35 شهيداً وجريحاً فلسطينياً فـي غزة خلال 24 ساعة.. حماس: الاحتلال يزحف بالخط الأصفر داخل القطاع
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لاميديا -
أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس، تسجيل 17 شهيداً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم ثلاثة شهداء جدد و14 حالة انتشال من تحت الركام، إضافة إلى 16 إصابة وصلت إلى مستشفيات القطاع المنهكة، فيما ارتقى شهيدان في الضفة الغربية بنيران الاحتلال.
ورغم هذا الرقم، أكدت الوزارة أن هناك عدداً غير معروف من الضحايا ما يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل عجز كامل لطواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار قصف قوات الاحتلال الصاروخي والمدفعي.
ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، تجاوز عدد الشهداء 345 شهيداً فيما بلغ عدد الإصابات 889 إصابة، في حين وصلت حالات الانتشال إلى 588. هذه الأرقام وحدها كافية لتأكيد أن العدو الصهيوني يستغل «وقف إطلاق النار» كغطاء لعدوان مستمر. أما حصيلة الإبادة منذ السابع من أكتوبر 2023 فقد وصلت إلى 69,775 شهيداً و170,965 جريحاً، في واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.
وفي تطور لافت، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها بالتنسيق مع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي سلمت جثة أحد الأسرى الصهاينة بعدما عُثر عليها في وسط القطاع.
الى ذلك يعيش النازحون في غزة ظروفاً لا تحتمل داخل خيامهم المهترئة، مع الأمطار الغزيرة والبرد القارس. مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، أكد أن منع دخول شاحنات المساعدات يشكل دليلاً على استمرار سياسة التجويع من قبل العدو الصهيوني. «إسرائيل»، بحسب الثوابتة، تمارس حرباً اقتصادية متعمدة، وتستخدم الغذاء كأداة ضغط سياسي وإنساني بهدف انهاك السكان.
العدو يزحف بالخط الأصفر
بالتزامن تتكشف ملامح مراوغة صهيونية جديدة تنتهك إتفاق وقف إطلاق النار.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الاحتلال يزحف يومياً داخل القطاع، خط الانسحاب المتفق عليه، ما يشكل خرقاً فاضحاً للاتفاق.
وحذرت الحركة في بيان من أن الخط الأصفر يتقدم، والغارات الجوية تتكثف، وأن الاحتلال يحاول فرض وقائع ميدانية جديدة تتعارض مع كل ما تم الاتفاق عليه.
ووفق المصادر الفلسطينية تقوم قوات العدو بتغيير مكان المكعبات الخرسانية الصفراء التي وضعها الاحتلال للدلالة على ما يسميه الاحتلال «الخط الأصفر».
ووفق الإعلام الفلسطيني فإن المكعبات الصفراء الضخمة تُنقل ليلاً وتوضع بالقرب من المنازل، لتعلن لسكان الحي أنهم أصبحوا على خط انسحاب قوات الاحتلال، أي في دائرة الخطر المباشر.
السكان أكدوا أنهم سمعوا أصوات الدبابات وهي تضع «الحجر الأصفر» الذي صار رمزاً جديداً للتهجير الممنهج.
أحد السكان يدعى أكرم جرادة، كشف أنه اضطر للنزوح 16 مرة منذ بدء الإبادة، في مشهد يلخص حجم التدمير الممنهج للحياة المدنية في القطاع.
العدو الصهيوني يزعم أن هذه المكعبات «ترسيم لخط الانسحاب»، لكن الواقع أنها خطوة خبيثة لتوسيع السيطرة داخل غزة.
وفي السياق نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» تحقيقاً يشير إلى تعزيزات «إسرائيلية» على طول هذا «الخط الأصفر». رغم الاتفاق الذي يفترض انسحاب قوات الاحتلال تدريجياً.
الاحتلال يسعى لجعل القطاع غير صالح للعيش
إلى جانب خروقات وقف إطلاق النار، تبرز كارثة أخرى: غزة تموت اقتصادياً.
تقرير «أونكتاد» الأخير من الأمم المتحدة أوضح أن الاحتلال دمّر اقتصاد القطاع بالكامل، وأن إعادة الإعمار ستتجاوز 70 مليار دولار وقد تستغرق عقوداً.
الاقتصاد انهار بنسبة 87٪ ونصيب الفرد من الناتج المحلي تقلص إلى 161 دولاراً سنويا فقط، ما يضع غزة في قاع المؤشرات العالمية للفقر.
التقرير وصف الوضع بعبارة صادمة: «غزة دفعت إلى هاوية من صنع الإنسان». هذا الانهيار ليس حادثاً عرضياً، بل نتيجة مباشرة لجريمة الحصار والعدوان، كما يؤكد التقرير الأممي.
الأضرار البيئية تكشف أيضاً جانباً آخر من الجريمة؛ الخبير البيئي نزار الوحيدي أكد أن الاحتلال استهدف الغطاء النباتي والتربة والمياه بشكل ممنهج لخلق بيئة طاردة للسكان في القطاع، وهي سياسة تطهير عبر البيئة، لا تقل فتكاً عن القصف العسكري.
شهيدان في الضفة الغربية
في الضفة الغربية المحتلة، المشهد لا يقل دمويّة وجرائم العدو ومخططاته لا تهدأ. سرايا القدس -كتيبة جنين أعلنت أمس، خوض مجاهديها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال التي حاصرت أحد المنازل في قرية مركة بجنين.
وبدورها وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد المطارد سلطان نضال عبدالعزيز (22 عاماً) خلال اقتحام مركة جنوب جنين. الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة، واستخدم قذائف «أنيرجا»، وسط إطلاق نار كثيف وتحليق للطائرات الحربية.
وفي نابلس، أكدت سرايا القدس -كتيبة بلاطة أنها أوقعت قوات الاحتلال في محور الحسبة بحقل نيران كثيف، مستخدمة الرشاشات والعبوات والقنابل اليدوية. هذه العمليات، وفق مراقبين، تعكس فشل «إسرائيل» في فرض سيطرة أمنية على الضفة رغم العمليات العسكرية اليومية.
وفي نابلس أيضاً، أعلنت المقاومة استشهاد عبدالرؤوف اشتية من مخيم بلاطة خلال اشتباك مع قوات الاحتلال. عمليات الاغتيال المتصاعدة في الضفة تكشف أن العدو الصهيوني يقاتل على جبهتين: غزة التي تحاول إخضاعها بالقوة والحصار، والضفة التي تحاول فيها سحق أي بنية مقاومة.










المصدر لا ميديا