47 شهيدا في غزة بينهم 40 من طالبي المساعدات
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في اليوم الـ674 من عدوان الإبادة الإجرامي الذي يشنه العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة، تتكشف ملامح جريمة كبرى تضع الاحتلال في مصاف أكثر العصابات دموية في التاريخ المعاصر. مجازر متواصلة، حصار خانق، وتجويع ممنهج... كلها أدوات ضمن خطة واضحة لا تكتفي بسفك الدماء، بل تهدف إلى سحق إرادة الحياة لدى أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة.
خلال 24 ساعة فقط، استقبلت مستشفيات القطاع جثامين 47 شهيداً، بينهم 40 قُتلوا وهم ينتظرون المساعدات التي يفترض أن تنقذ حياتهم. وفي موازاة القتل المباشر، يواصل الاحتلال حرب التجويع التي حصدت أرواح 217 فلسطينياً حتى الآن، بينهم 100 طفل، بعد أن حوّل الحصار إلى أداة فتاكة لا تقل وحشية عن القصف.
بالتجويع.. 5 شهداء بينهم طفلان
في سياق جريمة التجويع، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، أن خمسة مواطنين، بينهم طفلان، قضوا خلال يوم واحد بسبب التجويع وسوء التغذية. ما يدخل غزة من مساعدات لا يتجاوز «قطرة في بحر» الاحتياجات، فيما يستخدم الاحتلال عمليات الإنزال الجوي كغطاء دعائي يخفي حقيقة ممارساته؛ فهي عمليات محفوفة بالمخاطر أودت بحياة 23 شخصاً وأصابت 124 منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لتضاف إلى سجل جرائم «إسرائيل» ضد المدنيين.
ووصفت الأمم المتحدة ما يحدث في غزة بأنه «مجاعة خالصة» بعدما كانت تصف الوضع بـ»أزمة جوع وشيكة»، وفق تصريح رئيس مكتب «أوتشا» بجنيف، راميش راجاسينغهام، أمام مجلس الأمن الدولي. راجاسينغهام حذر من أن خطة العدو الصهيوني لاحتلال قطاع غزة بالكامل وتهجير سكانه تمثل «تصعيداً خطيراً» قد يخلق كارثة جديدة تتجاوز حدود القطاع.
العدو يصعّد الجريمة ويرفض السلام
رغم الضغوط الدولية والوساطات، يصر رئيس حكومة الاحتلال، المجرم بنيامين نتنياهو، على المضي في سياسة الأرض المحروقة والإبادة الشاملة، معلناً نيته احتلال مدينة غزة وتهجير سكان القطاع إلى مخيمات. هذا الإعلان أثار موجة رفض عالمي، حتى من حلفاء العدو الصهيوني؛ إذ حذرت بريطانيا من أن الخطة ستعمّق معاناة المدنيين وتطيل أمد الحرب.
لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن الاحتلال لم يكن يوماً معنياً بسلام أو تسوية، بل يهدف إلى استكمال مشروعه الاستيطاني على أنقاض المدن الفلسطينية، مستخدماً كل أشكال الجريمة العسكرية والسياسية والاقتصادية.
الولايات المتحدة الصهيونية
من جانبها، وصفت حركة المقاومة الإسلامية حماس تصريحات نتنياهو بأنها محاولة مفضوحة لتبرئة كيانه وجيشه من جرائم الإبادة والتجويع الموثقة دولياً.
وقالت حماس في بيان إن حديث نتنياهو عن «تحرير غزة» خداع يخفي خططه للتهجير القسري وتدمير مقومات الحياة وتنصيب سلطة تابعة له.
وأضافت: «نتنياهو يوظف ملف الأسرى لتبرير العدوان، رغم قتله العشرات منهم وانقلابه على اتفاقات التبادل».
وأكدت: «كنا على بُعد خطوة واحدة من التوصل لاتفاق وتبادل للأسرى، ونتنياهو انسحب من جولة المفاوضات الأخيرة».
ونفت حماس مزاعم العدو الصهيوني إدخال مليوني طن مساعدات، وقالت إن هذه المزاعم تكذبها بيانات أممية تؤكد استمرار الجوع الحاد ووفاة الأطفال.
كما أكدت أن الاحتلال يتعمد إغلاق المعابر وإسقاط المساعدات بمناطق خطرة أو في البحر، ما أدى لاستشهاد العشرات. وتابعت: «مؤسسة غزة اللا إنسانية قتلت 1800 فلسطيني، وتثبت سياسة «هندسة التجويع» و»مصائد الموت»».
واعتبرت أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي لوقف العدوان ورفع الحصار ومحاسبة مجرمي الحرب.
وحملت حماس الإدارة الأميركية والدول الداعمة لكيان الاحتلال مسؤولية مباشرة عن التجويع والإبادة، مؤكدة أن الغطاء السياسي والعسكري الذي تقدمه واشنطن وعواصم أوروبية يتيح استمرار هذه الجرائم بلا رادع.
وأكدت الحركة أن ما يدخل إلى غزة حالياً من مساعدات مجرد قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية، وعمليات الإنزال من الجو دعائية وتنطوي على مخاطر جسيمة تهدد حياة المدنيين، ولا تغني عن فتح المعابر البرية وإدخال الشاحنات بكميات كافية وآمنة.
وطالبت الحركة بفتح جميع المعابر فوراً ودون قيود، وإدخال المساعدات بكميات كافية وآمنة، داعية إلى تحرك عربي وإسلامي رسمي، وتوظيف مقدرات الأمة للضغط على الاحتلال وحماته. كما دعت إلى تصعيد الحراك الشعبي في عواصم العالم لإدانة جرائم الحرب وكسر الحصار بكل الوسائل المشروعة.
المقاومة تقصف مغتصبات العدو
في مواجهة هذا العدوان الصهيوني، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية ضرب أهداف «إسرائيلية» في غزة ومحيطها. فقد قصفت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي كيبوتسي «ناحال عوز» و»كفار سعد»، فيما شنت ألوية الناصر صلاح الدين بالتعاون مع كتائب الأقصى – لواء العامودي، قصفاً مركزاً على تجمع لجنود وآليات الاحتلال في خان يونس.
هذه العمليات، وإن كانت محدودة مقارنة بإمكانات آلة الحرب الصهيونية، إلا أنها تعكس إصرار الفلسطينيين على الصمود وعدم الاستسلام مهما طالت الإبادة، واستنزاف الاحتلال عسكرياً ومعنوياً.
الضفة والقدس..الجريمة ذاتها بوجه آخر
بالتوازي مع الإبادة في غزة، يتصاعد الإجرام الصهيوني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. اغتيالات ميدانية، اقتحامات، واعتقالات جماعية، ترافقها موجة استيطان مسعورة تستهدف ابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية.
ففي أريحا، استشهد الشاب عبد الله عطيات برصاص الاحتلال، فيما شهدت مدن الضفة حملات مداهمة واعتقالات طالت العشرات، بينهم نساء، وتخللها اعتداءات جسدية وتخريب ممتلكات.
وفي القدس، يواصل الاحتلال شق الشوارع الاستيطانية ومصادرة الأراضي، بهدف فرض واقع تهويدي جديد على المدينة.
الغاصبون الصهاينة، وبدعم قوات الاحتلال، يواصلون تسييج الأراضي الزراعية وإغلاق مئات الدونمات أمام المزارعين الفلسطينيين، كما حدث في الأغوار الشمالية ومنطقة سلفيت، حيث أُحرقت أشجار زيتون معمّرة وطُردت عائلات من أراضيها بالقوة.
وفي السياق، أعلن وزير الحرب الصهيوني، يسرائيل كاتس، أمس، أن قوات الاحتلال ستبقى داخل مخيمات شمال الضفة الغربية حتى نهاية العام على الأقل.
ووصف كاتس مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور الشمس بأنها بيئة «إرهابية بتمويل وتسليح وتوجيه إيراني».
وقال كاتس إن «الجيش الإسرائيلي شن هجوماً شديداً ضد مخيمات اللاجئين، وتم إخلاء السكان، وتصفية المخربين، وتفكيك وهدم البنية التحتية الإرهابية، والجيش الإسرائيلي سيبقى داخل المخيمات في هذه المرحلة بموجب أمري حتى نهاية العام على الأقل».
المصدر لا ميديا