الاحتلال يقصف مستشفيي ناصر والأوروبي في غزة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
تحت السماء التي أطبقت على أنفاسهم، وفي أرض باتت رمادًا من شدة القصف، يعيش أهالي قطاع غزة معاناة تفوق الوصف، وتفوق القدرة على الاحتمال. يواصل الكيان الصهيوني عدوانه الحاقد على القطاع المحاصر منذ سنوات، في «حربٍ» ليس فيها خطوط حمراء بالنسبة للعدو الصهيوني، حيث لم يَعُد هناك فرق بين مستشفى أو ملجأ، صحفي أو طفل، مقاوم أو مريض.
يوم أمس، كانت طائرات الاحتلال توزع الموت فوق مستشفى ناصر في خان يونس. لم تميز القنابل بين المرضى وطاقم التمريض، وبين من جاء ليحتمي ومن جاء ليُداوي. وفي ذلك الهجوم، ارتقى الصحفي حسن إصليح، الذي لم يسلم من نيران الاحتلال حتى وهو على سرير العلاج من حروق أصيب بها سابقًا. معه، يرتفع عدد الشهداء من الصحافيين إلى 215، وكأن الكلمة باتت جريمة في عرف الاحتلال.
كذلك ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة عندما قصفت محيط مستشفى غزة الأوروبي، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات، وتدمير جزء كبير من البنية التحتية الصحية. مع كل غارة، تزداد المأساة تعقيدًا. المستشفيات لم تعد مستعدة للاستقبال، والجرحى يُنقلون بين أنقاض المستشفيات. وحتى مراكز الإيواء لم تسلم من القصف، كما حدث في إحسان الأغا وجنين.
وحسب وزارة الصحة بغزة، فإن مستشفيات القطاع استقبلت 46 شهيدا و73 مصابا خلال 24 ساعة.
وبذلك بلغ عدد الشهداء في القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أكثر من 52,908، بينهم آلاف الأطفال والنساء، فيما فاق عدد الجرحى 119,000، بينما لايزال أكثر من 10 آلاف تحت الأنقاض. تلك الأرقام، وإن كانت موجعة، لا تختزل حجم المأساة الممتدة، إذ إن غزة باتت مقبرة مفتوحة، وساحة قتل جماعي يمارس العدو الصهيوني فيها الفساد في الأرض كما لم يشهده العالم من قبل.
نتنياهو: الحرب مستمرة حتى لو عاد الأسرى
مع كل هذا الإجرام، يخرج رئيس حكومة العدو الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو متوعدا بالمزيد ومتبجحًا بخطة «إبادة حماس»، ويعلن عن مخطط لطرد سكان غزة إلى خارج القطاع.
وقال نتنياهو وفق إعلام العدو إن «القوات (الإسرائيلية) موجودة هناك. ومن الجائز أن تقول حماس ’إننا نريد تحرير عشرة (أسرى إسرائيليين) آخرين’. حسنا، أحضروهم. سنأخذهم وبعد ذلك ندخل. لكن لن يكون هناك وضع نوقف فيه الحرب. بإمكاننا تنفيذ وقف إطلاق نار لفترة معروفة، لكننا سنمضي حتى النهاية (في الحرب)».
وأشار نتنياهو إلى خطة طرد الغزيين من قطاع غزة، قائلا: «أقمنا مديرية ستسمح لهم بالخروج، لكن مشكلتنا هي أمر واحد، وهي أنه ينبغي أن تكون هناك دول تستقبلهم. ونحن نعمل من أجل ذلك الآن».
لم يخجل نتنياهو وهو يتحدث عن خطط طرد سكان غزة وأهلها وكأنهم فائض بشري لا يستحق الحياة، في محاولة لتكرار نكبة جديدة، بتواطؤ عالمي وعربي.
المقاومة تعلن عمليات جديدة
مع كل هذه الجراح في غزة، تبقى روح المقاومة حية، حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أمس، أنها اشتبكت مع قوة هندسية صهيونية شرق حي الشجاعية وقتلت أحد الجنود كان يقود آلية عسكرية، فيما تواصل وزارة الداخلية في غزة عملها رغم الاستهداف المباشر لقادتها، وآخرهم الشهيد العميد أحمد القدرة، الذي زفته حماس، يوم أمس، شهيدا بعد أن ارتقى في غارات صهيونية.
رصاص الأخ الغادر
في الضفة الغربية الخطر لا يأتي فقط من الطائرات والدبابات الصهيونية، بل من طعنة أخرى تأتي من الخلف. فهناك، حيث تتكرر الاقتحامات والاختطافات الصهيونية، يتكرر مشهد لا يقل قبحًا عن جرائم العدو الصهيوني: أجهزة أمن سلطة عباس تطلق النار مباشرة على مركبة في جنين، فتقتل مسنًا بدمٍ بارد، بعد ساعات فقط من إعدام شاب في مخيم الفارعة.
تعليقا على الجريمة، قالت حركة حماس إنها تظهر مدى الانحدار الذي وصلت له هذه الأجهزة الأمنية وسلوكها الإجرامي المتساوق مع الاحتلال.
وأضافت في بيان أن هذه اللامبالاة والتمادي الفج في سفك الدم الفلسطيني على يد من يُفترض بهم حمايته، لا يمكن أن يفهم إلا بأنه استهتار صارخ بكافة المعايير الأخلاقية والإنسانية لدى قادة وعناصر هذه الأجهزة.
ودعت إلى التحقيق الفوري والعادل في كافة الانتهاكات والجرائم المرتكبة على يد أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية، وإلى ضرورة الإسراع في محاسبة كافة المتورطين في هذه الجرائم بمختلف مستوياتهم.
المصدر لا ميديا