ولى زمن «ارحل بفسادك»
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
منذ أربعة أعوام تقريباً ونحن نطالب بإقالة الفاسدين والفاشلين. وكان يبدو جلياً أن هناك من يحميهم ويمنع تغييرهم. وكان ذلك مؤلماً جداً بالنسبة لكل من انضموا إلى المسيرة وأيدوها وناصروا الأنصار. إلا أن عزاءنا كان أن من ينتقي شلة الفساد والفشل ثم يعمل على حمايتهم لا يمثل المسيرة، بل إنه بالتأكيد من أعدائها وممن يسعى لتشويهها.
اليوم، وبعد أن قام الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بفضح جرائم فساد جسيمة وعالية المخاطر لم تعد مطالبنا فصل وإقالة وتغيير الفاسدين، فذلك سيكون بمثابة الإنقاذ بالنسبة لهم، بل يجب أن يكون مصيرهم السجن، بالتوازي مع استعادة الأموال المنهوبة، مع العلم أن هؤلاء لا يختلفون عن الخونة الذين باعوا الوطن، ولربما ضررهم أكبر في بعض المواقف.
ففي الوقت الذي يعاني فيه المواطن من الفقر والجوع جراء العدوان الكوني والحصار وسياسة التجويع القذرة التي ينتهجها العدوان بغية تركيع الشعب، يأتي الفاسد بكل وقاحة ليزيد الطين بلة وليفاقم أوجاعنا وآهاتنا ويضاعف معاناتنا، بينما يتحول هو من شخص كانت حالته أقل من المتوسطة إلى ملياردير ومالك أبراج عقارية وفلل وشركات ومؤسسات ونقدية مكدسة في منازلهم بالعملة الصعبة واليورو.
مثل هؤلاء مسألة إقالتهم تعتبر عملية إنقاذ لهم، وهي في الوقت نفسه جريمة لا تغتفر.
سنفترض حسن النية ونقول إنكم لم تكونوا تعلمون بفساد هؤلاء، كما قالها عميل الموساد (عفاش) عندما وصف الفاسدين في عهده بقوله: «أنا لم أنظر إلى قلوبهم، وقد خدعتني مظاهرهم ولم أكن أعلم بفسادهم»، مع أنه كان ينتقي الفاسدين والشواذ والـ... والـ... بعناية فائقة، بل وتصل إليه تقارير فسادهم المالي والأخلاقي باستمرار ويستخدمها لمزيد من الطاعة العمياء ولَيّ الذراع، وإن وصل أحد الشرفاء إلى منصب حساس بفرض الظروف أو بضغوط مجتمعية وقبلية يحاربه ويجننه أو يغتاله أو يهمشه ويقصيه. لكننا في زمن المسيرة القرآنية، وهذا ليس ضمن منهجها، حتى ولو استخدمه بعض مخترقيها.
ونأمل أن نسمع قريبا أخبار تغيير الفاسدين ومحاكمتهم واستعادة ما نهبوه واستبدال كفاءات وطنية نزيهة بهم.
والله الموفق والمستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات