انهيار يشمل كافة مناحي الحياة وتظاهرات غضب عارمة تجتاح المدينة.. عدن تلفظ أنفاسها
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
المدينة التي اتُّخِذت في لحظة زهو كاذبة عاصمة لشرعية فندقية مكونة من حكومة ومجلس رئاسي وقوات احتلال ومرتزقة من أصناف شتى، هي نفسها التي حولها ذلك الاحتلال وتلك الحكومة ومجلسها الرئاسي إلى كومة قش في طريقه إلى الاحتراق، وها هي تحترق وتلفظ أنفاسها وملامحها، كمدينة كان يقال لها عدن.
تشهد مدينة عدن المحتلة أوضاعا كارثية شملت كافة مناحي الحياة، في ظل انعدام الخدمات واستمرار تهاوي العملة بشكل يكاد يكون يوميا مع ما يصاحب ذلك من ارتفاع متواصل لأسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، فضلا عن سياسة التجويع الممنهجة التي يتخذها الاحتلال ومرتزقته ضد أبناء المدينة، والفشل الذريع لحكومة ورئاسي الفنادق، بحيث أصبح كل شيء فيها ذاهبا إلى الكارثة.
وحذر مراقبون من مجاعة بدأت تلقي بظلالها على المدينة، حيث المئات من الأسر لم تعد تجد قوت يومها ولا كيف تحصل على حفنة دقيق تسد بها رمقها، مشيرين إلى أن الجوع تفشى بشكل غير مسبوق وأنه قد يعلن في القريب العاجل عن أُسر ماتت داخل بيوتها من الجوع.
وبحسب المراقبين، فإن سياسة التجويع الممنهجة التي فرضها الاحتلال ومرتزقته على أبناء مدينة عدن وباقي المحافظات المحتلة ستكشف الوجه الحقيقي للاحتلال وبشاعة ما يرتكبه من جرائم في حق المدنيين الأبرياء، انتقاما منهم وإمعانا في تحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
وفي سياق الأزمات الخانقة التي تعيشها مدينة عدن، ارتفعت ساعات انقطاع الكهرباء إلى 20 ساعة يوميا، مما ضاعف معاناة المواطنين وسط موجة حر قاتلة.
وأعلن مساء أمس الأول عن أول حالة وفاة لامرأة في الأربعين من عمرها تدعى أم محمد الصبيحي ماتت اختناقاً وحراً في حي السعادة بمديرية خور مكسر.
كما أعلن أمس عن وفاة الطفل سلطان ناصر مبروك، من أبناء منطقة العريش بعدن، بعد إصابته بفيروس حمى الضنك وبقائه مدة شهر كامل في العناية المركزة بأحد مستشفيات المدينة.
وتفاقمت أزمة الكهرباء بعد توقف “محطة بترومسيلة” التي تعمل بالوقود الخام عن العمل، بالإضافة إلى نفاد وقود الديزل عن بقية المحطات الأخرى.
وخرج آلاف المواطنين في تظاهرات عارمة، أمس وأمس الأول، احتجاجا على انهيار الأوضاع المعيشية وانعدام الخدمات وللمطالبة برحيل الاحتلال ومرتزقته عن مدينة عدن.
وقطع المشاركون الشوارع الرئيسية في مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة وأحرقوا الإطارات التالفة، تنديدا بتجاهل حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي لمعاناة الناس والعمل مع الاحتلال على تجويعهم والذهاب بالأوضاع نحو الكارثة على كافة المستويات والأصعدة حيث الخدمات منعدمة والأوضاع منفلتة والجرائم متفشية والفساد ينخر في كل مكان والأسعار ترتفع يوما بعد آخر والجرع تنهال على رؤوسهم دون رحمة، فضلا عن تردي العملة المتواصل بحيث تجاوز سعر الدولار الواحد حاجز 2550 ريالا، دون أي إصلاحات اقتصادية تذكر.
وتوعد المحتجون باستمرار مظاهراتهم واحتجاجاتهم المطالبة بطرد حكومة الفنادق ووضع حد للانهيار الاقتصادي وتردي الخدمات الأساسية.
إلى ذلك، وصف الصحفي المرتزق فتحي بن لزرق الأوضاع في عدن وباقي المحافظات المحتلة بأنها تتجه نحو انهيار كارثي شامل، حيث «الخدمات تتلاشى، والريال اليمني يهوي أسبوعًا بعد آخر، فاقدًا ما لا يقل عن مائة ريال من قيمته كل سبعة أيام، في أسوأ سقوط اقتصادي عرفه اليمن في تاريخه»، مؤكدا أن «كل المؤشرات تنذر بانهيار شامل لكل شيء: حياة الناس، معيشتهم، قدرتهم على شراء أبسط الاحتياجات، تفشي الجوع، تفشي المخدرات والجريمة، المحلات التجارية تغلق أبوابها تباعًا، والأسواق تفرغ كأن المدينة تلفظ أنفاسها الأخيرة».
وتابع بن لزرق في منشور له مخاطبا حكومة الفنادق: «أجزم أنكم ستقرؤون في القريب العاجل عن أُسر ماتت داخل بيوتها من الجوع، وشخص ارتكب جريمة فقط ليطعم أطفاله، وامرأة قتلت زوجها لأنه فشل في توفير أدنى مقومات الحياة لأسرته»، مشيرا إلى أن ما يحدث «وصمة عار لا تمحى، وجريمة مكتملة الأركان بحق شعبٍ أعزل».
المصدر لا ميديا