الصمود اليمني يعمق الانقسامات الدولية
- تم النشر بواسطة خاص / لا
تكونت الأرض من جروف قارية، من اصطدامها ببعضها ظهرت القارات، وتشكلت الخارطة، وهذا ما مثله الصمود اليماني، جُرف قاري اصطدمت به الجروف والقشر الأرضية المعتدية، وعلى إيقاع هذه الهزات التي يُهندسها المُقاتل اليمني تتشكل خارطة جديدة للعالم، أبرز تحولاتها توقيع الملف النووي الإيراني، وتدخل روسيا في سوريا لمحاربة الإرهاب، مُعززةً بقاء الحليف الرئيس الأسد، وما كانت روسيا لتتخذ خطوة كَهَذهِ، لو لم يمهد الصمود اليماني لذلك، في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، والجيش واللجان الشعبية اليمنية بصورةٍ خلاقة يُعيدون القيمة العملية الفعالة للسلاح الروسي، في مواجهة أحدث الأسلحة الأمريكية والغربية، التي يدمرها الجيش اليمني و((اللجان))، براً وبحراً وجواً.
الحضور الروسي في المعركة على الإرهاب في سوريا (بما لهذه الجماعات الإرهابية من أدوات غربية) مثلَ حدثاً استثنائياً وصادماً للغرب، مِما أوجب جود لقاء سياسيا بين روسيا وحلفائها وبين الغرب وحلفائه، للتعامل مع هَذهِ اللكمة العنيفة للدُب الروسي، ولهذا يأتي الإعلان والتحرك نحو فينا إلى لقاء يجتمع كل الأطراف المؤثرة في الساحة السورية سلباً وايجاباً، لا حول دائرة بل تقف سوريا وحلفها الروسي الإيراني، وأمريكا وحلفها العدواني الغربي الخليجي.
في هَذا اللقاء ستُطرح قضايا كثيره بقدر هَذهِ التحولات التي تجري، وفيما روسيا تؤكد على بقاء الأسد رئيساً وإيران تقول بأنه من غير المعقول أن يكون هناك حل للقضية السورية بغيابها كما قال وزير خارجيتها ظريف "أولئك الذين يحاولون حل الأزمة السورية خلصوا إلى أنه بدون حضور إيران لن يكون هناك أي سبيل للوصول إلى حل معقول للأزمة". فهذا الحِلف السوري الذي هوَ عملياً يُجرد الغرب من أدواته في الداخل السوري، ويحارب كل الجماعات المسلحة التي وقفت ضد النظام السوري، كما صرح بذلك بوتين قبل أسابيع، ومنها الجماعات التي دربتها أمريكا، هذا الحلف يحصد انتصاراتهُ ميدانياً وهي من تفرض بقاء الأسد سياسيا وبقاء سوريا مع محور المقاومة ومناهضة للغرب، والقُطب العالمي الصاعد كاسر الأحادية الإمبريالية.
الحلف الغربي من أمريكا وتركيا ودول الخليج، الذي يخسر أدواته في الأرض السورية، ويسقط مشروعه القائم على انهيار سوريا، بَعد خسارته للمليارات وللسُمعة الإنسانية والديمقراطية، هذا الحِلف الغربي يفرض عليه الواقع تقبل حقيقة سقوط أدواته، يُريد أن يخرج بمكاسب الحد الأدنى، بالتباحث في إمكانية وضع "جدول زمني محدد لرحيل الرئيس بشار الأسد"، كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء. ويتمحور حول هذا الهدف الغربي ما قالهُ وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ــ الأربعاء إن محادثات فيينا ستشكل اختبارا لمدى "جدية" روسيا وإيران للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأضاف الجبير "يجب التأكد بشكل واضح من أن الأسد سيرحل". فيما قال توم شانون مستشار وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن: إن الوزير جون كيري سيستغل المؤتمر ليرى إن كانت روسيا وإيران تنويان "تغيير النهج" ودفع الرئيس السوري بشار الأسد للرحيل عن السلطة، واختبار التزام الدولتين في محاربة تنظيم "داعش" بعد أن سبب هذا الملف حرجاً لأمريكا داخلياً وخارجياً، واعترافها رسمياً بفشل استراتيجيتها في محاربتهُ.
وأضاف شانون أن كيري يريد معرفة "إلى أي مدى هما مستعدان للعمل بشكل عام مع المجتمع الدولي لإقناع الأسد بأنه سيتعين عليه الرحيل في أية عملية انتقال سياسي" ليقف على النقيض من الموقف الروسي المشدد على بقاء الأسد.
يظهر أن مسألة بقاء الأسد من عدمه هو الحد الأدنى، للغرب ودول الخليج في (فينا)، وهناك مطلباً آخر مُلح دون الإعلان عليه، وهوَ خروج "الدواعش" من سوريا وانتشالهم من نيران السوريين والروسيين لما لخسارتهم من فداحة مالياً واستراتيجياً، ومن المُرجح أن يخرجوهم من سوريا إلى عدن والجنوب اليمني ليُعلن دولتهُ الداعشية.
لا شكَ أن الغرب والخليج مُسلمٌ بهزيمتهُ في سوريا؛ فقد استنفد كُل حيله ومخططاتهُ لإسقاط الدولة السورية خلال الخمس السنوات الماضية، وربما يُعول في (فينا) على التزام من روسيا أن لا تدعم اليمن في هذه المواجهة مع العدوان والارهاب باي شكل عسكريا او سياسياً وفي أروقة الأمم المتحدة، قد يتم الاتفاق على أمر كهذا، إنما من غير المعقول في ذات الوقت أن تُترك اليمن لهذا العدوان وتُصبح إمارة خليجية حامية للمصالح الأمريكية، ومن ثم يُعدم أي تواجد روسي في اليمن، التي كانت منطقة حضور روسي وخاصة في حقبة النظام الاشتراكي السابق في جنوب البلاد، وبنفس الوقت تعرف روسيا انهُ في حالة انتصار اليمن على هذا العدوان وقيام نظام مستقل ذي سيادة مناهض للإمبريالية الأمريكية، يُمكن التفاهم معه من أجل علاقات ومصالح مُتبادلة، وبهذهِ الحالة تتمنى روسيا انتصار اليمن دون أن تتجه إلى دعم اليمن في مواجهة هذا العدوان والإرهاب، وهذا ما يُعطي الثورة والمقاومة اليمنية رونقاً ووهجاً أنقى، من حيث استقلالها عن أي دعوم خارجية مهما كان هذا الطرف الخارجي صديقاً لا توسعياً ولا استعمارياً.
وفيما انتقدت ما تسمى بالمعارضة السورية المدعومة من الغرب ودول الخليج مشاركة إيران في هذه المباحثات معتبرة مشاركتها تقويضاً للعملية السياسية، تحدث الزعبي قائد ما يُسمى (فيلق اليرموك) لما يُسمى بـ"الجيش الحُر" الذي تعتبره روسيا جماعةً إرهابية بأنهُ لم يتم دعوتهم إلى فينا، هذا ولم يتم الفصل بين روسيا والقوى الغربية على تصنيف مثل هذه الفصائل التي دعمها الغرب، ولم يضعها على لوائحه للإرهاب.
وجرى في الخميس أول مباحثات في فينا التمهيدية اقتصرت على (روسيا وأمريكا والسعودية وتركيا) دون الخروج برؤية موحدة. إلا أنهم أكدوا التزامهم في هذا اللقاء بحل الصراع على أساس بيان جنيف 30 يونيو 2012، وكذا التزامهم بمحاربة الإرهاب، وأكد لافروف في ختام مباحثات فيينا أن الشعب السوري فقط يستطيع تقرير مصير الأسد، وسيجري لقاء كُل الأطراف وفق الموقف الروسي بمشاركة 13 دولة بينها مصر وإيران، ووفق القائمة البريطانية للمشاركين، وسيبحث التسوية السورية وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وإيران والسعودية وتركيا والإمارات وقطر والأردن وألمانيا وفرنسا ومصر وإيطاليا وبريطانيا، إضافة إلى وزيرة الخارجية الأوروبية.
الحضور الروسي في المعركة على الإرهاب في سوريا (بما لهذه الجماعات الإرهابية من أدوات غربية) مثلَ حدثاً استثنائياً وصادماً للغرب، مِما أوجب جود لقاء سياسيا بين روسيا وحلفائها وبين الغرب وحلفائه، للتعامل مع هَذهِ اللكمة العنيفة للدُب الروسي، ولهذا يأتي الإعلان والتحرك نحو فينا إلى لقاء يجتمع كل الأطراف المؤثرة في الساحة السورية سلباً وايجاباً، لا حول دائرة بل تقف سوريا وحلفها الروسي الإيراني، وأمريكا وحلفها العدواني الغربي الخليجي.
في هَذا اللقاء ستُطرح قضايا كثيره بقدر هَذهِ التحولات التي تجري، وفيما روسيا تؤكد على بقاء الأسد رئيساً وإيران تقول بأنه من غير المعقول أن يكون هناك حل للقضية السورية بغيابها كما قال وزير خارجيتها ظريف "أولئك الذين يحاولون حل الأزمة السورية خلصوا إلى أنه بدون حضور إيران لن يكون هناك أي سبيل للوصول إلى حل معقول للأزمة". فهذا الحِلف السوري الذي هوَ عملياً يُجرد الغرب من أدواته في الداخل السوري، ويحارب كل الجماعات المسلحة التي وقفت ضد النظام السوري، كما صرح بذلك بوتين قبل أسابيع، ومنها الجماعات التي دربتها أمريكا، هذا الحلف يحصد انتصاراتهُ ميدانياً وهي من تفرض بقاء الأسد سياسيا وبقاء سوريا مع محور المقاومة ومناهضة للغرب، والقُطب العالمي الصاعد كاسر الأحادية الإمبريالية.
الحلف الغربي من أمريكا وتركيا ودول الخليج، الذي يخسر أدواته في الأرض السورية، ويسقط مشروعه القائم على انهيار سوريا، بَعد خسارته للمليارات وللسُمعة الإنسانية والديمقراطية، هذا الحِلف الغربي يفرض عليه الواقع تقبل حقيقة سقوط أدواته، يُريد أن يخرج بمكاسب الحد الأدنى، بالتباحث في إمكانية وضع "جدول زمني محدد لرحيل الرئيس بشار الأسد"، كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء. ويتمحور حول هذا الهدف الغربي ما قالهُ وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ــ الأربعاء إن محادثات فيينا ستشكل اختبارا لمدى "جدية" روسيا وإيران للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأضاف الجبير "يجب التأكد بشكل واضح من أن الأسد سيرحل". فيما قال توم شانون مستشار وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن: إن الوزير جون كيري سيستغل المؤتمر ليرى إن كانت روسيا وإيران تنويان "تغيير النهج" ودفع الرئيس السوري بشار الأسد للرحيل عن السلطة، واختبار التزام الدولتين في محاربة تنظيم "داعش" بعد أن سبب هذا الملف حرجاً لأمريكا داخلياً وخارجياً، واعترافها رسمياً بفشل استراتيجيتها في محاربتهُ.
وأضاف شانون أن كيري يريد معرفة "إلى أي مدى هما مستعدان للعمل بشكل عام مع المجتمع الدولي لإقناع الأسد بأنه سيتعين عليه الرحيل في أية عملية انتقال سياسي" ليقف على النقيض من الموقف الروسي المشدد على بقاء الأسد.
يظهر أن مسألة بقاء الأسد من عدمه هو الحد الأدنى، للغرب ودول الخليج في (فينا)، وهناك مطلباً آخر مُلح دون الإعلان عليه، وهوَ خروج "الدواعش" من سوريا وانتشالهم من نيران السوريين والروسيين لما لخسارتهم من فداحة مالياً واستراتيجياً، ومن المُرجح أن يخرجوهم من سوريا إلى عدن والجنوب اليمني ليُعلن دولتهُ الداعشية.
لا شكَ أن الغرب والخليج مُسلمٌ بهزيمتهُ في سوريا؛ فقد استنفد كُل حيله ومخططاتهُ لإسقاط الدولة السورية خلال الخمس السنوات الماضية، وربما يُعول في (فينا) على التزام من روسيا أن لا تدعم اليمن في هذه المواجهة مع العدوان والارهاب باي شكل عسكريا او سياسياً وفي أروقة الأمم المتحدة، قد يتم الاتفاق على أمر كهذا، إنما من غير المعقول في ذات الوقت أن تُترك اليمن لهذا العدوان وتُصبح إمارة خليجية حامية للمصالح الأمريكية، ومن ثم يُعدم أي تواجد روسي في اليمن، التي كانت منطقة حضور روسي وخاصة في حقبة النظام الاشتراكي السابق في جنوب البلاد، وبنفس الوقت تعرف روسيا انهُ في حالة انتصار اليمن على هذا العدوان وقيام نظام مستقل ذي سيادة مناهض للإمبريالية الأمريكية، يُمكن التفاهم معه من أجل علاقات ومصالح مُتبادلة، وبهذهِ الحالة تتمنى روسيا انتصار اليمن دون أن تتجه إلى دعم اليمن في مواجهة هذا العدوان والإرهاب، وهذا ما يُعطي الثورة والمقاومة اليمنية رونقاً ووهجاً أنقى، من حيث استقلالها عن أي دعوم خارجية مهما كان هذا الطرف الخارجي صديقاً لا توسعياً ولا استعمارياً.
وفيما انتقدت ما تسمى بالمعارضة السورية المدعومة من الغرب ودول الخليج مشاركة إيران في هذه المباحثات معتبرة مشاركتها تقويضاً للعملية السياسية، تحدث الزعبي قائد ما يُسمى (فيلق اليرموك) لما يُسمى بـ"الجيش الحُر" الذي تعتبره روسيا جماعةً إرهابية بأنهُ لم يتم دعوتهم إلى فينا، هذا ولم يتم الفصل بين روسيا والقوى الغربية على تصنيف مثل هذه الفصائل التي دعمها الغرب، ولم يضعها على لوائحه للإرهاب.
وجرى في الخميس أول مباحثات في فينا التمهيدية اقتصرت على (روسيا وأمريكا والسعودية وتركيا) دون الخروج برؤية موحدة. إلا أنهم أكدوا التزامهم في هذا اللقاء بحل الصراع على أساس بيان جنيف 30 يونيو 2012، وكذا التزامهم بمحاربة الإرهاب، وأكد لافروف في ختام مباحثات فيينا أن الشعب السوري فقط يستطيع تقرير مصير الأسد، وسيجري لقاء كُل الأطراف وفق الموقف الروسي بمشاركة 13 دولة بينها مصر وإيران، ووفق القائمة البريطانية للمشاركين، وسيبحث التسوية السورية وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وإيران والسعودية وتركيا والإمارات وقطر والأردن وألمانيا وفرنسا ومصر وإيطاليا وبريطانيا، إضافة إلى وزيرة الخارجية الأوروبية.
المصدر خاص / لا