في حدث غير مسبوق من حيث النوعية والتوقيت والنتيجة.. اليمن يضرب «بن غوريون» بصاروخ فرط صوتي
- تم النشر بواسطة عادل عبده بشر / لا ميديا

تقرير: عادل بشر / لا ميديا -
ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تستهدف فيها القوات المسلحة اليمنية مطار بن غوريون (اللد) في يافا المحتلة، بحسب ما توعد به الناطق العسكري اليمني، بأن الهجمات باقية ما بقي الاحتلال يرتكب المجازر في غزة.
وفي حدث غير مسبوق من حيث النوعية والتوقيت والنتيجة، نفذت القوات المسلحة اليمنية، أمس، ضربة صاروخية استهدفت مطار بن غوريون بشكل مباشر، متجاوزة طبقات الدفاع «الإسرائيلية» والأمريكية، عالية المستوى. كما يأتي هذا الهجوم في ذروة سياسية حساسة بالنسبة لحكومة الكيان الصهيوني، التي لم يدم طويلا تفاخرها بالهيمنة العسكرية من دمشق وحتى صنعاء، بحسب تصريحات مسؤولين «إسرائيليين» في وقت سابق من العام الجاري، مؤكدين أن «إسرائيل» أصبحت آمنة وبعيدة عن «نيران الخصوم»، فجاء الصاروخ اليمني ليبدد هذا التفاخر ويفجر بالون «القوة العظمى» المنتفخ بهواء الزيف وغازات التضخيم الإعلامي.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، تنفيذ عمليتين عسكريتين جديتين استهدفت الأولى مطار اللد «بن غوريون» في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي، والثانية استهدفت بطائرة مسيّرة نوع يافا، هدفا عسكريا للعدو الصهيوني في عسقلان المحتلة، وذلك في إطار «نصرة الشعب الفلسطيني، ورفضاً للإبادة الجماعية في قطاع غزة».
وأكّدت القوات المسلحة في بيان متلفز تلاه المتحدث العسكري العميد يحيى سريع، أن الصاروخ أصاب هدفه بنجاح، وفشلت منظومات الدفاع الأمريكية و«الإسرائيلية» في اعتراضه.
وأشار البيان إلى أن من نتائج العملية «هروب أكثر من ثلاثة ملايين صهيوني إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار بشكل كامل ولأكثر من ساعة».
وجدّدت القوات المسلحة اليمنية تحذيرها لشركات الطيران العالمية من مواصلة رحلاتها إلى مطار «بن غوريون» كونه أصبح غير آمن لحركة الملاحة.
وفي العملية الثانية أفاد البيان بأن سلاح الجو المسيّر في القوات المسلحة اليمنية، نفذ عملية عسكرية بطائرة يافا استهدفت هدفاً حيويّاً للعدو الصهيوني في عسقلان المحتلة.
وأكّد البيان أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في دعمها وإسنادها للشعب الفلسطيني المظلوم حتى وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار عنها، مهما كانت التداعيات.
سلاح استراتيجي جديد
وتعد هذه المرة الثانية التي تعلن فيها القوات المسلحة اليمنية استخدام «صاروخ فرط صوتي» دون الإشارة إلى اسم الصاروخ، وذلك بعد العملية التي ضربت هدفاً صهيونياً في منطقة حيفا المحتلة، أواخر نيسان/ أبريل الفائت، بصاروخ باليستي فرط صوتي.
وأرجع خبراء عسكريون عدم إفصاح قوات صنعاء عن اسم الصاروخ المستخدم في العمليتين، إلى ما وصفوه بـ»المفاجآت» التي لم تكشف عنها بعد القوات المسلحة اليمنية.. مشيرين إلى تقديرات بأن الصاروخ المستخدم في ضرب مطار بن غوريون، أمس، هو «سلاح استراتيجي جديد» ربما تزيح صنعاء الستار عنه في الأيام القادمة.
وكان الخبير العسكري الاستراتيجي العميد مجيب شمسان، قد أكد في تصريح لـ«لا» الأسبوع الفائت، أن «الجيش اليمني طوّر صواريخه وأسلحته الاستراتيجية بما جعلها قادرة على تجاوز منظومات الرادار والدفاعات الإسرائيلية والأمريكية وغيرها»، موضحاً أن هناك «مفاجآت قادمة في التصنيع والتطوير العسكري اليمني ربما يُكشف عنها قريباً، بما في ذلك صواريخ فرط صوتية بحرية».
وبحسب خبراء عسكريين فإن جميع منظومات الدفاع الجوي «الإسرائيلية» كـ»القبة الحديدية»، و«مقلاع داود»، ومنظومتي «ثاد» و»حيتس 3»، بالإضافة إلى منظومة «باتريوت» الأمريكية أخفقت في كشف الصاروخ اليمني واعتراضه. معتبرين أن ذلك يمثل فشلا كبيرا على عدة مستويات، كما يدلل على غياب الإنذار المبكر بشأن الهجوم الذي جعل وقع المفاجأة كبيرا على الأوساط العسكرية والأمنية «الإسرائيلية»، خاصة مع استخدام القوات اليمنية تكتيكات جديدة أو أنواع متقدمة من الصواريخ فرط صوتية التي تجاوزت الطبقات الدفاعية الجوية بسرعة فائقة تفوق القدرات المعتادة لهذه المنظومات.
إصابات وتعليق رحلات واعتراف بالفشل
في ذات الإطار قال إعلام «إسرائيلي» إن قيادة منظومات الدفاع الجوي جيش الاحتلال فتحت تحقيقا عقب سقوط صاروخ يمني بمطار بن غوريون.
ونقلت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» عن مصدر عسكري قوله إن منظومتي «ثاد الأمريكية و»حيتس» الصهيونية حاولتا اعتراض الصاروخ اليمني لكنهما فشلتا، في وقت توجه ملايين المستوطنين إلى الملاجئ.
كما أوضحت «القناة 12» العبرية أن الصاروخ اليمني تجاوز 4 طبقات للدفاع الجوي وسقط في قلب المطار، وأسفر عن حفرة بعمق 25 مترا، مشيرة إلى أن الرأس الحربي للصاروخ «كان كبيرا للغاية، مما تسبب في موجة انفجارات هائلة».
وأكد الإسعاف «الإسرائيلي» أنه قدّم العلاج لـ8 مصابين بسبب سقوط الصاروخ في مطار بن غوريون.
وأعلنت 9 شركات طيران، إلغاء رحلاتها إلى «تل أبيب» أمس.
وقالت «القناة 13» العبرية إن شركات طيران «لوفتهانزا» (الألمانية) والخطوط الجوية السويسرية والنمساوية والهندية والإيطالية وطيران أوروبا والخطوط الجوية المتحدة «يونايتد إيرلاينز» الأمريكية وشركة «رايان إير» العملاقة، ألغت رحلاتها المقررة، أمس إلى «تل أبيب».
ولاحقا أعلنت الشركة المجرية «ويز إير» للطيران منخفض التكلفة، إلغاء رحلاتها إلى «إسرائيل» حتى صباح الثلاثاء، وعادت طائرة تابعة لشركة طيران الهند، كانت في طريقها إلى «تل أبيب» إلى نيودلهي، بعدما كانت تحلق في سماء الأردن، كما تأخرت رحلة تابعة لشركة الخطوط الجوية البريطانية في المطار بلندن لمدة ساعتين.
إلغاء اجتماع الوزراء
وفي حين قال الإعلام العبري إن «القيادة الأمنية قلقة للغاية من الإخفاق في صد الصاروخ اليمني الذي استهدف مطار بن غوريون» أفاد موقع «والا» العبري بإلغاء اجتماع مجلس الوزراء الأمني بسبب إطلاق الصاروخ من اليمن، كما توقفت حركة القطارات في المنطقة لساعات عديدة.
ونقلت «القناة 7» العبرية عن القائد السابق لمنظومات الدفاع الجوي في «إسرائيل» أنه يجب فتح تحقيق لفهم نتائج ما حصل في المطار.
وتناقلت وسائل إعلام عبرية، ومستوطنون ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، للحظة وصول الصاروخ اليمني إلى هدفه في مطار «بن غوريون»، وأظهرت مقاطع الفيديو آثار الدمار الكبير الذي خلفه الصاروخ.
انكشاف نقاط الضعف
في خط موازٍ قالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية إن فشل الدفاعات الصهيونية والأمريكية في اعتراض الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون «يكشف عن نقاط ضعف إسرائيل واستمرار قدرة الحوثيين على ضرب أهداف بعيدة على الرغم من الحملة العسكرية الأمريكية المستمرة».
وأوضحت أن «هذا الحادث يُمثل خرقا أمنيا كبيرا في أحد أكثر المواقع حماية في البلاد، ومن المرجح أن يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على اعتراض مثل هذه الهجمات على الرغم من نظام الدفاع الصاروخي الذي تتباهى به».
ونقلت الشبكة عن المتحدث باسم مجموعة «لوفتهانزا» للطيران، القول إن «شركات الطيران الألمانية، والسويسرية، والنمساوية، وبروكسل إيرلاينز، ويورو وينجز علقت رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى بعد يوم الثلاثاء 6 مايو».
كما نقلت عن المحلل العسكري في إذاعة الجيش «الإسرائيلي»، أمير بار شالوم، القول إن «الصاروخ أظهر دقة هائلة وقدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية».
وأضاف بار شالوم: «كانت الصواريخ دقيقة للغاية، وأن تكون دقيقة للغاية عند إطلاقها من مسافة 2000 كيلومتر أمرٌ مثير للإعجاب، وعلينا أن نأخذ هذا التهديد على محمل الجد. علينا أن نتحقق مما إذا كان ذلك خطأنا أم أننا نواجه تهديدًا من نوع جديد».
وأكدت «سي إن إن» أن الحملة الأمريكية الواسعة والمكثفة على اليمن، والغارات اليومية على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، فشلت إلى حد كبير في تعطيل قدرة قوات صنعاء على إطلاق الصواريخ الباليستية ضد الكيان الصهيوني، وحتى ضد البحرية الأمريكية نفسها.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا