طارق الأسلمي / لا ميديا -
عبر قائد المنتخب الفلسطيني السابق صائب جندية عن فخره الكبير بما حققه منتخب فلسطين لكرة القدم في بطولة كأس العرب، بعد تأهله المستحق إلى الدور الثاني، معتبرًا أن هذا الإنجاز ليس مفاجئًا بل ثمرة عمل وجهد متواصلين على مدى سنوات طويلة.
وقال في تصريح خاص لصحيفة «لا»: «اللاعبون يدافعون عن وطنهم بطريقتهم الخاصة، من خلال الرياضة ويحملون رسالة أهلهم في فلسطين إلى العالم. هم يدركون أن الشعب يتابعهم في كل لحظة وأنهم يلعبون من أجل رسم البسمة على وجوه أبنائه في ظل المعاناة اليومية».
واستعاد جندية ذكرياته كلاعب ومدرب سابق حين كانت الجماهير الفلسطينية تلتف حول المنتخب في كل مكان، قائلاً: «كنت أتابع كيف كان الناس في غزة ورام الله ونابلس والخليل وخان يونس يتجمعون أمام الشاشات لمشاهدة المباريات. أذكر أن آخرها كانت في ميناء غزة عام 2014 أثناء بطولة كأس التحدي، وكانت الأجواء رائعة رغم الحصار والظروف الصعبة».
ويضيف: «اليوم، ورغم الإبادة والنزوح وتدمير المنازل لا يزال أبناء غزة يتابعون المنتخب بكل شغف. في كأس العرب الأخيرة شاهدنا الجماهير تتابع من الخيام والكافتيريات الصغيرة، يهتفون وكأنهم في المدرجات القطرية. المنتخب أصبح مصدر فرح نادر لأهل غزة، والتأهل إلى الدور الثاني كان لحظة فخر واعتزاز لا يمكن وصفها».
وتحدث جندية عن واقع الحياة في غزة خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن العدوان المتواصل من قبل الكيان الصهيوني شلّ النشاط الرياضي تماماً، منذ أكثر من عامين، توقفت كل أشكال النشاط الرياضي، وأصبحت أولويات الناس البحث عن الأمان، والماء، والغذاء، ومكان للنوم. لكن رغم ذلك تبقى كرة القدم نافذة حياة وأمل للجميع».
ويتابع: «حتى خلال الحرب يتابع الناس المباريات على هواتفهم أو في كافتيريات بسيطة مصنوعة من الشوادر وتعمل بالطاقة الشمسية. وعندما يلعب المنتخب، تتجمع الحشود في المخيمات والمنازل المتبقية لمتابعته، لأن الرياضي أيضاً بطريقته يدافع عن وطنه بإيصال رسالة أهل فلسطين إلى العالم».
وختم جندية حديثه برسالة، قال فيها: «منذ عقود، والمنتخب الوطني الفلسطيني يحمل رسالة شعبه في كل بطولة يشارك فيها. من الدورة العربية في الأردن وصولاً إلى كأس العرب في قطر، يبقى المنتخب عنواناً للأمل والوحدة. في كل فوز يحققه يمنح الفلسطينيين لحظة فرح نادرة وسط الألم، ويؤكد للعالم أن هذا الشعب يستحق الحياة والحرية مثل كل شعوب الأرض».
ويُعد صائب جندية أحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية السابقين، حيث مثل «الفدائي» منذ عام 1994 وحتى 2008، مشاركاً في العديد من البطولات العربية والآسيوية. وبعد اعتزاله واصل جندية مسيرته في خدمة الكرة الفلسطينية من مقاعد التدريب، إذ تولى قيادة المنتخب الوطني الفلسطيني لمدة عامين، قبل أن يشرف على تدريب عدد من الأندية المحلية في غزة.