عادل بشر / لا ميديا -
يواصل الإعلام العبري تسليط الضوء على العمليات اليمنية المتصاعدة ضد العدو الصهيوني إسناداً للفلسطينيين في قطاع غزة، كاشفاً عن الأزمة العميقة التي يواجهها كيان الاحتلال، في ظل عجزه العسكري عن ردع القوات المسلحة اليمنية، وثبوت فشل منظومات الدفاع "الإسرائيلية والأمريكية" في التصدي للصواريخ الفرط صوتية، كتلك التي أُطلقت على "مطار بن غوريون" في "تل أبيب" الأسبوع الماضي، ونجحت في تجاوز المنظومات الدفاعية مرتين متتاليتين في أسبوع.
المحلل العسكري بصحيفة "معاريف" العبرية، آفي أشكنازي، أفاد في مقال تحليلي، أن اليمن بعمليته التي استهدفت مطار اللد "بن غوريون" مباشرة في 4 أيار/ مايو الجاري "لم يكتفِ اليمن بضرب رمز إسرائيلي"، بل خلق عزلة لـ"إسرائيل" عن سائر أنحاء العالم. مؤكداً "عندما تُعلن شركات الطيران المنتظمة عن توقف رحلاتها إلى مطار بن غوريون، نُصبح في عزلة، شئنا أم أبينا".
وفي محاولته لتقييم الوضع، بعد استهداف المطار الذي يُعد العصب الرئيسي للاحتلال الصهيوني، قال أشكنازي: "كان هذا متوقعا، فبعد إطلاق العشرات من الصواريخ والطائرات بدون طيار خلال العام والنصف الماضيين من اليمن على إسرائيل، أصبح من الواضح أنه من المستحيل اعتراض جميع الصواريخ. ومن المستحيل أيضاً بناء جدار فوق سماء إسرائيل يمنع أي صاروخ أو طائرة بدون طيار يمنية من الدخول".
وأوضح أنه خلال الأسبوع الفائت "زاد الحوثيون من وتيرة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل"، لافتاً إلى أن الصاروخ فرط صوتي أصاب مطار "بن غوريون" بشكل مباشر، وهذا يعتبر "إنجازا غير مسبوق للحوثيين"، بحسب وصفه.
وأضاف: "لقد نجحوا في المساس بأحد رموز السيادة الإسرائيلية، كما أنهم نجحوا أيضاً في تحقيق المهمة التي وضعوها لأنفسهم وهي بذل كل ما في وسعهم لعزل إسرائيل عن العالم الخارجي، وهم ينجحون في ذلك بشكل جيد للغاية".
وأكد أشكنازي أن صنعاء وعلى مدار أكثر من عام ونصف، نجحت في تعطيل الملاحة البحرية "الإسرائيلية" في البحر الأحمر، ومنع السفن التجارية من الوصول إلى ميناء أم الرشراش "إيلات" والموانئ الأخرى بفلسطين المحتلة، بما فيها الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وقال: "ركز الحوثيون جهودهم على مهاجمة موانئ حيفا وأسدود ورصيف الطاقة في عسقلان. وفي إحدى الحالات، كادوا أن ينجحوا في ضرب مصفاة النفط ومحطة توليد الطاقة في عسقلان، عندما تحطمت طائرة بدون طيار على بعد أمتار منها".
وهذه المرة الأولى التي يعترف فيها الإعلام العبري بالمواقع الحيوية التي هاجمتها القوات المسلحة اليمنية خلال معركة إسناد غزة، ونجاح الطائرات المسيرة التابعة لصنعاء بتجاوز منظومات الدفاع الجوي "الإسرائيلية" والوصول إلى أهدافها.
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت في أكثر من بيان، استهداف مواقع حيوية في حيفا بصواريخ فرط صوتية، وضرب سفينة في ميناء حيفا بطائرات مسيرة، إضافة إلى مهاجمة أهداف في عسقلان وأسدود، بالمسيرات.

حصار جوي
وحول الحصار الجوي قال المحلل العسكري بصحيفة معاريف: "خلال الشهر والنصف الأخيرين تزايدت نيران الحوثيين وتعرضنا لحصار جوي". مضيفاً: "لقد عادت إسرائيل إلى كونها جزيرة وحيدة".
وسخر أشكنازي من الهجمات التي ينفذها "جيش الاحتلال" ضد اليمن ويستهدف من خلالها المنشآت المدنية والبنية التحتية الخدمية، قائلاً: "من الممكن إرسال خمس أو ربما عشر طائرات مقاتلة، مصحوبة بطائرات التزود بالوقود، وطائرات القيادة والاستخبارات، وطائرات الهليكوبتر للإنقاذ. سيطيرون مسافة ألفي كيلومتر في كل اتجاه، وسيضربون قصرًا أو رافعة أو خزان وقود. سيكون هناك الكثير من النار والدخان وسيموت يمنيون. ولكن هل سيمنع الصاروخ التالي؟ هل هذا سيغير الوضع فعلا؟ لا".
وخلص إلى القول بأنه على "إسرائيل أن تتحرك بطريقة غير تقليدية حتى تستطيع استعادة قدرتها على الردع وإخراج نفسها من عزلتها عن العالم، على الأقل في ما يتصل بالطرق الجوية والبحرية".

انتصار مزدوج
في تقرير آخر قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن الهجوم الصاروخي الجديد الذي شنته القوات اليمنية، الجمعة 9 أيار/ مايو الجاري، مستهدفة مطار "بن غوريون" للمرة الثانية في غضون أيام قليلة، خلق صورة انتصار مزدوجة لصنعاء.. مؤكدة بأن على القادة السياسيين في "تل أبيب" أن يختاروا بين الاعتراف بالفشل أو مواصلة تنفيذ ضربات استعراضية ضد اليمن.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الثاني على المطار، الجمعة الماضية، "لا يقل خطورة عن الهجوم السابق على ذات المطار، من حيث صورة إسرائيل أمام العالم، والضرر التراكمي الذي تتعرض له صناعة السياحة". مشيرة إلى أن "صور آلاف المدنيين الفارين من ساحل تل أبيب بحثاً عن ملجأ هي صورة لانتصار الحوثيين من اليمن، وهذه ليست صورة واحدة، بل إنها تتضاعف وتتضاعف".
وأضافت: "في الأيام الأخيرة، وجدت إسرائيل نفسها تتعامل مع الحوثيين وحدها بدون الأمريكيين، فحتى ترامب أدرك أنه لن يخرج من قضية اليمن بسلام، لذلك فضل التقاعد في الوقت المحدد بأناقة، وتُركت إسرائيل للتعامل مع المشاكل بمفردها".
وشددت الصحيفة العبرية على أن "الأمر متروك للمستوى السياسي لاتخاذ القرار وهو إما الاعتراف بأننا خسرنا الحرب ضد الحوثيين، أو إرسال طيارينا الأبطال على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية لقصف مصانع الإسمنت وإخبار الناس بأننا قصفنا مصنعاً للخرسانة وضربنا الحوثيين بقوة".
وتأكيداً على عدم جدوى الهجمات الجوية التي ينفذها العدو الصهيوني على اليمن، كون المواقع المستهدفة هي منشآت خدمية مدنية وليست عسكرية، تساءلت "معاريف" في تقريرها: "هل مازال هناك خزان وقود آخر متبقي في ميناء الحديدة لم يشتعل بعد ويمكن تصويره جيداً".
يذكر أن كيان الاحتلال شن العديد من الغارات على اليمن في جولات متفرقة، مستهدفاً مينائي الحديدة ورأس عيسى ومطار صنعاء ومحطات الكهرباء بأمانة العاصمة، ويشمل في عدوانه الأخير بعد ضربة "مطار بن غوريون" مصنعي الأسمنت في محافظتي عمران والحديدة.