38 شهيدا و143 جريحا بنيران الاحتلال في غزة منذ إعلان الهدنة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
رغم وقف إطلاق النار، ما زال العدو الصهيوني يرتكب المجازر في قطاع غزة، وما يجري في غزة اليوم ليس «خروقات متفرقة» لوقف إطلاق النار، بل سياسة ممنهجة مستمرة لنسف أي اتفاق وفرض واقع جديد بالدم والنار. الاحتلال الذي زعم انتهاء الإبادة، يواصل القتل بالأدوات والأساليب نفسها.
لكن دماء الأطفال في مجزرة الزيتون التي لم تجف بعد تبقى الشاهد الصارخ على أن «إسرائيل»، مهما تجمّلت باتفاقات وقف النار، ستظل كياناً قائماً على الغدر والقتل.
وتواصل آلة القتل الصهيونية قصف قطاع غزة رغم إعلان وقف إطلاق النار في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إذ أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب 47 خرقاً موثقاً للاتفاق خلال أيام معدودة، أسفر عنها استشهاد 38 فلسطينياً وإصابة 143 آخرين في أنحاء القطاع. وأكد المكتب أن الاحتلال يستخدم كل أدوات «الإرهاب» الممكنة -من المدفعيات المتمركزة على أطراف الأحياء السكنية، إلى الطائرات المسيّرة «كواد كابتر»- في قصف متكرر ومتعمد للمدنيين. وأضاف أن الانتهاكات وثقت في كل محافظات القطاع دون استثناء، ما يبرهن أن الاحتلال لا يعترف بأي التزام، ولا يحترم أي اتفاق، ولا يرى في الفلسطيني سوى هدف مباح للقتل.
مجزرة الزيتون
في واحدة من أبشع جرائم ما يسمى مرحلة «وقف إطلاق النار»، استشهد 17 فلسطينياً، مساء أمس الأول الجمعة، إثر استهداف طائرات الاحتلال مركبة مدنية تقل نازحين أثناء تفقدهم منازلهم شرق حي الزيتون بمدينة غزة.
وذكر الدفاع المدني أن قوات الاحتلال استهدفت عائلة «أبو شعبان» المكونة من 17 فرداً بحي الزيتون، مضيفاً أن «الطواقم ما زالت تبحث عن جثامين العائلة تحت الركام، في ظل استمرار إطلاق النار ومنع الطواقم من الوصول».
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الجريمة تأتي في سياق سياسة القتل المتعمد التي ينتهجها الاحتلال بحق المدنيين.
وقالت الحركة في بيانها إن «الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة بحق عائلة «أبو شعبان»، في انتهاك صارخ لكل الالتزامات التي نصّ عليها اتفاق وقف النار»، مؤكدة أن هذا السلوك يعكس النوايا العدوانية المستمرة للعدو الصهيوني. وطالبت «حماس» الوسطاء بتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال باحترام وقف إطلاق النار، والكف عن استهداف المدنيين.
الاحتلال يقتل تحت شعار «الخط الأصفر»
وبرر العدو جريمة استهداف عائلة «أبو شعبان» بأن مركبتهم تجاوزت ما يسمى «الخط الأصفر»، زاعماً أنها شكّلت «تهديداً فورياً».
وتذرّع العدو الصهيوني بمصطلح جديد في قاموسه الدموي: «الخط الأصفر»، وهو خط وهمي داخل حدود غزة يزعم أن تجاوزه يشكل تهديداً لقواته المتمركزة، ليفتح بذلك الباب أمام قتل كل من يقترب من أرضه أو منزله.
وتؤكد مصادر في غزة أن معظم عمليات القتل الأخيرة تمت بذريعة تجاوز هذا الخط، بينما لم يُثبت أي تهديد فعلي للقوات، بل إن الواقع يشير إلى رغبة الاحتلال في إبقاء الفلسطينيين بعيدين عن أراضيهم لتكريس واقع تقسيمي جديد داخل القطاع.
في السياق ذاته قال الدفاع المدني بغزة إن نحو 70 ألف طن من المتفجرات ما زالت منتشرة في غزة وتشكل خطراً وجودياً على حياة السكان.
الجنائية الدولية ترفض إسقاط مذكرة اعتقال نتنياهو
وفي تطور لافت، رفضت المحكمة الجنائية الدولية الاستئناف الذي تقدمت به حكومة الاحتلال لإلغاء مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق المجرمين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ومن يسمى وزير الأمن السابق يوآف غالانت.
وجاء قرار المحكمة واضحاً: «لا يوجد أي أساس قانوني لإلغاء المذكرات»، ما يعني أن نتنياهو بات رسمياً مطارداً بجرائم حرب أمام القانون الدولي، رغم كل محاولات حكومته التلاعب بالاختصاصات القضائية.
ورغم أن القرار لا يعني تنفيذاً وشيكاً، إلا أنه يحمل رمزية بالغة، كونه أول صفعة قانونية مباشرة لقيادة الاحتلال منذ بدء الإبادة في غزة.
وفي سياق مواصلة العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة أوعز رئيس حكومة العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بعدم إعادة فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر حتى إشعار آخر؛ وفقاً لما أورد مكتبه في بيان مساء أمس.
وزعم البيان أنه «سيتم إعادة النظر في فتحه بناء على مدى وفاء حماس بالتزاماتها بإعادة جثث القتلى وتطبيق المقترح المتفق عليه».
الضفة.. ميدان يشتعل
وفي الضفة الغربية المحتلة، لم يتوقف العدوان الصهيوني عن جرائمه. فقد أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال في بلدة الرام شمال القدس، بينما أعلنت سرايا القدس - كتيبة جنين أنها تتصدى لقوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة ميثلون جنوب المدينة، مستخدمة العبوات الناسفة لاستهداف الآليات العسكرية.
وفي نابلس، أكدت كتيبة سرايا القدس أنها استهدفت سيارة عسكرية قرب جبل صبيح بزخّات كثيفة من الرصاص، وأوقعت إصابات مؤكدة في صفوف الاحتلال. كما أطلق مقاتلو المقاومة النار على النقاط الاستيطانية في محيط مغتصبة «أفيتار»، فيما استهدفت قوات الاحتلال المزارعين وقطّافي الزيتون في رام الله بالرصاص وقنابل الغاز لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم.
المقاطعة تشتد والخناق يضيق على العدو الصهيوني
وفي موازاة الميدان، تتسع دائرة المقاطعة العالمية لـ»إسرائيل»، إذ أجبرت الحملات الشعبية في الولايات المتحدة سلسلة المطاعم الصهيونية النباتية «شوك» (Shouk) على إغلاق جميع فروعها في واشنطن بعد حملة قادها نشطاء مؤيدون لفلسطين طوال عام كامل.
وأكد تقرير لصحيفة «هآرتس» أن الحملة التي قادتها مجموعة (DC for Palestine) تمثل تحولاً كبيراً في الرأي العام الأميركي، وأن المقاطعة لم تعد نشاطاً رمزياً، بل تحولت إلى ظاهرة اقتصادية مؤلمة تربك أصحاب الأعمال الصهاينة وتحرج الدبلوماسية «الإسرائيلية» في الغرب.
ويشير التقرير إلى أن حالة «شوك» ما هي إلا جزء من موجة أوسع تشمل دعوات لمقاطعة «يوروفيجن 2026» ما لم تُستبعد «إسرائيل» من المشاركة، وضغوطاً متزايدة على شركات الإنتاج التي تتلقى تمويلاً من جهات صهيونية.
المصدر لا ميديا