سيد كل الجهات ودمعة الطفّ الخالدة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

إعداد علي عطروس -
تتهيأ الأرض بما تستطيع من الكبرياء لتشييع جثمانك الطاهر إلى مثواه، وتصطف القلوب صلاة في الضاحية الجنوبية، وقد أقبلت إليها من كل حدب وصوب، فكل أرض وبلد وصقع حاضرة هنا بأسمائها ومعانيها، تشارك لبنان يومه المشهود، إلا مرابض الشيطان وحدها الغائبة عن المشهد، حيث لا مكان لها هنا ولا لأسمائها ومعانيها.
اليوم يا سيد الأرض تشيعك الأرض مع رفيق دربك السيد هاشم صفي الدين، وتواري جسديكما الطاهرين مثواهما، هناك حيث النبيين والشهداء.
اليوم يُصنع تاريخ جديد هناك على أرض الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث الاستعدادات والترتيبات تجري منذ شهر، والجهات المنظمة تستنفر كل طاقاتها وجهودها لإتمام إجراءات التشييع وتسهيل الوصول من كل المناطق، فالكل مدعو إلى المناسبة، والحشود غير المسبوقة جاءت لتوديع سيدها، سيد المقاومة، سيد الأمة.
أحصيت مشاركة نحو 79 دولة بين مشاركات شعبية ورسمية، ما يعكس المعنى الذي يتضمنه هذا الحضور، والبعد الخارجي والإقليمي والدولي لقائد بمكانة وحجم نصر الله، ومدى تأثيره وحضوره في قلوب أحرار وشعوب العالم. أما اللبنانيون فهم أهله، وهم أصحاب الشأن، حيث جاؤوا من كل المناطق والأرجاء، شيباً وشباناً وأطفالاً، يشيعون سيدهم ورفيق دربه، اللذين استشهدا في دروب الإباء كجدهما الحسين عليه السلام.
إنه «طوفان الوفاء» الذي يكتب من خلاله المشيعون حرفياً فصول مرحلة جديدة عنوانها أن الوفاء قائم، والتمسك بعقيدة المقاومة والأرض والديار ممتدة لا تتوقف عند رحيل قائد، ولا تنهزم أمام المؤامرات، مثلما أنه رسالة وفاء من قوى المقاومة في فلسطين واليمن والعراق وإيران وأحرار العالم، لمقاومة لبنان التي قدمت أغلى الأثمان في معركة إسناد غزة منذ بداية ملحمة «طوفان الأقصى».
وبحسب القائمين، فإن أكثر من 400 ألف مواطن، من اليمن والعراق وإيران والبحرين والكويت ومسقط، وأحزاباً ووفوداً من كل دول العالم، وصلوا إلى بيروت للمشاركة في الحدث الجلل.
اليوم إذن تضج العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية بحشود المشيعين، الذين جاؤوا من أصقاع العالم المختلفة، تأكيداً على بقائهم على العهد مع محور المقاومة ضد قوى الطغيان والاستكبار العالمي، وتأكيداً على التزامهم نهج وطريق التضحية الذي جسده الشهيدان العظيمان على طريق القدس.
المصدر لا ميديا