تقرير: عادل عبده بشر / لا ميديا -
أمضى اليمنيون، أمس، ساعات يوم حافل بالمنجزات العسكرية تكللت بانتصارات نوعية حققتها القوات المسلحة في البحر والجو وفي عمق العدو الصهيوني، توازياً مع عدوان الأخير بغارات جوية استهدفت موانئ ومنشآت حيوية في مدينة الحديدة، متوهماً أنه بذلك يمكنه أن يردع اليمن أو يثنيه عن موقفه في مساندة غزة، أو أن يوقف الضربات الموجعة التي يتلقاها الاحتلال في عقر كيانه اللقيط.
وتصدرت تلك المنجزات ما تم الكشف عنه من منظومة دفاع جوي يمنية جديدة أربكت مسار الطائرات المعتدية وفرضت ردعاً ميدانياً مباغتاً، نجح في إفشال عدوان صهيوني واسع على عدد من المدن اليمنية، ثم جاء الردّ سريعاً ومفاجئاً للعدو، بصواريخ باليستية فرط صوتية وطائرات مُسيرة أصابت أهدافاً حساسة للكيان الغاصب، بدقة وأمام عدسات كاميرا المستوطنين، في رسالة مزدوجة «تقنية وسيادية».
وشن الاحتلال الصهيوني، منتصف ليل أمس الأول، عدواناً جوياً استهدف موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، إضافة إلى محطة الكهرباء في رأس كثيب بالحديدة، وسفينة «غالاكسي ليدر» المملوكة لرجل أعمال «إسرائيلي» واستولت عليها القوات المسلحة اليمنية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م، ضمن العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، وسحبتها إلى ساحل الحديدة.
وكعادته تباهى الإعلام «الإسرائيلي» بهذه الغارات التي جرى الاستعداد لتنفيذها على مدار أسبوعين كاملين، وقال الإعلام العبري إن عشرات الطائرات الحربية شاركت فيها، واستهدفت الموانئ الثلاثة ومحطة الكهرباء والسفينة المحتجزة بـ53 قنبلة وصاروخا، معترفاً في ذات الوقت بأن المرافئ المستهدفة كانت قد تعرضت للقصف 3 مرات في أوقات سابقة.. إلا أن الرواية الصهيونية جاءت ناقصة ولم تورد بقية التفاصيل وكيف عادت الطائرات النفاثة محملة بعار الهزيمة وصفعة المفاجأة، عدا إشارات قليلة وردت في تصريحات لمسؤولين في حكومة العدو، اعترفوا فيها ضمنياً بحجم الرد السريع والمكثف من قبل قوات صنعاء.
الرواية الحقيقية جاءت بلسان ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، الذي أفاد بأن الدفاعات الجوية اليمنية نجحت في التصدي للعدوان الصهيوني، وإفشال مخططه في استهداف عدد من المدن اليمنية، وذلك بإجبار عدد من التشكيلات القتالية المشاركة في العدوان على مغادرة الأجواء دون أن تتمكن من شن الغارات، موضحاً أن عملية التصدي نفذت بعدد من صواريخ أرض-جو محلية الصنع.
وفي تفاصيل العملية قال لـ(لا) مصدر عسكري في صنعاء إن العدو الصهيوني خلال غاراته على محافظة الحديدة، تفاجأ باستعداد القوات المسلحة اليمنية وجاهزيتها للتصدي للعدوان الواسع الذي كان يُخطط لتنفيذه على عدد من المدن من بينها العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، حيث أفشلت الدفاعات الجوية اليمنية جزءاً كبيراً من الهجوم، بعد إطلاق الموجة الأولى من صواريخ أرض-جو، ما أجبر عددا من الطائرات «الإسرائيلية» على مغادرة الأجواء دون أن تتمكن من تنفيذ كامل أهدافها.
وأوضح المصدر أن القوات الجوية أطلقت موجة من صواريخ أرض-جو على الطائرات المعادية بعد أن تم رصد حركة هذه الطائرات، لتقوم الصواريخ المضادة بملاحقتها كأهداف جوية، الأمر الذي أصاب العدو بالذعر والارتباك ولم يجد أمامه سوى الفرار.
وقال المصدر إن «إسرائيل فوجئت اليوم بأن اليمن لديه صواريخ ورادارات بحساسية بالغة، بحيث يمكنها كشف أهداف جوية ذات سطح عاكس قليلا، بما في ذلك طائرات الشبح إف 35 التي تتميز بتقنية التخفي عبر تقليل السطح العاكس للموجات الكهرومغناطيسية، حتى يصعب التقاطها من قبل الردارات».
وأكد أن الصواريخ والرادارات اليمنية نجحت في «التقاط الطائرات الصهيونية وملاحقتها آلياً»، معتبراً ذلك «تطوراً تقنياً كبيراً قد يقلب الموازين في أي اشتباك آخر، وقد يؤدي إلى إمكانية إسقاط الطائرات الشبحية فائقة التقنية».
وتوعد المصدر الكيان الصهيوني وأي قوات أخرى معادية، بـ«مفاجآت قادمة، تضاف إلى ترسانة القوة اليمنية الصاعدة».

عملية عسكرية نوعية
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية مشتركة بين القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، بأحد عشر صاروخا وطائرة مسيرة، استهدفت مطار اللد «بن غوريون» وميناء أسدود، ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلان المحتلة، وميناء أم الرشراش.
وأوضحت القوات المسلحة في بيانها أن مطار «بن غوريون» استهدف بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين2»، فيما تم ضرب ميناء أسدود بصاروخ باليستي فرط صوتي ومثله على 
على محطة الكهرباء في منطقة عسقلان المحتلة، واستهداف ميناء أم الرشراش «إيلات» بثمان طائرات مسيرة.
وأكد البيان وصول الصواريخ والطائرات المسيرة إلى أهدافها بنجاح، 
وفشل المنظومات 
الاعتراضية في التصدي لها.. مشيراً إلى أن هذه العملية جاءت رداً على العدوان الصهيوني على العدوان على المنشآت الحيوية في مدينة الحديدة، واستمراراً في الانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم.
كما جدد التأكيد على أن «اليمن بشعبه الوفي، وقيادته المؤمنة، وجيشه المجاهد، على أتم الجهوزية لإفشال كل مخططات العدو العسكرية، وعلى أتم الاستعداد للمواجهة المستمرة والطويلة، والتصدي للطائرات الحربية المعادية، والتصدي لمحاولات كسر الحصار البحري الذي تفرضه قواتنا المسلحة على العدو، انتصارا لأهلنا في غزة».
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ صفارات الإنذار دوّت في مناطق عدة بفلسطين المحتلة فجر أمس الاثنين، إثر إطلاق صواريخ من اليمن، في حين تحدث «جيش» الاحتلال عن «محاولات لاعتراض صاروخين أطلقا من اليمن».
وتناقل ناشطون صهاينة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد «فيديو» وثقت وصول صواريخ من اليمن وإصابة أهدافها بنجاح.

إقرار صهيوني بتأثير الضربات اليمنية
في الجهة المقابلة أقر وزير مالية العدو الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بتأثير الضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني.
وقالت صحيفة «معاريف» العبرية إن سموتريتش «كشف خلال مؤتمر هيئة التعليم، أمس الاثنين، عن تفاصيل جديدة حول الفشل الإسرائيلي في تقييم التهديد الحوثي لإسرائيل».
وأوضحت أن سموتريتش قال «لم نكن نعلم أن اليمنيين كانوا يصنعون في منشآت محصنة ضخمة تحت الأرض صواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر ليتم ضربنا بها»، واصفاً كيان الاحتلال بأنه مصاب بـ»العمى الكامل» فيما يتعلق باليمن.
من جهتها نقلت القناة 11 العبرية عن وزير الدفاع الصهيوني السابق أفيجدور ليبرمان قوله إن «إسرائيل تحتاج لخطة منظمة في اليمن وتغلغل الموساد والتواصل مع خصوم الحوثيين ودعمهم» في إشارة إلى مرتزقة السعودية والإمارات.
أما القناة 14 العبرية فقد نشرت تقريراً بعنوان (جيش الدفاع الإسرائيلي يهاجم اليمن مجددًا: هل سيوقف هذا الحوثيين؟ الإجابة هي لا)، أكدت فيه أن الكيان الصهيوني «يعجز عن وقف إطلاق الصواريخ من اليمن، رغم الهجمات المكثفة في المنطقة».
وتساءلت «لماذا لا تستهدف إسرائيل منصات الإطلاق ومستودعات الصواريخ؟»، مضيفة «الجواب هو أننا لا نملك معلومات استخباراتية كافية عن هذه الأهداف».
وأفادت أن «جيش الدفاع الإسرائيلي هاجم عدة أهداف حوثية في اليمن الليلة الماضية، لكنه عمليًا لم يتمكن من وقف إطلاق الصواريخ. الحوثيون، لسببٍ غامض، مستعدون لدفع ثمن باهظ مقابل تماهيهم مع غزة».
في السياق قال موقع «Bhol» الإخباري العبري إنه على الرغم من القصف «الإسرائيلي» المتكرر على اليمن، إلا أنه «لا يمكن هزيمة الحوثيين».
وأفاد أنه «رغم الحملة الجوية الواسعة على موانئ الحوثيين، يواصل سكان اليمن التعبير عن دعمهم لهم ويؤكدون: سنقف إلى جانب غزة بلا خوف ولا تراجع ولو سقطت السماء علينا».

إغراق سفينة «ماجيك سيز»
من جهة أخرى أعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، عن استهداف سفينة «ماجيك سيز» التابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وأوضحت في بيان صادر عنها أن القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، استهدفت السفينة بزورقين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيرة.
وأكدت أن من نتائج العملية، إصابة السفينة بشكل مباشر وتسرب المياه إليها، وهي حاليا معرضة للغرق، وسماح القوات المسلحة للطاقم بمغادرة السفينة بسلام.. مشيرة إلى أن عملية الاستهداف التي تمت في البحر الأحمر، جاءت بعد نداءات وتحذيرات وجهتها القوات البحرية اليمنية للسفينة المذكورة، إلا أن طاقمها رفض كل تلك التحذيرات.
وفي وقت لاحق، أمس، أوضح ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع أن السفينة «ماجيك سيز» غرقت كاملةً في أعماق البحر، بعدما استهدفتها قواتنا المسلحة ردًّا على انتهاكات الشركة المالكة لها المتكرّرة لقرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، وكان آخر هذه الانتهاكات دخول ثلاث سفن تابعة لها موانئ فلسطين المحتلة خلال الأسبوع الماضي رغم التحذيرات والنداءات التي وجهتها لها قواتنا البحرية.
وجددت القوات المسلحة التأكيد على «أنها لن تتردد في استخدام القوة المناسبة لمنع أي سفينة تابعة لهذه الشركة التي تعاملت مع العدو الصهيوني».. لافتة إلى أن سفن هذه الشركة تعد هدفا مشروعا للقوات المسلحة في أي مكان تطاله أيديها، وتتحمل الشركة كامل المسؤولية.