تقرير / لا ميديا -
في اليوم الـ640 من الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، أمعنت آلة القتل الصهيونية في إزهاق الأرواح، وسفك دماء الأبرياء، وتحطيم أمل شعب يطالب فقط بحقه في الحياة.
يومٌ آخر يُسجَّل في سجل العار الصهيوني. 79 شهيداً، بينهم أطفال ونساء، قضوا تحت أنقاض منازلهم في غزة وخيام نزوحهم في خان يونس ودير البلح ورفح، خلال 24 ساعة، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء إلى 57,418 شهيداً، و136,261 جريحاً، وأكثر من 12 ألف مفقود تحت الأنقاض.
العدوان، الذي استؤنف بشراسة منذ 18 آذار/ مارس 2025، أضاف أكثر من 6,800 شهيد جديد إلى سجل الجريمة المتواصلة، بينما أصيب 24,220 آخرون، وسط دمار شامل ونقص خانق في الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل لمنظومة الحياة برمتها.
وشملت الغارات الصهيونية خلال الساعات الماضية مناطق متفرقة من القطاع، بينها مخيم البريج، حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، منطقة المواصي غرب خان يونس، وأحياء سكنية شرق المدينة. وأسفر عن الهجمات دمار واسع، في ظل ظروف معيشية خانقة ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية.

مخطط أمريكي «إسرائيلي» للتهجير
العدو الصهيوني لا يكتفي بالقتل اليومي بوحشية لا توصف، والقنابل وحدها لم تعد تكفي من وجهة النظر الصهيونية.
فخطط «الإنقاذ» المزعومة بدأت تتكشف عن وجهها الاستعماري القبيح. صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية فجّرت فضيحة مدوية كشفت فيها عن توقيع شركة (Boston Consulting Group) الأميركية عقداً بملايين الدولارات لوضع خطة تهجير قسرية تحت اسم «مساعدات إنسانية».
سيناريو مخيف يتضمن «نقل» أكثر من 500,000 فلسطيني من غزة مقابل 9 آلاف دولار للفرد، فيما يُعرف بـ»مشروع أورورا»، في واحدة من أكثر الجرائم بشاعة في القرن الحادي والعشرين.
الكيان المؤقت لا يريد فقط إسكات صوت غزة، بل محو وجودها. يريد تحويلها من وطن إلى ذاكرة، ومن هوية إلى خيمة، ومن شعب إلى رقم في بنك معلومات الأمم المتحدة.
أما «مؤسسة غزة الإنسانية» (GHF) المزعومة فهي الوجه القبيح لسياسة إبادة الشعب الفلسطيني، تحت إشراف أميركي – «إسرائيلي» مشترك، حيث حصدت مشاريعها الإجرامية 751 شهيداً وقرابة 5,000 مصاب، حسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

إصابة جنديين للاحتلال
في مقابل المجازر الصهيونية وخطط التهجير، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية مواجهة الاحتلال وتكبيده الخسائر المرهقة.
وأعلنت وسائل إعلام العدو، أمس، إصابة جنديين بجراح إثر استهداف آلية هندسية بقذيفة مضادة للدروع شماليّ قطاع غزة.
في شأن ذي صلة، أعلنت الغرفة المشتركة للمقاومة أن «العميل ياسر أبو شباب وعصابته»، الذين يقاتلون في صف العدو الصهيوني، خرجوا عن الصف الوطني، متوعدةً بملاحقتهم بوصفهم أذرعاً للاحتلال، منبوذين من كل فلسطيني شريف.
ومؤخراً ظهرت مجموعة مسلحة من قطاع الطرق والمجرمين في غزة تعرف بـ»مجموعة أبو شباب»، جنّدها العدو الصهيوني لاستهداف فصائل المقاومة.

شهيدان في الضفة
في الضفة الغربية المحتلة، يسير الاحتلال على النهج ذاته من الدم والحصار والملاحقة والاختطافات وسحق المدن.
شابان فلسطينيان استشهدا، أمس، في بلدة سالم شرقي نابلس، برصاص الاحتلال، الذي حاصرهما في منزل، وشن حملة اقتحامات واسعة طالت نابلس وقلقيلية والخليل وطولكرم وبيت لحم، وخلفت عشرات المعتقلين والجرحى. مشهد مألوف يعيد تأكيد أن المشروع الصهيوني لا يفرّق بين غزة ورام الله، فكل فلسطيني هو هدف.

النتن يلوح بإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار
على طاولة السياسة، تتواصل مفاوضات وقف النار في الدوحة، في ظل رفض صهيوني متكرر لتعديلات حركة المقاومة الإسلامية حماس، ومحاولات التفاف على المطالب الفلسطينية العادلة، وخاصة انسحاب الاحتلال، ورفع الحصار، وضمان دخول المساعدات.
حركة الجهاد الإسلامي من جهتها أعلنت أن وفداً قيادياً منها يرأسه الأمين العام زياد النخالة وصل إلى العاصمة القطرية، لإجراء محادثات حول صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وبينما أكدت المقاومة استعدادها لبدء التفاوض، يستمر نتنياهو بالتلويح بالرفض. وقال نتنياهو، مساء أمس الأحد، قبيل توجّهه إلى العاصمة الأميركية، واشنطن، إن «إسرائيل» ستوافق على صفقة «بشروطها فقط».