خبراء صينيون: اليمنيون أسقطوا إف 18 وترامب تحاشى الاعتراف
- تم النشر بواسطة لا ميديا
تقرير / لا ميديا -
سخر محللون وخبراء عسكريون صينيون من نتائج تحقيقات البحرية الأمريكية في خسارة ثلاث طائرات مقاتلة من طراز F/A-18 Super Hornet ضمن مجموعة حاملة الطائرات «هاري إس ترومان» خلال المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر.
وأعلنت البحرية الأمريكية الخميس الماضي نتائج التحقيقات التي تركزت على إسقاط الطائرات الثلاث خلال الفترة من كانون الأول/ ديسمبر 2024م الى أيار/ مايو 2025م، بينما كانت حاملة «ترومان» والسفن الحربية المرافقة لها، مُكلفة بتنفيذ ضربات جوية وبحرية على اليمن، لموقف صنعاء من العدوان الصهيوني على غزة.
وفيما أرجعت بحرية واشنطن إسقاط الطائرات إلى ما وصفته بـ»ضغط القتال الشديد مع الحوثيين» الذي قالت إنه تسبب بسلسلة أعطال خطيرة تعرضت لها حاملة الطائرات «ترومان» والقوة المرافقة لها، لدرجة أن «القتال العنيف تسبب في فقدان طاقم حاملة الطائرات والطرادات الحربية حسهم بالهدف، ووجدوا صعوبة في تحقيق التوازن بين متطلبات الصيانة ومتطلبات التشغيل ومتطلبات الدفاع عن الهجمات اليمنية»، إلا أن التبرير الذي نال أكثر سخرية من الخبراء الصينيين، كان فيما يتعلق بمزاعم أن أول طائرة إف/إيه - 18 سوبر هورنت، جرى إسقاطها في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2024م، بنيران صديقة ممثلة بصاروخ أطلقه الطراد «جيتيسبيرج» على الطائرة معتقداً أنها صاروخ يمني يستهدف الحاملة «ترومان».
موقع أخبار «شانغوان» الصيني، نشر تحليلاً مطولاً حول ما وصفه بـ«أضحوكات ترامب الدولية الفادحة»، من بينها العملية العسكرية ضد اليمن والتي تكللت بهزيمة صارخة للبحرية الأمريكية، أمام قوة لا تمتلك حاملات طائرات وغواصات وتكنولوجيا حربية طالما تفاخرت واشنطن بأنها الأولى عالمياً.
ونقل التحليل الرواية الأمريكية حول إسقاط الطائرة بـ«نيران صديقة»، متسائلاً «هل هذا صحيح؟ هل تفسير البنتاغون موثوق؟».
وقال: «من المؤكد أن طائرة مقاتلة من طراز F-18 أُسقطت بصاروخ. أما من أطلق الصاروخ -سواء كان الجيش الأمريكي نفسه أم الحوثيين- فمن الصعب الجزم بذلك، لكن السؤال المحيّر هو: من سيخطئ في اعتبار طائرته المقاتلة صاروخًا معاديًا؟».
وأضاف: «التفسير الأكثر منطقية هو أن الحوثيين أسقطوا الطائرة الحربية الأمريكية، ولكن من أجل عدم أن تصبح الولايات المتحدة أضحوكة العالم ولمنع التأثير على صادرات الأسلحة الأمريكية، اختلق البنتاغون سببًا».
وتابع التحليل: «رغم الهجمات المتكررة، حينها، على حاملات الطائرات الأمريكية وإسقاط الطائرات الحربية الأمريكية بالصواريخ، لم يطالب ترامب بإعادة التحقيق في الحوادث، بل اختار التظاهر بأنه لا يعلم شيئًا». موضحاً بأن «ترامب يُدرك جيدًا أنه إذا اعترف بأن خصمًا أضعف بكثير من الولايات المتحدة أسقط طائرة حربية أمريكية، فستصبح الولايات المتحدة فورًا أضحوكة العالم. وسيُصبح من الصعب عليه، كما في الماضي، توبيخ حلفاء الولايات المتحدة وتهديد خصومها وإجبار حلفائه على إعلان ولائهم لها».
تحديات كبيرة
من جهتها صحيفة «سينا فاينانس» الصينية، نشرت هي الأخرى تحليلاً أكدت فيه أن الصواريخ والمُسيّرات اليمنية تركت حاملة الطائرات الأمريكية «ترومان» في حالة يُرثى لها.
وأفادت بأن «الولايات المتحدة أقرت رسميًا بخسائر فادحة تكبدتها حاملة الطائرات يو إس إس ترومان في عملياتها ضد الحوثيين في البحر الأحمر، مع بروز العديد من الحوادث المثيرة للريبة».
وتساءلت: «إذا أصبحت المعركة ضد الحوثيين صعبة لهذه الدرجة، فما هي القدرات الأخرى التي تمتلكها الولايات المتحدة؟».
وأضافت: «قصفت قاذفات بي-2 الحوثيين في اليمن، تلتها جولات قصف متعددة شنّها الطيران الأمريكي، وبدا أن الحوثيين تجاهلوا تمامًا التأثير الرادع لحاملات الطائرات في البحر، والحقيقة أن الولايات المتحدة فقدت رباطة جأشها وسط النيران اليمنية، كما أن الخسائر الفادحة التي أعلنها البنتاغون تُظهر تراجعًا سريعًا في جاهزية الجيش الأمريكي القتالية وقدراته العملياتية».
كبش فداء
في السياق سلط موقع «جونشا» الصيني الضوء على الجوانب الفنية التي حاولت البحرية الأمريكية اخفاءها في نتائج التحقيقات حول إسقاط المقاتلة إف- 18 التي قالت إنها تمت بنيران صديقة عن طريق الخطأ.
وقال: «أصدرت البحرية الأمريكية تقريرًا، كشفت فيه عن نتائج تحقيقها في ثلاثة حوادث تتعلق بطائرات مقاتلة من طراز F/A-18 Super Hornet وقعت أثناء المعركة مع الحوثيين في البحر الأحمر، وذكر التقرير أن الحادث الأول كان بسبب نيران صديقة، حيث أخطأ طراد الصواريخ الموجهة يو إس إس جيتيسبيرج، في اعتبار طائرات سوبر هورنت صواريخ حوثية وفتح النار على اثنين منها»، مشيراً إلى أن «البحرية الأمريكية جعلت من جندي في مركز معلومات القتال كبش فداء».
وأضاف الموقع في تحليل لضابط قيادة وسيطرة سابق في القوات الجوية الصينية: «كما نعلم جميعًا، فإن أنظمة الدفاع الجوي الحديثة مجهزة بأنظمة IFF المختصة بتحديد الصديق من العدو، وهذه الأنظمة شائعة الاستخدام بالفعل، وتقنيتها متطورة للغاية، ومعدل فشلها على طائرة مقاتلة واحدة أقل من واحد بالمائة؛ واحتمال فشل نظامي IFF لطائرتين مقاتلتين في وقت واحد أقل من واحد من عشرة آلاف. لذلك، فإن احتمال إسقاط طائرتين مقاتلتين عن طريق الخطأ بسبب تعطل نظام IFF في وقت واحد يكاد يكون مستحيلاً».
وتابع: «إن إطلاق الصواريخ على الأهداف الجوية القادمة ليس قرارًا يُتخذ بناءً على تقرير شفهي من جندي واحد من مركز معلومات القتال، بل يتطلب سلسلة من الإجراءات، تشمل قيام منسق أنظمة الرادار، ومنسق الدفاع الجوي، وضابط تكتيكات الدفاع الجوي بمراقبة وضع ساحة المعركة في آنٍ واحد عبر شاشات ملونة، واتخاذ قرار من خلال عملية محددة. لذلك، من المستحيل أن يكون جميع هؤلاء الضباط مخطئين»، لافتاً إلى أن «الطائرات المقاتلة التي تقلع من حاملة طائرات تشارك أرقام تعريفها، ورمز النداء، ورمز المهمة، وموقعها، وارتفاعها مع سفن المرافقة الأخرى في التشكيل عبر رابط بيانات. ولو لم تتمكن البحرية الأمريكية من القيام بذلك، لما كانت حاملات طائراتها جاهزة للقتال. لذلك، فإن إسقاط طائرة مقاتلة أقلعت للتو عن طريق الخطأ أمرٌ مستحيل».
إذن ما هو السبب الدقيق الذي دفع الجيش الأمريكي إلى إسقاط طائرته المقاتلة؟ يتساءل كاتب التحليل، موضحاً بأن إسقاط الطائرة جاء بعد أن أطلقت قوات صنعاء ثمانية صواريخ كروز على حاملة الطائرات «ترومان» في تلك اللحظة، ونظراً للاختراق الذي تحققه صواريخ كروز المجنحة، لم تتمكن السفن الحربية المرافقة لحاملة الطائرات من رصدها إلا بعد أن أصبحت على مسافة قريبة جداً من الحاملة، فأطلقت على الفور صواريخها الاعتراضية.
وأكد أن «هذا يعني بأن صاروخ كروز حوثيا كاد أن يصيب حاملة الطائرات، ولم يكن أمام قائد الدفاع الجوي التكتيكي على متن الطراد جيتيسبيرغ خيار آخر، سوى إطلاق الصواريخ الاعتراضية، والتضحية بطائرة إف-18 التي كانت تقلع من حاملة الطائرات، لإنقاذ الحاملة، ولو كان تردد للحظة، حينها سينتهي كل شيء».
وأضاف: «ولذلك، بعد هذه الحادثة، انسحبت مجموعة حاملة الطائرات الأميركية ترومان مسافة 300 كيلومتر باتجاه الشمال خلال بضعة أيام للهروب من منطقة ضربات صواريخ كروز الحوثية».










المصدر لا ميديا