
تقرير / لا ميديا -
خلال 20 شهراً، حوّل العدو الصهيوني قطاع غزة إلى مقبرة جماعية مفتوحة، حيث لا مكان للنجاة، ولا وقت للحزن، ولا سبيل للهرب.
في يوم دامٍ جديد من أيام الإبادة، استُشهد أكثر من 100 فلسطيني، وأصيب ما يزيد عن 200 آخرين، جراء القصف الصهيوني العنيف الذي استهدف مناطق عدة في قطاع غزة، لاسيما شماله.
الدفاع المدني في غزة أعلن عن مجزرة طالت عائلة كاملة، أُبيدت بالكامل، إذ استُشهد 11 فرداً من العائلة تحت أنقاض بيتهم الذي أصبح تراباً. مشهد مروّع! ملامح الطفولة والشيخوخة اختلطت في كفنٍ واحد.
وزارة الصحة في غزة أعلنت أن المستشفيات استقبلت، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 109 شهداء و216 مصاباً، في واحد من أكثر الأيام فتكاً منذ بدء عدوان الإبادة. وبهذا، يرتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 53,119 شهيداً و120,214 مصاباً، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف شخص مفقودين تحت الركام، في كارثة إنسانية لم يشهد لها العصر الحديث مثيلاً.
ويبدو أن آلة القتل الصهيونية لا تريد التوقف، فقد دخل العدوان يومه الـ585، دون أن تلوح في الأفق أي بادرة حقيقية لوقف إطلاق النار، بسبب التعنت الصهيوني، رغم المفاوضات الجارية في الدوحة، والتي باتت تراوح مكانها.
وسائل إعلام نقلت عن مصادر مطّلعة أن المفاوضات تواجه صعوبة في «كسر الجمود»، وهو ما يدل على أن العدو الصهيوني يستخدم استمرار المفاوضات غطاءً لمزيد من المجازر.
حماس: هذه إبادة جماعية والعالم يتفرج
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن العدو الصهيوني ارتكب خلال الساعات الماضية مجازر مروعة، ضمن حرب إبادة شاملة تستهدف الأحياء السكنية، مراكز الإيواء، المستشفيات... في محاولة لفرض معادلات الاستسلام على شعب صامد لا ينكسر.
وقالت الحركة في بيان: «إن مجازر الاحتلال بحق المدنيين تُجسد إصرار حكومة نتنياهو الإرهابية على المضي قدماً في جريمة الإبادة الجماعية، متجاوزةً كل الأعراف، في ظل صمت دولي مُخزٍ وفشل سياسي وأخلاقي غير مسبوق من الأمم المتحدة ومجلس الأمن».
وطالبت «حماس» الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها القومية والدينية والإنسانية، والتحرك الفوري والفعّال لوقف هذه المجازر الوحشية، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، الذي يُعاني من مجاعة خانقة، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.
الضفة الغربية: الصهاينة يحرقون 15 سيارة
النكبة لا تقتصر على غزة؛ ففي الضفة الغربية المحتلة يتكرّر المشهد الدموي نفسه، وإن بأدوات مختلفة نسبياً. اعتداءات الغاصبين وقوات العدو الصهيوني تواصلت بوتيرة متصاعدة، لاسيما في محافظتي نابلس وسلفيت.
خلال يوم أمس فقط، أحرق غاصبون متطرفون 15 مركبة فلسطينية، ضمن سلسلة اعتداءات ممنهجة طالت الممتلكات والمنازل، بهدف التهجير القسري وفتح الطريق أمام مزيد من التوسع الاستيطاني.
في بلدة كفر الديك غرب سلفيت، نفذت قوات العدو الصهيوني اقتحاماً واسعاً، تخلله اعتداء على الأهالي، ومداهمات للمنازل، واعتقالات طالت العشرات. أما في بروقين، فقد تمّ تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لتوسيع مستوطنة «بروخين»، بينما تحاصر قوات الاحتلال البلدة منذ يومين، بحجة البحث عن منفذ عملية إطلاق نار.
وفي المسعودية غربي نابلس، هاجم غاصبون حارس بئر مياه تابعة لبلدية نابلس، وأحرقوا مركبته، في مشهد آخر من مشاهد الإرهاب اليومي الذي يُشرّعه كيان الاحتلال بقوة السلاح والدعم الدولي.
منذ بداية التصعيد الصهيوني في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استُشهد في الضفة الغربية والقدس أكثر من 967 فلسطينياً، وأُصيب قرابة 7,000 آخرين، فيما تجاوز عدد المعتقلين 17,000 فلسطيني، في حملة قمعية لا هوادة فيها.
من غزة إلى صنعاء: تحية من سرايا القدس للشعب اليمني
في زمنٍ يحاول فيه كثير من العرب طمس ملامح القضايا الكبرى، ينهض صوت المقاومة متحداً، من غزة إلى اليمن، ليقول للعالم: مازال في الأمة من يتمسك بقيم الوفاء، ويحمل قضيته في قلبه وسلاحه، ومازال في العالم العربي من يحمل هَمّ فلسطين إلى جانب أهلها.
وفي مشهدٍ تتجلّى فيه وحدة المصير وقوة التضامن بين الشعوب الحرة، عرضت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأربعاء، مشاهد لإطلاق رشقات صاروخية مكثفة استهدفت مستوطنات «غلاف غزة»، أسدود، عسقلان، و»سديروت»، ردّاً على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
واستُهلّ الفيديو، الذي نشره الإعلام الحربي لـ»سرايا القدس»، بتحية عميقة إلى الشعب اليمني، وقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، وإلى ميادين العزة والكرامة في اليمن، وعلى رأسها ميدان السبعين، حيث صدحت حناجر الأحرار بهتافات: «الله أكبر، الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام».
وأكد المقاتلون في الفيديو أن رسائل السيد عبد الملك الحوثي تصل إلى غزة وتنبض في قلب المعركة، حيث قال أحدهم:
«نستمع لخطاب القائد وكأنه حاضر بيننا، يقرأ تفاصيل الحرب، ويرسم بوصلة المواجهة، فله منا كل التحية والإجلال، هو وكل أحرار اليمن، وعلى رأسهم الصوت الجبلي الشامخ العميد يحيى سريع».
كما ظهر في الفيديو أحد المقاتلين وهو يلصق على أحد الصواريخ عبارة: «إهداء إلى الشعب اليمني الحر»، في تعبير رمزي عميق عن الامتنان الفلسطيني للتضامن اليمني الصادق، الذي تجاوز الخطابات ليصل إلى ميادين الفعل والموقف.
كما حمل صاروخ آخر اسم الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، أحد قادة العمل العسكري لـ«سرايا القدس» في الضفة الغربية، الذي ارتقى شهيداً، الجمعة الماضي، بعد اشتباك بطولي في نابلس، حيث حوصر لساعات قبل أن يرتقي مقبلاً غير مدبر.
المصدر لا ميديا