فتح المطار بدون أعذار
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
لماذا تصر دول العدوان، وعلى رأسها أمريكا، على إغلاق مطار صنعاء؟ لماذا يستميتون في إغلاقه رغم أنهم يراقبون كل رحلة، ويفتشون كل حقيبة، ويستجوبون كل مسافر؟! بل والأغرب من هذا كله هو في عدم ممانعتهم الحديث عن الأمر علناً في جلسات مجلس الأمن، وفي تصريحات مسؤوليهم، وفي وسائل إعلامهم، وبلهجة تنم عن التعنت والإصرار!
الأمر واضح كما أعتقد، فهم يعتبرون مسألة المطار نقطة في صالحهم، ويستخدمونها كوسيلة لإثبات تفوقهم، عبر ما يعتبرونه إذلالا لليمنيين، الذين استطاعوا أن يذيقوا دول العدوان كل أنواع الذل والهوان في كل الجبهات العسكرية. وهذا الأمر يمثل لهم نوعا من رد الاعتبار لكرامتهم المهدورة تحت أقدام اليمنيين «الحافية»، بعد أن احمر قفاهم من شدة الضرب.
وفقا لحسابات المنطق، فهذه الرحلات تؤدي إلى خروج العملة الصعبة من البلد، والمرضى الذين يسافرون يحملون معهم ما يحتاجونه من تكاليف علاجهم، مما يزيد الصعوبات الاقتصادية. إلا أن هذا الأمر لا يساوي الكثير في نظر هذه الأنظمة السايكوباتية المتغطرسة، والتي شعرت بالعجز أمام ما تم عرضه من مشاهد مهولة عبر الإعلام الحربي اليمني أدت لانهيار سمعة السلاح الأمريكي ومرتزقته، بعد أن ظهر عاجزا أمام رجال يحملون في الغالب سلاحهم الشخصي فقط!
إغلاق المطار جريمة إنسانية بلا شك، ووصمة عار في جبين دول العدوان وكل تلك المنظمات التي تدعي أنها إنسانية؛ ولكنها قررت أن تكون أداة مجرمة بيد هذه الدول. ورغم أن هذا الإغلاق المخزي يفضح مدى الإجرام الذي هم عليه، ولكن متى كان أمر كهذا ضمن اهتمامات هذه الأنظمة اللعينة؟! لذلك ففتح مطار صنعاء لا يمكن أن يتم عبر المفاوضات فقط، واليمنيون هم المعني الأول بهذا الأمر الذي يمس حياة مرضاهم، وأيضا سيادة بلدهم. ومهما كانت الوسائل المستخدمة فهي مشروعة.
لا بأس في استخدام الإعلام لفضح تعنت دول العدوان. ومن الجيد التواصل مع المنظمات والمؤسسات الإعلامية والقنوات الدبلوماسية بما يخدم هذا الأمر؛ لكن هذا لا يكفي. يجب على الشعب أن يدعم كل توجه يؤدي نحو المزيد من الضغط لفتح مطار صنعاء، فهذا الموضوع بالذات لا يمكن تأويله أو تشويه أهدافه كما فعل الأعداء في مواضيع أخرى.
من أوجه الضغط الشعبي لفتح المطار دعم الصناعات الدفاعية التي تستطيع بإذن الله أن تجبر دول العدوان على فتح كل مطاراتنا وموانئنا بالقوة، خاصة وهذه الدول لا تعترف إلا بلغة القوة. كما نستطيع المساهمة في فضح هذه الأنظمة وتعريتها عبر النشر في كل مواقع التواصل الاجتماعي، مع إظهار مدى دعم الشعب لقيادته وجيشه، والحث على ضرورة فتح المطار بأي وسيلة، باعتباره حقاً سيادياً وإنسانياً، واستمرار إغلاقه يتعارض مع كل الشرائع والقوانين والأعراف السماوية والدولية والوطنية... والله معنا.

أترك تعليقاً

التعليقات