الأمن السعودي الصاحي!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
مجرد كتابة عنوان هذا المقال جعلتني أضحك، فكلنا يعرف أساليب وسمعة الأمن السعودي (الاحترافية) ومن المشغل الحقيقي لهذا الجهاز الكبير. وعندما أقول «الكبير» فأنا أعني أنه كبير من ناحية المبالغ المهدرة عليه وعلى مستشاريه الأمريكيين. أما إنجازاته فحدث ولا حرج! فالأمن السعودي لا يتعب نفسه بالبحث والتقصي، ومعظم من تم استهدافهم كانوا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. أما عن أساليبه فهو لا يستوعب الأساليب المهنية والأكاديمية، بل إن أساليبه تشبه تلك الأساليب التي تنتهجها العصابات، وبالطبع هي تنتهك حرية الإنسان وكرامته، ولكن ما باليد حيلة وقد عجزت كل الأموال التي أنفقوها عن تحويل هذه العصابة إلى جهاز رسمي محترم!
طبعاً أنا لا أقلل من شأن هذا الجهاز، بل أعتبره غير موجود أصلاً إلا كواجهة. أما العمل الحقيقي فإن مجموعة مهولة من «الكاوبويز» الأمريكيين هم من يقومون به. وتاريخ هذه المملكة الهمجي يشهد في أحداث عدة تثبت عجز هذا النظام عن تحقيق أي إنجاز حقيقي واحد، بل إنهم مع كل حدث دائماً يهرعون لمطالبة أجهزة أمنية خارجية بمساعدتهم فيه، كما حدث مثلاً في موضوع «جهيمان» والحرم، أو قضايا قتل الكتاب والمغنين والمعارضين في الخارج. ولعل أكبر دليل على فشلهم هو الفضائح الموثقة لأعضاء الأسرة الحاكمة، والتي تظهر كل فترة في صحف ومجلات ومواقع دولية «وعلى عينك يا تاجر»!
مؤخرا هربت فتاتان من الشمال إلى عدن للالتحاق بأسرتيهما في أمريكا. وبالطبع تلقفت أجهزة أمن المرتزقة هناك الخبر بسرور بحثاً عن أي إنجاز ولو وهمي، وتم فبركة الأحداث وإعداد السيناريو والمسرح وكأننا بصدد خبر فرار أحد المواطنين الشيوعيين من كوريا الشمالية إلى الغرب، كما اعتادت الماكينة الإعلامية الأمريكية أن تروج منذ أيام الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي.
المضحك في الأمر أن الحاكم السعودي في عدن قرر أن يحرم حكومة العملاء هذا النصر المعنوي، وأن يجير الخبر لمصلحة نظام بلاده، فلا إنجاز هناك إلا ويتم ربطه بالمملكة السعودية! وطبعاً، كبرت الفكرة في رأس الحاكم السعودي فأتى بسينارست ليعطي الموضوع المزيد من الإثارة، وتم تحويل الخبر من «هروب» إلى «تهريب»، وتم حشر اسم المخابرات الأمريكية في الموضوع حتى يكون الخبر إنجازاً ولعقاً لأحذية الأمريكيين في آن واحد!!
بعين الخيال أرى الآن «المستر» الأمريكي جالساً في مكتبه يضحك ملء شدقيه من سخافة هذا التأليف ورداءة الإخراج! الموضوع عادي جداً؛ ولكن النظام السعودي البائس متعطش لأي إنجاز بعد أن تلقى مئات الصفعات اليمنية في الجبهات وفي الداخل السعودي، وبعد رصيد الهزائم المتوالية التي أصبحت تحتاج لمجلدات من الحجم الكبير لحصرها، وبعد سقوط العديد من الضباط والمسؤولين السعوديين منذ بداية العدوان وحتى الآن.
لقد أصبحت سمعة هذا النظام في الحضيض، وهذه الإنجازات الوهمية لن تفيده أمام الهزائم التي يتلقاها بشكل متواصل، وليس أدل على ذلك من السمعة السيئة التي حاز عليها هذا النظام، والتي تستحق أن تسجل في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأسوأ وأفشل وأغبى نظام في العالم، فقد بدد تريليونات كان بالإمكان أن تحول مدنه إلى جواهر وينعم شعبه ببحبوحة لا يصل إليها أي مواطن في العالم؛ ولكنه اختار طريق الفشل. ومن فشل إلى فشل بإذن الله.

أترك تعليقاً

التعليقات