أحرقوا كروت العدوان ودمروا أدواته
 

خالد العراسي

خالد العراسي  / لا ميديا -

لا خيار آخر لدى الأحرار غير الوقوف إلى جانب الأنصار باعتبارهم المكون الذي حمل على عاتقه مواجهة ومقاومة العدوان الكوني، وقد بذلوا الغالي والنفيس لتحرير اليمن من الوصاية وإلغاء التبعية، ولم يشبه هذا الهدف السامي أية مصالح دنيوية، ولو كانوا ممن يبتغون الحياة الدنيا لما قام العدوان ولما استمر ستة أعوام، فمن يسهل شراؤه لا داعي لإضاعة الطلقات في محاربته، فما بالكم بعدوان تعدى تكاليفه حتى اليوم أربعة تريليونات دولار ومآلاته باتت كارثية على دول عائمة على بحور من النفط والغاز، وهنا يكمن الفرق بين القتال دفاعا عن النفس والأرض والعرض ولنيل الحرية والاستقلال وللنهوض بالوطن الذي تعرض للإفقار عمدا، وبين القتال لمجرد أحقاد طائفية ومصالح شخصية وأطماع دنيوية.
وهذا يحتم على كل وطني حر أن يقف إلى جانب من اختارهم واصطفاهم الخالق عز وجل ليتولوا مهمة كسر القيود التي كبل بها الشعب اليمني منذ عقود، بل إن واجبنا الديني والإنساني والأخلاقي يفرض علينا بذل المال والروح.
لدينا قيادة نقية ومخلصة، ومن الطبيعي أن يتعرض المخلصون للتشويه كونهم رفضوا الخضوع لقوى الاستكبار العالمي تماما كما فعلت قوى الظلام مع إيران بعد ثورتها المجيدة التي كان أهم وأبرز نتائجها التخلص من الهيمنة الأمريكية الصهيونية.
أما عن الأخطاء والإخفاقات أياً كان حجمها ومدى توسعها وانتشارها فلا تعبر عن توجه القيادة وليست ضمن برنامج المسيرة، فمن يواجه الطغيان العالمي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون جزءا منه داخل أرض الوطن، وما يحدث من فساد أو فشل إنما هو ناتج عن تصرفات فردية منها المتعمدة ومنها الناتجة عن قلة خبرة البعض.
أما عن نتائج قلة الخبرات والقدرات الإدارية فذلك يستدعي تبني وتنفيذ برنامج تأهيلي إداري لكل القيادات التي تحتاج إلى تأهيل لتنمية القدرات والتمكين ودعم اتخاذ القرار، وهم ليسوا بحاجة إلى دورات ثقافية بقدر حاجتهم إلى دورات في مجال الاستراتيجية وكيفية اتخاذ الحلول الجذرية والتفعيل والتنمية المستدامة وما إلى ذلك من الدورات، وبعدها يأتي دور الرقابة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، وهذا ما كان يجب أن يتم منذ العام الأول للعدوان. وأما عن الإجراءات التدميرية المتعمدة فلا شك أنها صادرة عن أشخاص يخدمون العدوان وآخرين تحركهم الأحقاد أو المصالح الشخصية، وهؤلاء غالبا ما يدعون أن أعمالهم تتم بموافقة القيادة ويكذبون باستمرار بحديثهم عن مواقف حدثت لهم مع القيادة وأحيانا يدعون أن لديهم مكالمة هاتفية مع أحد أهم القيادات (لتشويه القيادة)، ولا يذكرون الداعم الحقيقي لهم حتى لا يكون ذلك سببا في إثارة سخط الناس على داعم الفاسدين، وأعرف أحد الفاسدين قبل فترة دخل ورشة لثلاثة أيام وقال لموظفي مكتبه وسكرتاريته بأنه سيكون في ضيافة السيد لثلاثة أيام وهم بدورهم نشروا الخبر عند كل من يسأل عنه، فهل تدركون معنى هذه التصرفات ونتائجها؟!
هؤلاء يريدون أن يقولوا: لسنا فاسدين ولا فاشلين إنما هي القيادة وهذا هو توجهها! بينما المنطق والعقل يقول بأنه لا يمكن لأي مجموعة أن تسعى إلى تشويه وتدمير نفسها، فالموضوع تجاوز الفساد والفشل الناتج عن الغباء وانعدام النزاهة، وهؤلاء مسألة اكتشافهم سهلة وليست كما يتصور البعض، وليس عليكم أن تنتظروا إلى أن يرفع أحدهم إحداثيات أو يضع شرائح كما فعل القوزي، فالبعض تقتصر مهمته على نخر مؤسسات الدولة، وذلك يمكن أن يتم من خلال عدة إجراءات يتخذها المسؤول بشكل مرتب ومنظم ودقيق ومدروس بعناية ليكون إجمالي مآلاتها تدمير المرفق الحكومي.
وبالتالي لا تغرنكم الإنجازات الإدارية الإعلامية لبعض رؤساء المؤسسات والمرافق الحكومية وعليكم دراسة أعمالهم ونتائجها بدلا من الاكتفاء بالاستماع إلى إنجازات لا وجود لها على أرض الواقع.
فالعدوان الكوني لن يتنازل عن أهدافه القبيحة بسهولة، كما أنه لن يرفع الراية البيضاء إلا بعد أن يصل لمرحلة اليأس، وإلى اليوم مازال لديه كثير من الكروت والأدوات في الداخل والخارج، احرقوا كروت العدوان ودمروا أدواته بنجاحات إدارية، اجتماعية، اقتصادية، وسياسية، إلى جانب الانتصارات العسكرية، لتكتمل حلقات النصر. والله الموفق والمستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات