلكات المحطة المتوقفة منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن.
وأشار ناجي إلى أن العصابة قامت بتفكيك الأعمدة وسرقة خطوط التيار الكهربائي، مما أدى إلى تخريب المحطة.. معترفا كذلك بأن هؤلاء اللصوص مدعومون من قيادات مسلحة تتبع المرتزق طارق عفاش وأنهم يبيعون المسروقات بأسعار زهيدة لا تعكس القيمة الحقيقية لهذه الممتلكات العامة.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر محلية وشهود عيان بيع مولد محطة الكهرباء البخارية بالمخا الحكومية لشركة جو جرين باور التجارية، وذلك بعد استكمال بيع وسرقة معدات ومباني ومخازن وكابلات المحطة لشركة "القلزم" التجارية وغيرها من الشركات الخاصة، وحرمان أبناء مدينة المخا ومحافظة تعز والمحافظات المجاورة من التيار الكهربائي طيلة عشرة أعوام.
بدورهم، استنكر أهالي المدينة المحتلة عملية البيع التي وصفوها بالسرقة والعمل المشين، مبدين استياءهم مما حدث.
وقال ناشطون على منصات التواصل إنه بدلا من أن تقوم المؤسسة العامة للكهرباء بتشغيل المحطة وإيصال التيار الكهربائي لمدينة المخا وما جاورها لينعم المواطن فى هذه المناطق كأقل تقدير بالكهرباء العمومية، كانت النتيجة تشليحا للمعدات وتحويل المحطة من حكومية إلى تجارية يستفيد منها الفاسدون واللصوص في المخا، وعلى وجه الخصوص العصابات التابعة للمرتزق طارق عفاش.
أما محطة توليد الكهرباء بمنطقة عصيفرة، وسط مدينة تعز، هي الأخرى تعرضت لعملية نهب منظم من قبل فصائل وعصابات الخونج المسيطرة على المدينة، حيث شهدت عمليات سرقة لمرات عدة، في كل مرة يتم سرقة أجزاء من المولد العام أو الكابلات والمعدات التابعة للمحطة.
ومن بين عديد شهادات وتقارير إعلامية ووثائق تذكر وثيقة قيام مدير المحطة عصيفرة بإعلام المرتزق نبيل شمسان منتحل صفة محافظ تعز عن اقتحام مُسلحين يستقلون أطقما ترافقها سيارات نقل للمحطة ونهب معدات وقطع غيار ونقلها على عدة دفعات إلى جهة مجهولة.
إدارة المحطة أكدت في خطاباتها المتكررة، والتي تناقلتها وسائل إعلام مختلفة، عدم تمكنها من دخول المحطة لحصر المعدات التي تم نهبها من المحطة، بعد منعها من الدخول من قبل المسلحين المتواجدين هناك والذين سهلوا لمجاميع مسلحة أخرى عملية نهب أخرى، مخلية مسؤوليتها في الحفاظ على معدات المحطة من النهب والسلب، وداعيةً سلطات الارتزاق إلى اتخاذ ما يلزم وإعادة ما تم نهبه من قبل عصابات الخونج.
المصدر رفيق الحمودي / لا ميديا