«مواقع النجوم».. محمود عيسى
- تم النشر بواسطة لا ميديا

لا ميديا -
يُعد الأسير المقدسي القيادي محمود عيسى، الذي أمضى 32 عاماً في سجون الاحتلال، أحد رموز الصمود الأسطوري في الحركة الأسيرة الفلسطينية، ونموذجاً فريداً للمثقف المقاتل، وصاحب واحدة من أبرز التجارب الفكرية والتنظيمية داخل الحركة الأسيرة.
وُلِد محمود موسى عيسى في بلدة عناتا شرقي القدس عام 1968. توقف تعليمه في جامعة القدس بسبب ملاحقة الاحتلال له.
التحق بحركة حماس في أواخر الثمانينيات، ثم انضم لكتائب القسام فور تأسيسها. في أوائل التسعينيات، أسس مع ثلاثة من رفاقه أول خلية تابعة لكتائب القسام في القدس، المعروفة باسم «الوحدة الخاصة 101»، مهمتها تنفيذ عمليات أسر لجنود الاحتلال لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
في كانون الأول/ ديسمبر 1992، قاد عملية خطف الجندي الصهيوني نسيم توليدانو قرب اللد. طالب ورفاقه بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين. رُفِضت المقايضة، وانتهت العملية بقتل الجندي، بعدها اعتقل الاحتلال آلاف الفلسطينيين، وأبعد مئات من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور جنوب لبنان.
خلال شهور المطاردة الستة واصل عيسى ورفاقه العمليات، فقاموا بدهس جندي في آذار/ مارس 1993، وبقتل شرطيين في عملية نوعية في الشهر ذاته، وأطلقوا النار على ضابط صهيوني في مدينة الرملة فأصابوه بجراح بالغة. وفي حزيران/ يونيو 1993، اعتقل الاحتلال عيسى وحكم عليه بثلاثة مؤبدات و46 عاماً إضافية.
اعتبر من أخطر الأسرى، ومورست بحقه إجراءات عقابية قاسية للنيل من عزيمته وإرادته، فحُرم من رؤية أمه لسنوات طويلة، وقضى 13 عاماً في العزل الانفرادي لم يرَ أياً من أقاربه خلال خمسة منها. وكان قد حاول مع آخرين، عام 1996، حفر نفق أسفل سجن عسقلان بطول 10 أمتار؛ لكن سلطات الاحتلال اكتشفت الأمر وضاعفت التنكيل بهم.
كتب في السجن عدة كتب تناولت الفكر والسياسة والدين والمجتمع، منها: «المقاومة بين النظرية والتطبيق»، «حكاية صابر»، «تأملات قرآنية». رفض الاحتلال الإفراج عنه في صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011. كما استُبعد من قوائم أسرى ما قبل أوسلو عام 2013 بدعوى خطورته الأمنية.
أفرج عنه في صفقة «طوفان الأقصى» 2025 بعد 32 عاماً، ونُقل إلى مصر برعاية الصليب الأحمر.
المصدر لا ميديا