تقرير / لا ميديا -
في مشهد دموي يتكرر بلا انقطاع، وتحت غطاء التواطؤ الغربي والشرقي، يواصل العدو الصهيوني جرائمه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، ضارباً عرض الحائط باتفاقات وقف إطلاق النار، ومحوّلاً الجغرافيا الفلسطينية إلى مسرح قتل ممنهج، هدفه محو الوجود الفلسطيني.
وقد استشهد، أمس، 6 فلسطينيين، بنيران الاحتلال في مناطق متفرقة بقطاع غزة، في جرائم جديدة تخرق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل يومي.
وفي التفاصيل أفاد الدفاع المدني في القطاع باستشهاد مواطن بعد استهدافه مباشرة بنيران طائرة مسيّرة للعدو في منطقة “الخط الأصفر” شرقي الشجاعية، فيما أفاد، باستشهاد شاب آخر بنيران قوات الاحتلال قرب محكمة الشجاعية، فيما أفادت وزارة الصحة باستشهاد 4 آخرين، إلى جانب تسجيل 7 إصابات جديدة، في منطقة مكتظة بالنازحين، شرقي مدينة غزة، ما يؤكد تعمد الاحتلال تحويل الفضاء المدني إلى ساحة تصفية ميدانية.
وزارة الصحة في قطاع غزة كذلك أعلنت وصول 8 شهداء جرى انتشالهم من تحت الأنقاض.
ومنذ إعلان وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، بلغ عدد الشهداء 405، وعدد المصابين 1,115، فيما وصل عدد حالات الانتشال إلى 649، في دلالة صارخة على حجم الدمار المتراكم، والجثث التي ما زالت تحت الركام. أما الحصيلة الإجمالية لعدوان الإبادة على قطاع غزة، فقد ارتفعت إلى 70,937 شهيداً و171,192 مصاباً، في أرقام تعكس واحدة من أفظع الجرائم الجماعية في العصر الحديث، تُرتكب على مرأى ومسمع العالم.
ولم تتوقف المأساة عند القتل المباشر؛ إذ أعلنت وزارة الصحة ارتقاء 4 شهداء نتيجة انهيار مبنى، ليرتفع عدد ضحايا انهيار المباني بسبب المنخفض الجوي إلى 15 حالة. هذه الوفيات ليست «كوارث طبيعية»، بل نتيجة مباشرة لسياسة التدمير الشامل التي انتهجها الاحتلال، وترك آلاف المباني المقصوفة متصدعة وغير صالحة للسكن، دون السماح بإدخال مواد إيواء أو إعادة إعمار.
وفي هذا السياق، واصلت قوات العدو، أمس الاثنين، هجماتها المدفعية والجوية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ونسف مبانٍ سكنية شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط أوضاع إنسانية كارثية ونقص حاد في الغذاء والدواء ومواد التدفئة.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حذّر من أن الاحتلال يحوّل الشتاء إلى أداة قتل جماعي بحق سكان غزة، عبر الحصار ومنع إدخال المساكن المؤقتة، مشيراً إلى خطر وشيك بانهيار مئات المنازل المتضررة مع اشتداد الأحوال الجوية.
وأكد المرصد أن المدنيين يُجبرون على خيارين قاتلين: البقاء في منازل مهددة بالانهيار، أو العيش في خيام لا تقي من البرد والمطر. واعتبر أن سياسة «منع الإيواء» ليست إجراءً عابراً، بل جزء من نهج مخطط له للتهجير القسري وتجريد السكان من حقهم في السكن الآمن، داعياً إلى تحرك دولي عاجل؛ لأن استمرار هذا المنع في فصل الشتاء يرقى إلى القتل العمد.

تصعيد خطير بحق المختطفات الفلسطينيات
في موازاة جرائم غزة، يتصاعد القمع داخل زنازين الاحتلال. وكشف مكتب إعلام الأسرى عن تصعيد خطير ومتكرر بحق المختطفات في سجن «الدامون»، شمل اقتحامات عنيفة للأقسام، ونزع الحجاب، والاعتداء الجسدي المباشر، واستخدام الكلاب والقنابل الصوتية لترهيبهن. وأوضح أن هذه الاعتداءات نُفذت أربع مرات خلال كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أسفر عنها إصابات في صفوف المختطفات، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية، ورسالة واضحة بأن منظومة الجريمة الصهيونية لا تنسى أحدا.

إصابة 3 فلسطينيين بنيران الغاصبين في القدس
في الضفة الغربية المحتلة، أصيب ثلاثة فلسطينيين برصاص غاصبين، أمس الاثنين، خلال هجوم نفذه غاصبون صهاينة على تجمع عرب نخيلة الكعابنة شمال شرق القدس المحتلة. الاعتداء وقع في منطقة تشهد هجمات متكررة من الغاصبين، فيما سارعت جهات صهيونية إلى ترويج رواية تبريرية تزعم «الرد على رشق بالحجارة»، في سيناريو مكرر يهدف إلى شرعنة عنف وجرائم الغاصبين وحمايتهم.
وفي القدس المحتلة، هدمت قوات الاحتلال عمارة سكنية كاملة في حي واد قدوم في سلوان، ما أدى إلى تشريد 13 عائلة تضم نحو 100 مواطن، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
حركة المقاومة الإسلامية حماس وصفت الجريمة بأنها واحدة من أكبر عمليات الهدم والتهجير الجماعي، وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، محذرة من أن ما يجري في القدس جزء من مخطط أوسع لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين وفرض وقائع ديموغرافية بالقوة.